أحكام جديدة بحق «إخوان»... وبوادر تصادم بشأن «النهضة»
السيسي يلتقي سفير السعودية بواشنطن ويبحث مواجهة «زعزعة استقرار العرب» مع عبدالله بن زايد
بينما قضت محكمة جنايات القاهرة، أمس، بالسجن المؤبد على 43 شخصاً، في أحداث اعتصام مسجد الفتح بميدان رمسيس وسط القاهرة، في أغسطس 2013، بدأ الرئيس السيسي، لقاءاته على هامش اجتماعات الأمم المتحدة، بلقاء سفير السعودية في واشنطن، ووزير الخارجية الإماراتي.
بعد يومين من حكم قضائي نهائي بالسجن المؤبد للرئيس الأسبق محمد مرسي، في قضية التخابر مع قطر، قضت محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة في وادي النطرون، أمس، بالسجن المؤبد حضورياً على 22 متهماً وغيابيا على 21 آخرين، منهم عبدالرحمن البر، المعروف بمفتي "الإخوان"، والكوادر في الجماعة صلاح سلطان وأحمد المغير وسعد عمارة وعبدالرحمن عز، في قضية أحداث اعتصام مسجد الفتح بميدان رمسيس.وقضت المحكمة بالسجن المشدد 15 سنة و10 سنوات و5 سنوات على عدد من قيادات الجماعة، وببراءة 52 متهماً، وقررت وضع المتهمين تحت المراقبة 5 سنوات، تبدأ عقب انتهاء مدة عقوباتهم، في أحداث العنف التي شهدها ميدان رمسيس وسط القاهرة، 16 و17 أغسطس 2013، والمعروفة إعلامياً بـ "أحداث مسجد الفتح"، التي نتج عنها مقتل 44 شخصاً وإصابة 59 بينهم 22 من قوات الشرطة بعد 6 أسابيع من عزل مرسي.كانت محكمة جنايات الجيزة قضت في جلستها المنعقدة أمس الأول، بمعاقبة 9 متهمين بالإعدام شنقاً، والحبس مدة عامين لمتهمين آخرين، وبراءة اثنين، حيث أدين المتهمون بقتل الحارس الشخصي لمحافظ البنك المركزي السابق هشام رامز، وسرقة سيارته في شهر فبراير 2013.
غموض «النهضة»
في غضون ذلك، استمرت حالة الغموض بشأن مصير حقوق مصر التاريخية في مياه نهر النيل، بعد أن اختتم خبراء مصر والسودان وإثيويبا، أعضاء اللجنة الفنية الثلاثية المعنية بمفاوضات سد النهضة الإثيوبي، فعاليات اجتماعهم الخامس عشر، أمس، في مدينة عطبرة السودانية، والذي استمر 5 أيام متتالية بحضور ممثلي المكتب الاستشاري الفرنسي "بي. آر. إل"، ومساعده "أرتليا" المنفذ للدراسات المطلوبة للسد، وسط نقاشات وصفت بـ "الصعبة".وكشف مصدر رفيع المستوى لـ "الجريدة"، أن مصر بصدد اتخاذ إجراءات جديدة بشأن أزمة سد النهضة، فور عودة الرئيس السيسي من نيويورك، وأضاف: "مفاوضات عطبرة استمرت 5 أيام، دون تحقيق تقدم يُذكر، إذ تتمسك أديس أبابا بملء السد على مدار ثلاث سنوات، رافضة المقترح المصري بأن يكون الملء على مدار 6 إلى 10 سنوات، مما دفع الوفد المصري إلى التلويح بالاحتكام لدول تمويل السد لوقف تمويلها، فضلا عن اللجوء إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة لإثبات حقوق القاهرة". وأشار المصدر إلى أن أديس أبابا رفضت التوقيع على وثيقة تلزمها بحقوق دول المصب، وعدم الإضرار بها، وأن الموقف الإثيوبي المتعنت دفع الوفد المصري إلى رفع تقريره مباشرة إلى السيسي، وأن الوفد استشعر أن إثيوبيا تماطل لكسب الوقت وفرض الأمر الواقع، وشدد المصدر على أن جميع الخيارات مطروحة، وأنه يتوقع أن يجري السيسي فور عودته من اجتماعات الأمم المتحدة اجتماعاً مع وزيري الخارجية والري لبحث الأزمة.من جهته، قال الخبير في شؤون المياه، نادر نورالدين، لـ "الجريدة"، إن هناك خلافات شديدة حول عدم صدور التقرير النهائي، رغم انتهاء المدة المحددة 11 شهرا، إضافة إلى عدم مناقشة الخطط المستقبلية لنظام امتلاء السد، وعدد سنواته، محذراً من أن إثيوبيا ستبدأ الملء في يونيو المقبل، وتابع: "إثيوبيا تخالف الإطار الثلاثي، الذي وقع في مارس 2015 بالمماطلة في تقديم دراسات السد المطلوبة للمكتب الاستشاري".وانتقد خبير المياه، ضياء الدين القوصي، عدم جدوى اجتماعات اللجنة، مؤكداً أن الاجتماعات بلا قيمة إلى أن يصدر المكتب الاستشاري الفرنسي تقريره النهائي، ليحدد مدى تأثر مصر بعد تشغيل السد، فيما قال النائب البرلماني، السيد فليفل، إن المستقبل يحمل لمصر مؤشرات إيجابية، بعدما صدر تقرير لخبراء تابعين للولايات المتحدة يحذر من أخطاء طريقة بناء سد النهضة وموقعه والطريقة التي يعمل بها.نشاط نيويورك
في الأثناء، بدأ الرئيس المصري، نشاطه على هامش مشاركته في اجتماعات الدورة الثانية والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، إذ استقبل مساء أمس، بمقر إقامته في نيويورك، سفير السعودية بالولايات المتحدة، خالد بن سلمان، وصرح المتحدث باسم الرئاسة المصرية، علاء يوسف، بأن الرئيس أكد اعتزاز القاهرة بالعلاقات المتميزة التي تربط بين البلدين، مشيرا إلى أهمية تدعيم أواصر هذه العلاقات على جميع الأصعدة، بما يسهم في تعزيز التضامن العربي في مواجهة مختلف التحديات.وفي السياق، استقبل السيسي، وزير خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة، عبدالله بن زايد، وأشاد الرئيس المصري بتميز العلاقات الثنائية بين البلدين، مؤكدا أهمية مواصلة العمل على تطويرها، وأشار إلى أن المرحلة الراهنة تستلزم تضافر الجهود لتعزيز العمل العربي المشترك، ومواجهة محاولات التدخل في شؤون الدول العربية وزعزعة استقرارها، في حين أكد الوزير الإماراتي أهمية التنسيق والتشاور المكثف مع مصر للتصدي للتحديات والمخاطر التي تواجه المنطقة.ويلقي الرئيس كلمة بلاده في الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم، فيما يلتقي نظيره الأميركي دونالد ترامب، غدا، وحول القمة بين الرئيسين، شدد مؤسس مركز "ابن خلدون" للدراسات الإنمائية، سعدالدين إبراهيم، على أن اللقاء سيشمل القضايا ذات الاهتمام المشترك بين القاهرة وواشنطن، في مقدمتها مكافحة الإرهاب في المنطقة، والعمل على تحريك ملف السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
الإعدام شنقاً لـ9 بقضية قتل الحارس الشخصي لمحافظ البنك المركزي السابق