الأسد يعبر «الفرات» بدير الزور... وتركيا تعد لتحرك في إدلب

• «داعش» استنفد سلاحه وغذاءه بالرقة
• واشنطن وموسكو لإنجاح «جنيف» وخفض التوتر

نشر في 18-09-2017
آخر تحديث 18-09-2017 | 21:40
تلاميذ يفترشون الأرض في أحد فصول مدرسة الصفانية المدمرة بريف حلب الشرقي أمس الأول	(رويترز)
تلاميذ يفترشون الأرض في أحد فصول مدرسة الصفانية المدمرة بريف حلب الشرقي أمس الأول (رويترز)
مع إكمال فصائل الجيش الحر المنضوية في غرفة عمليات «درع الفرات» المدعومة تركياً استعدادها لدخول محافظة إدلب، نقلت قوات الرئيس بشار الأسد معركتها مع تنظيم «داعش» إلى الضفة الشرقية لنهر الفرات، وسط أنباء عن إعادة فتح مطار ​دير الزور​ العسكري وتسجيل حركة إقلاع وهبوط منه.
مع استمرار الجيش التركي لليوم الثالث على التوالي في إرسال تعزيزات عسكرية إلى الحدود، أعلنت فصائل الجيش السوري الحر المنضوية في غرفة عمليات «درع الفرات» المدعومة من أنقرة استعدادها لبدء الدخول إلى إدلب وإخراج هيئة «تحرير الشام» الواقعة تحت هيمنة «جبهة النصرة»، حتى لا تكون «شماعة محاربة الإرهاب» حجة للإيرانيين للتقدم والسيطرة على المحافظة الخارجة بالكامل عن سيطرة الرئيس بشار الأسد.

وأشار مدير المكتب السياسي في «لواء المعتصم»، مصطفی سيجري، في تصريح لموقع «أورينت نت» إلى أن «أي معركة قادمة مع تحرير الشام، لم تكن يوما من الأيام هدفا لفصائل الجيش الحر»، معتبراً أن الهيئة بقيادة «جبهة النصرة» هي التي بدأت بالاعتداء على الفصائل، وعطلت أي حل سلمي، وبالتالي أي عمل عسكري ضده في المستقبل، سببه تصرفات قادتها وأداؤها على الأرض، وجعلها إدلب قاعدة للفكر المتطرف، ومحاولتها إلغاء الجيش الحر». وأكد سيجري أن «الجيش الحر لن يسمح بتكرار سيناريو الموصل والرقة في إدلب»، معتبراً أن «الهيئة لاتزال تسير في نفس سياق ومخطط الدول المعادية للشعب السوري، بهدف تسليم المحافظة للقوى الإيرانية».

وحول الأنباء عن عمل عسكري مشترك ووشيك في إدلب، اعتبر سيجري أن «الفصائل لديها خطة وسيناريو للمرحلة القادمة، وسيتم التنسيق مع الأتراك كما حدث في عملية درع الفرات»، مشيراً إلى «أن مسؤولية الجيش الحر طرد تحرير الشام من إدلب، ورفع ظلمها عن كثير من الفصائل».

ومع تثبيت منطقة «خفض التصعيد» في إدلب في محادثات أستانة، أرسل الجيش التركي على مدار الأيام الثلاثة الماضية العديد من التعزيزات العسكرية إلى الحدود، شملت معدات عسكرية ودبابات ونحو 80 عربة مجنزرة وناقلات جند، إضافة إلى تعزيز أعداد الجنود المنتشرين على الحدود.

إلى ذلك، اتهم رئيس اللجنة المستقلة للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان في سورية، باولو بينيرو، الحكومة السورية باستخدام قنابل السارين ضد الأبرياء في حي خان شيخون في 4 أبريل الماضي والتي تسببت في مقتل أكثر نحو 100 مدني، وإصابة أكثر من 500 معظمهم من الأطفال باختناق.

