وصلت دفعة جديدة من مسلمي الروهينغا الهاربين من حملة عسكرية في ميانمار إلى بنغلادش أمس حاملين معهم روايات جديدة عن العنف والحرق، مؤكدين أن الجيش البورمي يواصل حملاته ضد الروهينغا رغم المواقف الدولية التي تدينه.

وأدى رد فعل الجيش في ميانمار على هجوم لمتمردين من الروهينغا إلى فرار أكثر من 410 آلاف من الروهينغا المسلمين إلى بنغلادش.

Ad

وسافر مئات اللاجئين في قوارب صغيرة إلى جزيرة في أقصى جنوب بنغلادش في وقت متأخر أمس الأول وأمس، وتحدثوا عما شاهدوه من اضطهاد ودمار.

وقال شاهد عيان بعد أن نزل من قارب مع أولاده السبعة وزوجته: «جاء الجيش وأحرق منازلنا وقتل قومنا. كانت هناك عصابة من سكان راخين أيضا»، في اشارة الى البورميين البوذيين.

من جهة أخرى، ازدادت الضغوطات على بورما أمس اذ حثت منظمة «هيومن رايتس ووتش» قادة العالم على فرض عقوبات على الجيش البورمي. وتقول جماعات حقوقية إن صورا التقطت بالقمر الصناعي تظهر إحراق نحو 80 قرية مسلمة.

في شأن متصل، نقلت وسائل إعلام أمس عن مسؤول في أجهزة الأمن الماليزية، أن مقاتلين محليين على علاقة بتنظيم داعش يتوجهون إلى ميانمار، بذريعة حماية الروهينغا.

ونقل عن مساعد رئيس شرطة مكافحة الإرهاب في ماليزيا أن متطرفي داعش يستغلون عامل الروهينغا لتجنيد عناصر جديدة.

ولفت المسؤول الأمني إلى أن «ميانمار قريبة جدا من ماليزيا أكثر مما هي عليه سورية وحتى مناطق جنوب الفلبين».

ورجح نائب رئيس شرطة مكافحة الإرهاب استنادا إلى معلومات ميدانية تواجد مقاتلين من إندونيسيا أيضا في غرب ميانمار.

في غضون ذلك، نزل 20 الف متظاهر على الاقل من الاسلاميين المتشددين الى شوارع بنغلادش أمس للتنديد بأعمال العنف ضد الروهينغا. وتجمعت حشود كبيرة من المتظاهرين بلباسهم الابيض امام أكبر مسجد في بنغلادش وهم يهتفون «الله اكبر» استعدادا للتوجه الى سفارة بورما في دكا لمحاصرته» كما قالوا.

إلى ذلك، اعتبرت الحكومة الهندية أن لاجئي الروهينغا يشكلون «تهديدا خطيرا ومرجحا جدا على الأمن القومي» للهند، وأبلغت قضاة المحكمة العليا أمس الأول بأنه يتعين ألا تتدخل المحكمة في خطط ترحيلهم.

وكان محامون قد طعنوا على قرار حكومي بترحيل ما يصل إلى 40 ألف مسلم من الروهينغا موجودين في الهند، كان معظمهم قد عبروا إلى البلاد في أعقاب أعمال شغب وقعت عام 2012 بولاية راخين.

وفي شهادتها، قالت الحكومة إنها «تلقت معلومات استخباراتية ربطت بعض مسلمي الروهينغا بالاستخبارات الباكستانية وتنظيم داعش، ما يجعلهم تهديدا خطيرا».