فجر تكرار العثور على عشرات "الهياكل العظمية الآدمية"، معبأة في أجولة، على بعد 5 كيلومترات من كمين مركز القوصية، المجاور لمقابر الصدقة، في قرية مير، التابعة لمحافظة أسيوط، للمرة الثانية خلال أقل من أسبوعين، حالة من الفزع بين الأهالي، ودفع جهات أمنية إلى سرعة البحث عن الجناة، حيث تبين أنهم مجموعة من سماسرة العقارات، الراغبين في إخلاء هذه المقابر لإعادة تقسيمها وبيعها من جديد.

وكشفت تحقيقات الشرطة المصرية عن قيام عدد من السماسرة، المقيمين في بندر القوصية، بالتخلص من بعض الرفات الموجودة في مقابر "الصدقة"، وإلقائها في الطريق الصحراوي الغربي، عند قرية مير، ثم تطهير المقبرة بغرض استغلالها تجاريا كمقابر وبيعها للمواطنين.

Ad

وقال مساعد وزير الداخلية مدير أمن أسيوط اللواء جمال شكر، لـ"الجريدة"، إن "قوات الأمن ألقت القبض على ثلاثة أشقاء، بتهمة نبش القبور، وإخراج هياكل وجماجم بشرية، وإلقائها على الطريق الصحراوي بقرية مير، بغرض بيع أرض المقابر".

وأضاف شكر أن المتهمين كانوا يختبئون في إحدى المناطق الصحراوية بأسيوط، وان قوات الأمن ألقت القبض عليهم، بينما فر شريكهم وهو الأخ الرابع، وجار البحث عنه، مشددا على أنه تم عرض المتهمين على النيابة، التي أصدرت قرارا بحبسهم 4 أيام على ذمة التحقيقات.

وأبدى عدد من أهالي القوصية تحفظهم عن فكرة أن نبش القبور وراءها تجار عقارات، مشيرين إلى أن بعض الأهالي يتخوفون من فكرة أن تكون وراءها سماسرة الموت، الذين يتاجرون بالأعضاء البشرية.

وأبدى محمد العشري، أحد سكان مركز القوصية، انزعاجه من فكرة العثور على جثث آدمية في الشارع، وقال لـ"الجريدة": "إحنا عايشين في رعب، للمرة الثانية في أسبوعين، الناس خايفة من تجارة الأعضاء البشرية، لأن حجم الجثث في الواقعتين يتعدى 80 جثة".

من جانبها، أكدت رئيسة مركز ومدينة القوصية هويدا الشافعي أنه تم دفن الجثث مجددا في مقابر الصدقة، بعد الحصول على إذن النيابة، مضيفة: "النيابة شكلت لجنة من الطب الشرعي، خلص تقريرها إلى مرور أكثر من 30 عاما على الوفاة".