يبدو أن تهديدات بغداد وأنقرة العلنية برد عسكري، على الاستفتاء بشأن انفصال إقليم كردستان عن العراق، المقرر تنظيمه في 25 الجاري، بالإضافة الى المواقف الدولية الرافضة له، وفي مقدمها واشنطن ولندن والامم المتحدة، بدأت تضغط أكثر فأكثر على المسؤولين الأكراد في أربيل.وبعد إعلان الرئيس العراقي الكردي فؤاد معصوم، الذي ينتمي الى حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس السابق جلال الطالباني، عن مبارة للحوار، وإعلان حزب الطالباني ضرورة الاخذ بالاعتبار المقترح الدولي البديل عن الاستفتاء الذي قدمته الامم المتحدة والولايات المتحدة وبريطانيا لرئيس الإقليم مسعود البارزاني، عقدت اللجنة العليا للاستفتاء في إقليم كردستان، اجتماعاً لمناقشة "بديل الاستفتاء" بالاضافة الى قرار البرلمان العراقي عزل محافظ كركوك الكردي نجم الدين كريم.
وأفاد مصدر مطلع من الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة البارزاني بأن الاحزاب الكردستانية اجتمعت ليل السبت- الاحد في اربيل لبحث ودراسة المقترحات التي طرحها المجتمع الدولي مقابل ارجاء الاستفتاء. وقال المصدر إن "ممثلي الأحزاب في إقليم كردستان قد درسوا لساعات طويلة المقترحات الدولية دراسة مستفيضة، وأعدوا ورقة مقترحات ومطالب لعرضها مع رئيس الاقليم والمصادقة عليها وتقديمها للوفد الدولي".
وساطة سعودية
في غضون ذلك، كشفت رئاسة إقليم كردستان، أمس، عن لقاء عقد بين البارزاني ووزير الدولة السعودي لشؤون الخليج ثامر السبهان، مشيرة إلى أن الأخير أبدى استعداد الرياض للوساطة وتهيئة الأجواء لإجراء حوار بين بغداد وأربيل.وقالت رئاسة الإقليم في بيان، إن "السبهان أشاد بدور الشعب الكردستاني وقوات البيشمركة كما أكد مواصلة علاقات الصداقة السعودية والكردستانية". من جانبه، أشاد البارزاني بـ"العلاقات المستمرة بين الرياض وكردستان"، مؤكداً أن "الإقليم لم يغلق أبواب الحوار".وكان الرئيس العراقي فؤاد معصوم أصدر، أمس الأول، بيانا أعلن فيه إطلاق مبادرة للحوار بين الزعماء السياسيين للتوصل إلى حلول ملموسة وعاجلة تكفل تجاوز الأزمة الحالية، مشيرا إلى إلغاء سفره المقرر إلى نيويورك وتكليف رئيس الوزراء حيدر العبادي بإلقاء كلمة العراق باجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة.بغداد وأنقرة
وأعلن رئيس الوزراء حيدر العبادي، أمس الأول، استعداد بغداد للتدخل عسكرياً إذا أدى استفتاء إقليم كردستان إلى العنف، بينما اعتبرت أنقرة ان الاستفتاء مسألة أمن قومي بالنسبة لها ملوحة باستخدام القوة.وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أمس، إنه سيجتمع مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي خلال زيارتهما للولايات المتحدة هذا الأسبوع وسيبحث معه الاستفتاء، وأضاف قبل مغادرته إلى نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن أنقرة وبغداد متفقتان في الرأي بشأن الاستفتاء الذي قال إنه سيقسم العراق.طهران تهدد
من ناحيته، قال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، أمس، إن المنافذ الإيرانية مع إقليم كردستان ستغلق في حال إجراء استفتاء الانفصال عن العراق.ونقلت وكالة أنباء «تسنيم» الإيرانية عن شمخاني قوله إن انفصال إقليم كردستان عن العراق سيشكل نهاية للاتفاقات الأمنية والعسكرية مع هذا الإقليم»، في حين أن اتفاقية المعابر مع العراق سوف تبقى قائمة على حالها.قيادي في البيشمركة
في المقابل، أكد قائد "قوات الـ70"، في البيشمركة الشيخ جعفر مصطفى، أمس انه "لا تراجع عن قرار الاستفتاء بأي شكل من الأشكال"، مشيراً في الوقت نفسه الى أن قواته ستحافظ على المناطق الكردستانية خارج الإقليم.وقال مصطفى، في كلمة له خلال ملتقى قوات البيشمركة الذي أقيم في أربيل، إن "التضحيات التي قدمها الشعب الكردستاني أكبر بكثير مما نطلبه"، مشيرا الى أن "الدولة الكردية ستشكل سواء اليوم أو غدا وسنتمتع بكل حقوقنا العادلة".قيادي شيوعي
من ناحيته، أكد العضو القيادي في الحزب الشيوعي الكردستاني زيرك كمال، أن الاستفتاء سيجري في توقيته، وأن كل الاحاديث المتداولة بشأن تأجيله محض اشاعات، مضيفا أن "كردستان تشهد حماسا شعبيا منقطع النظير، والاستعدادات تجري على قدم وساق، والناس بانتظار حلول اليوم الموعود".الحكيم
من جانبه ، أعرب عمار الحكيم زعيم تيار الحكمة الوطني عن الأمل أن تفضي الساعات 72 المقبلة عن مفاجأة لدرء مخاطر أزمة الاستفتاء في إقليم كردستان.وقال الحكيم، في مجلس ديوان بغداد أمام العشرات من النخب الاعلامية نظم مساء أمس الأول، إن "خيارنا ايقاف الاستفتاء والعودة للحوار"، وأضاف أن "الحوار لا مناص عنه شرط أن يكون جديا وعميقا وشاملا ضمن سقف الدستور والقبول بالدستور دون انتقائية، لأنه كتب كي يلحظ مصالح الجميع".«دولة القانون»
بدوره، دعا صادق مهدي النائب عن ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي، إلى تأجيل استفتاء استقلال كردستان، محذراً من أن اجراءه سيدخل العراق في دوامة من العنف، ومتوقعاً بأن تقوم الدول المتضررة من الاستفتاء بإجراء رادع. ودعا ائتلاف الوطنية بزعامة نائب رئيس الجمهورية إياد علاوي، أمس، وسائل الإعلام للمساهمة في تحقيق الاستقرار الوطني والابتعاد عن إبراز أصوات "طبول الحرب" بين بغداد وأربيل، وشدد على استمراره في محاولة رأب الصدع ونزع فتيل الأزمة.هجوم مخمور
على صعيد آخر، افاد مسؤول لجنة تنظيمات قضاء مخمور للاتحاد الوطني الكردستاني رشاد كلالي بأن "ثلاثة انتحاريين هاجموا معسكرا للقوات الاميركية في قرية بونكينة التابعة لناحية قراج في قضاء مخمور". وأضاف ان "القوات الأميركية تمكنت من قتل ارهابيين اثنين، في حين فجر الثالث نفسه"، مشيراً الى ان "الهجوم لم يسفر عن وقوع اية اصابة في صفوف القوات الاميركية".