بعد ساعات على اتهامات لموسكو وجهتها ​قوات سورية الديمقراطية​ (قسد) وساندها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة باستهداف مواقعها في دير الزور، اتصل وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون هاتفياً، أمس الأول، بنظيره الروسي سيرغي لافروف لبحث الوضع في سورية وتطورات الحرب على الإرهاب وتطبيق قرارات محادثات أستانة وجنيف المرتقبة.

ونفت ​وزارة الدفاع الروسية​، أمس، اتهامات نظيرتها الأميركية (البنتاغون) بأن طائراتها قصفت ​قوات سورية الديمقراطية​ (قسد) في ​دير الزور​، مؤكدة أنها نفذت فقط ضربات محددة بدقة على مواقع ​تنظيم "داعش"، اعتماداً على معلومات مصادر متعددة، لافتة إلى أنها أبلغت واشنطن مسبقا بعملياتها الجوية في دير الزور.

Ad

وأشار المتحدث باسم وزارة الدفاع، إيغور كوناشينكوف، إلى أن روسيا لم ترصد في الأيام الأخيرة أي معارك بين "داعش" وأي قوة ثالثة على الضفة الشرقية لنهر الفرات، معتبرا أن "ممثلي التحالف الدولي وحدهم يعرفون كيف دخل مستشاروهم العسكريون مواقع التنظيم دون قتال".

عبور الفرات

وغداة استعادة النظام السيطرة على قريتى المريعية وحويجة المريعية والمزارع المحيطة بها بريف دير الزور الجنوبي الشرقي، نقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مصدر عسكري أن "وحدات من الجيش بالتعاون مع القوات الرديفة والحليفة دمرت آخر تجمعات وتحصينات داعش في محيط قرية الجفرة، وأمّنت محيط مطار دير الزور بشكل كامل".

وأوضح المصدر أنه بالسيطرة على منطقة الجفرة على الضفة الغربية للفرات لا يمكن لمتشددي التنظيم الفرار إلا بعبور النهر باتجاه الضفة الشرقية والهروب باتجاه البادية أو البوكمال والميادين"، مبينا أنه بهذا يكون الجيش على بعد نحو 25 كم عن مدينة الميادين، أهم مواقع "داعش" في دير الزور.

«الفجر 3»

ومع توسع سيطرة النظام شرقاً، أعلن قائد غرفة عمليات حلفاء الأسد بدء معركة "الفجر 3" للوصول إلى منطقة البوكمال الحدودية، وتطهير هذه المنطقة الواسعة والاستراتيجية من "داعش"، موضحا أنها بدأت بتحرير منطقة شمال شارة الوعر ووادي الرطيمة والغزلانية بمحاذاة الحدود مع العراق.

وأشار المصدر إلى أن هذه العمليات تأتي استكمالا لسابقتيها "الفجر1 و2"، التي شهدت تحرير شرق الضمير حتى الحدود الأردنية والبصيري، وصولاً إلى حدود العراق ومحور السخنة - دير الزور.

سقوط طائرة

ووسط أنباء عن تمكن "داعش" من إسقاط طائرة من نوع "ميغ" فوق منطقة الاشتباك قرب بلدة البوليل شرق مدينة دير الزور، أفاد المرصد السوري أمس بمقتل 34 مدنياً بينهم 15 طفلا خلال الساعات الـ 24 الماضية، من جراء قصف على الريفين الشرقي والغربي لدير الزور رجح أن يكون روسياً، مشيرا إلى تزايد وتيرة عمليات النزوح نحو منطقة الميادين ومناطق أخرى.

حكومات الغرب

وخلال لقائه وفداً برلمانيا إيطاليا برئاسة السيناتور ماريو روماني، اتهم الرئيس السوري بعض الحكومات الغربية بأنها لاتزال تدعم التنظيمات ​الإرهابية في ​سورية​، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، رغم ما بدأت تعانيه من ارتداد ذلك على شعوبها.

واعتبر الأسد أن "زيارات الوفود الأوروبية إلى سورية والاطلاع على الوقائع كما هي، يمكن أن تؤدي دورا مهما في تعزيز بوادر تغيّر الرأي العام الغربي تجاه ما يجري، بعد أن أدرك كذب إعلامه وخدمته سياسات الحكومات لا مصالح الشعوب، إضافة إلى العمل على رفع الحصار الاقتصادي الذي يزيد من معاناة السوريين ويؤثر سلبا على حياتهم اليومية".