سلّط تقرير المخزون الأسبوعي الصادر عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية الضوء على الأثر الكبير الذي خلفه إعصار هارفي على مركز الطاقة المهم على طول خليج تكساس. وارتفعت مخزونات النفط الخام، في حين تراجعت مخزونات البنزين خلال الأسبوع الماضي إلى أدنى مستوياتها منذ عام 1990.وترى إدارة معلومات الطاقة الأميركية أن ساحل خليج تكساس ينطوي على أهمية مماثلة تقريباً لمضيق هرمز، إذ مثل، لفترة طويلة من الزمن، مركزاً للإنتاج وعمليات التكرير، أما اليوم، فقط أصبح يمثل مركزاً تجارياً عالمياً مهماً يشهد تصدير أكثر من 4 ملايين برميل يومياً من المشتقات النفطية و0.8 مليون برميل يومياً من النفط الخام.
وفي ظل التوقعات التي تشير إلى ارتفاع حجم الصادرات الاميركية، لن تشهد أهمية ساحل الخليج إلا المزيد من النمو المتواصل. وتعني مسألة بروز ساحل خليج المكسيك كمركز مهم للطاقة إمكانية مقارنته في بعض النواحي بمضيق هرمز على صعيد تلك العمليات الاعتيادية التي غدت مهمةً لدرجة لا يُسمح لها بأن تفشل.ويعتبر المسار المتراجع في خام برنت متسقاً مع حالة التضيّق التي يشهدها سوق النفط العالمي، في حين يعتبر تراجع خام غرب تكساس الوسيط متسقاً مع فائض العرض المحلي للنفط الخام، والناجم عن توقف أعمال التكرير وإغلاق محطات التصدير. وكنتيجة لذلك، ارتفعت أفضلية السعر التي يمتلكها خام برنت على خام غرب تكساس الوسيط فوق مستوى 5 دولارات للبرميل، ولكن بمجرد أن يبدأ تأثير الأعاصير بالزوال، ينبغي أن يشهد بداية تضيق فارق السعر. وفي هذه الأثناء ما زال هناك عدم قدرة على التكهن إذا ما كانت أسعار خام برنت هي التي ستهبط إلى مستوى أسعار خام غرب تكساس الوسيط، أم سترتفع أسعار الأخير لتصل إلى مستوى الأول، أو حتى مزيج من الحالتين، وهذا ما ستشهده المرحلة القادمة.وقد تجذب التوقعات الفنية والأساسية المحسنة للنفط الخام بعض عمليات تغطية المراكز المكشوفة الإضافية وعمليات الشراء على المدى القصير، ولكن بعد المراجعة الكاملة لعمليات البيع خلال شهر أغسطس، مازال هناك تشكيك في إمكانية تحقيق المزيد من الارتفاع خلال هذه المرحلة، ولاسيما عند النظر إلى إمكانية زيادة البيع من جانب المنتجين.
المخزون الأميركي والأسعار
وفيما يتعلق بانخفاض مخزونات النفط الاميركي وتأثيره على أسعار النفط قال الخبير النفطي الكويتي محمد الشطي إن اختلال الوضع الحالي للسوق النفطي، والذي بدا منذ النصف الثاني من عام 2014 يعود الى ارتفاع في المعروض، وخصوصا من النفط الصخري بشكل يفوق معدل الزيادة في الطلب، ونتج عن هذا الاختلال بناء متواصل في المخزون النفطي وارتفاع الفائض النفطي.وأشار الشطي إلى أن استمرار الفائض النفطي أسهم وبشكل كبير في ضعف أسعار النفط الخام، إذ وصلت أدنى مستوياتها في بداية عام 2016 الى دون الثلاثين دولارا للبرميل، موضحا ان اتفاق «اوبك والمنتجين المستقلين»، الذي أخذ حيّز التنفيذ منذ شهر يناير 2017 ويستمر الى نهاية مارس 2018، انخفض معه الفائض من اكثر من 300 مليون برميل الى ما دون 200 مليون برميل، وقد تعافت أسعار نفط خام الإشارة الى مستويات تفوق 55 دولارا للبرميل.وأضاف أن الدفعة القوية للاسعار جاءت بعد 9 اسابيع متواصلة من السحوبات الملحوظة في المخزون النفطي الاميركي، وتبدلت معها الأجواء في السوق الى اجواء ايجابية، وتعافت الاسعار الى مستويات عالية، لافتا إلى أن بقاء الاسعار قوية واستمرار تعافيها مرتبطان بشكل وثيق باستمرار السحوبات من المخزون النفطي التجاري في بلدان منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية والمخزون العائم.وقال إن التوقعات الحالية تشير إلى تحرك أسعار النفط الكويتي ضمن نطاق 46 - 52 دولارا حتى نهاية عام 2017، مشيرا إلى أن السحوبات من المخزون يجب ان تستمر الى حين تحقيق توازن السوق، وهو ما تعهد به تحالف المنتجين المستقلين.وتوقع ان يظل الطلب قوياً الى نهاية عام 2017 مدعوما بأسباب موسمية وبرودة الشتاء وارتفاع تشغيل معدل المصافي، اضافة الى استمرار تعزيز الطلب الصيني على النفط.