مأساة الروهينغا البدون تطهير عرقي
![أ.د. غانم النجار](https://www.aljarida.com/uploads/authors/30_1682522974.jpg)
هناك إشكالية كبرى في التعامل مع كوارث إنسانية من صنع البشر، كما هي مأساة روهينغا، وهم هدف سهل للجماعات المتطرفة. الموقف التقليدي المكرر للحكومات هو الإنكار، وتغطية العنصرية المتطرفة، باتهام الفئة المضطهدة بأنهم ضالعون في الإرهاب، بينما تقف كل منظمات حقوق الإنسان الرئيسة، سواء العفو الدولية أو هيومان رايتس ووتش، وكذلك الأمم المتحدة وغيرها، موقفاً واضحاً في تسمية ما يجري بأنه تطهير عرقي، وأنه جريمة ضد الإنسانية، تحولت إلى عملية إبادة جماعية.بطبيعة الحال زاد الضغط على "مستشارة الدولة" أون سان سوجي، حيث رفض الجيش أن تتولى منصباً رسمياً، وتم تدشين موقع change.org الذي يطالب بسحب جائزة نوبل للسلام منها، خاصة بعد موقفها المتخاذل، الذي انكرت فيه حدوث أي تطهير عرقي. ومع أن الحملة ضدها قد لا تحقق نتيجة، فليست لديها صلاحيات تذكر، لكن استمرار الضغط أمر ضروري.الضغط الدولي واستمراره يجب أن يكسر هذا الخنق الممنهج، لأقلية لها كامل الحق في العيش بسلام في أرضها التاريخية.الخطوات المطلوبة واقعياً وعملياً حالياً هي توفير المساعدات الإنسانية والإغاثية للاجئين، بما يشمل مساعدة بنغلادش، والتعامل مع الجرائم ضد الإنسانية بجدية، والخروج بصيغة سياسية تمنع تكرار هذا التمييز العنيف، ومن ثم عودة اللاجئين إلى أراضيهم، والاعتراف بروهينغا كأقلية رسمية في ميانمار، وإنهاء حالة "البدون"، وتحريك القضية تجاه المحكمة الجنائية الدولية، أو البدء بطرح موضوع استقلال جمهورية أراكان مجدداً على طاولة الأمم المتحدة.