أسهم كلام رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون، أمس، في تبريد مناخات القلق والبلبلة التي سيطرت على الساحة المحلية خلال اليومين الماضيين. ودعا عون اللبنانيين إلى اليقظة وعدم الانجرار وراء الشائعات أو ترديدها، معتبرا أن "كل ذلك يأتي في سياق مبرمج لصرف الأنظار عن الإنجازات المحققة على طريق بناء الدولة".

وأشار عون في بيان أصدره، أمس، قبيل مغادرته بيروت إلى نيويورك لترؤس الوفد اللبناني إلى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، إلى أنه "في الآونة الأخيرة، تكثفت شائعات تستهدف ثقة المواطنين بمؤسساتهم، من زرع الشك باستقرار العملة الوطنية، إلى اتهام بعض أركان الدولة بالفساد، إلى استهداف الجيش في عز مواجهته مع الإرهابيين، وصولا إلى نشر أجواء من الخوف والقلق عبر الحديث عن توقعات لعمليات إرهابية".

Ad

ورأى أن "كل ذلك يأتي في سياق مبرمج لصرف الأنظار عن الإنجازات المحققة على طريق بناء الدولة، وهذا الأسلوب صار مفضوحا، ويتكرر عند كل إنجاز وطني كبير مثل الانتصار الذي تحقق على الارهاب، وذلك للتشكيك بالقدرة على بناء الدولة".

ونبه عون اللبنانيين إلى هذا "المخطط الهدام"، داعيا إياهم إلى "اليقظة والثقة بدولتهم ومؤسساتهم كافة".

في موازاة ذلك، قال وزير الشباب والرياضة (حزب الله) محمد فنيش، أمس: "ها هو العالم اليوم نراه يشكو من العمليات الإرهابية والتهديد منها، إلى أن وصل الأمر بهم إلى أن يخلقوا حالة بلبلة في لبنان، حيث تنبه بعض السفارات جالياتها في لبنان، لأن يحذروا ولا يتجولوا فيه، على الرغم من أن لبنان اليوم آمن أكثر من باريس ولندن وواشنطن وبروكسل، بل قد يكون الأكثر أمنا في العالم".

الى ذلك، قال السفير الفرنسي في بيروت برونو فوشيه، أمس، إن "أمن الجالية الفرنسية مسؤوليتنا، ونحن ندير هذا الأمر مع باريس، وعندما تطلق سفارات أخرى تحذيرات لمواطنيها بهذا الوضوح، لدينا الخيار إما بعدم قول شيء أو بإعلان شيء متناسب معها". وأضاف: "نحن قاطعنا هذه المعلومات مع السلطات اللبنانية، وكانت موثوقة، وقد رأيتم انه تمت توقيفات، وأن هناك شيئا ما. نحن نثق بقدرات القوى الأمنية اللبنانية ويقظتها وقدرتها على إحباط كل ما يمكن أن يحاك لهذا البلد، ولكن من الطبيعي أن نأخذ في الاعتبار ما يحصل".

وختم: "الخطر دائم نظرا إلى الظروف المحيطة بلبنان، ويجب علينا جميعا أن نكون يقظين. من يريد أن يسيء الى البلد يستهدف اللبنانيين بقدر ما يستهدفنا نحن".