دير الزور

وبينما أكد ​السفير الإيراني​ في ​سورية جواد ترك آبادي أنَّ «محور المقاومة وشعوب المنطقة باتت على بوابة النصر على ​الإرهاب​«، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قوات النظام وسعت هجماتها على تنظيم «داعش» في دير الزور إلى الضفة الشرقية لنهر الفرات.

وأوضحت الوزارة، في بيان، أن وحدات من القوات الحكومية مدعومة من الفرقة الرابعة، اجتازت النهر بدعم القوات الجوية الروسية على جسور عائمة بنتها قوات الهندسة، مبينة أن وحدات الاقتحام تمكنت من طرد «داعش» من عدة قرى على الضفة الشرقية، وتوسع نطاق الهجمات في الاتجاه الشرقي.

ومع عبور قوات النظام إلى الضفة الشرقية للفرات واقتحامها حي جويقة صكر الواقع في جزيرة كبيرة بين فرعي النهر، شنت المقاتلات العراقية غارات على أهداف لـ «داعش» داخل منطقة الميادين، في خطوة هي الثانية بعد غارات مماثلة في فبراير الماضي، بحسب «خلية الصقور» التابعة لوكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية بوزارة الداخلية العراقية.

الرقة

وفي الرقة، نقل المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مصادر «موثوقة» أن «داعش» لم يتبق من عناصره سوى 300 أو400 مقاتل في المدينة، بعد مقتل المئات من مسلحيه، مؤكدة أنه لم يعد قادراً على الصمود لفترة طويلة في الرقة، نتيجة بدء نفاد مخزونه من المعدات العسكرية والأسلحة والنقص المتزايد في المواد الغذائية.

وأوضحت المصادر أن «داعش» بات على وشك الانهيار، وما يؤخر سيطرة استهداف قوات سورية الديمقراطية (قسد)، المدعومة أميركياً، على الرقة يعود لكثافة الألغام التي زرعها في المدينة، إضافة لوجود آلاف المدنيين المستخدمين كدروع بشرية.

تيلرسون ولافروف

سياسياً، التقى وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون في نيويورك، أمس الأول، نظيره الروسي سيرغي لافروف، وذلك قبيل بدء أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وبينما العلاقات بين واشنطن وموسكو في أدنى مستوى لها منذ الحرب الباردة، ابتعد الوزيران اللذان التقيا في البعثة الدبلوماسية الروسية لدى الأمم المتحدة عن الإعلام، ولم يدليا بأي تصريح.

وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن الطرفين جددا التزامهما الحد من أعمل العنف في سورية وإيجاد الظروف المواتية من أجل إحراز تقدم في العملية السياسية في جنيف. وأكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن اللقاء شمل «التعاون حول الازمة في سورية»، وملفات الشرق الأوسط.

وبعد حادثة استهداف «قسد» المنسوبة إلى الروس، أعلن رئيس الأركان الأميركي الجنرال جو دانفورد إجراءه مشاورات مع نظيره الروسي الجنرال فاليري غيراسيموف للحفاظ على منطقة «خفض التوتر» في وادي الفرات، حيث ينفذ جيشا البلدين عمليات ضد «داعش».

وقال دانفورد، لصحافيين في طائرة تقله من تيرانا، حيث شارك في اجتماع لحلف شمال الاطلسي، «ينفذ الروس عملية في دير الزور، وقالوا إن مقاتلين من تنظيم الدولة فروا من دير الزور وانتقلوا الى شرق نهر الفرات. فطاردوهم مستخدمين مقاتلات للقوات الروسية والنظام السوري. وأكدوا انهم قصفوا شرق الفرات، لكن بعض هذه الضربات طاولت مناطق قريبة، وأصابت قوات سورية الديمقراطية التي ندعمها».

وأقر رئيس الأركان الاميركي بأن «الوضع في هذه المنطقة بالغ التعقيد»، معتبرا أن «خفض التوتر حاليا هو أكثر صعوبة مما كان قبل بضعة أشهر. لذا، نبذل جهودا حثيثة لإعادة إحياء إطار خفض التوتر».

غارات عراقية للمرة الثانية داخل سورية... وإيران تعتبر أن محور المقاومة يقف على بوابة النصر
back to top