ملاك العقارات الكويتيون في لبنان.. متمسكون رغم الإضطرابات السياسية والأمنية
يشكل الكويتيون في بحمدون المحطة نحو 70% من عدد المالكين
على الرغم مما شهده لبنان من اضطرابات سياسية وامنية طوال السنوات الاخيرة فإن الكويتيين لا يزالون متمسكين بممتلكاتهم وعلاقاتهم في لبنان ووقفوا الى جانبه في احلك الظروف ولا يزالون.وقد تكون قرى الاصطياف في جبل لبنان أكبر دليل على ذلك فهذه القرى التي تتوزع على منطقتي عاليه وبعبدا معروف عنها بأنها مناطق تمركز الكويتيين في لبنان منذ عقود ولا تزال وهي ساهمت بشكل كبير في ترسيخ العلاقة الخاصة بين دولة الكويت ولبنان وهي علاقة تتسم بالمودة وتشتهر باستقرارها في مختلف مراحل التقلبات السياسية والاقتصادية والامنية التي شهدها لبنان. ويبدو هذا الاقبال الكويتي الكبير منذ ذلك الزمن جليا في الاحصاءات حيث تشير تقارير المديرية العامة للشؤون العقارية في وزارة المالية الى ان اكثر منطقة يتركز فيها المالكون غير اللبنانيين هي العاصمة بيروت وهذا طبيعي في أي بلد حيث حيث يبلغ عددهم الاجمالي 16174 مالكا تليها منطقة عالية بواقع 11390 مالكا ثم بعبدا ب11065 مالكا والمتن 9975 مالكا وهي مناطق تمركز الكويتيين.
وفي هذا السياق قال خبير العقارات الكويتي خالد الدعيج الذي يتولى الاشراف على عدد كبير من العقارات الكويتية المبنية والجاري بناؤها في قرى وبلدات الاصطياف بجبل لبنان في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) "ان الكويتيين متمسكون بلبنان ولا يتخلون عن ممتلكاتهم فيه وارتباطهم به". واضاف الدعيج "قد يقدم الكويتيون على البيع في حالة الرغبة بتغيير عقاراتهم لامتلاك أخرى لها افضلية او بداعي تغيير منطقة الاقامة بما يناسب العائلة ورغباتها فقط وليس لسبب آخر".ولفت الى التواجد الكبير للكويتيين في قرى الاصطياف كمالكين منذ عقود طويلة وهو ما تدعمه الأرقام حيث أن هناك في بلدة قرنايل نحو أربعة الاف كويتي وفي قرية فالوغا اكثر من الفين في حين يشكل الكويتيون في بحمدون المحطة نحو 70 بالمئة من عدد المالكين وينسحب هذا التواجد الكبير في بلدات بحمدون الضيعة وحمانا والقلعة والشبانية وصوفر ومجدلبعنا والمنصورية وبطلون وقبيع والعبادية. وأشار الدعيج الى ان العديد من المشاريع قيد التنفيذ واخرى جاهزة للمباشرة بتنفيذها الا ان اصحابها ينتظرون وضوح الصورة في المنطقة ككل للشروع بتحريكها وتفعيل العمل فيها. وبدوره اكد رئيس بلدية صوفر كمال شيا في تصريح مماثل ل(كونا) تمسك الكويتيين بأملاكهم في البلدة قائلا "ان بعضهم طلب من البلدية تنفيذ بعض اعمال الاضاءة حول منازلهم ومنهم من يقوم باجراءات ترميمها". ورأى شيا ان التواجد الكويتي في صوفر تاريخي وان ابناء الخليج عموما يشعرون في هذه البلدة وكأنهم موجودون في بلدانهم. من جانبه اعتبر رئيس اتحاد بلديات الجرد الاعلى وبحمدون نقولا الهبر ان المنطقة تعود لها الحياة من خلال اقامة الكويتيين في ممتلكاتهم والتي تبلغ في بلدة المنصورية وحدها 22 عقارا بعضها مبني وأخرى غير مبنية. وأفاد الهبر بأن الكويتيين يشكلون جزءا من المنطقة "ونحن نتواصل معهم كما نتواصل مع المواطنين في المنطقة حيث تجمعنا علاقات مودة وصداقة متينة". ومن جهته قال رئيس بلدية بحمدون المحطة أسطا ابورجيلي في تصريح مماثل ل(كونا) "ان المواطن الكويتي في لبنان يمتاز بالاقبال على شراء العقارات وليس على بيعها وان كان في الفترة الاخيرة شهدت عمليات الشراء بعض الجمود". ولفت ابو رجيلي الى ان الكويتيين كانوا اول من بادر الى ترميم منازلهم فور انتهاء الحرب اللبنانية وان عقاراتهم شهدت تطورا في اسعارها ما جعل استثمارهم عقاريا في لبنان هو الانجح. وأضاف "اذا اعتبرنا البلدة كشركة كبيرة فالكويتيين لهم اكثر من 60 بالمئة من اسهم هذه الشركة" مذكرا بأن "دولة الكويت لم تبخل علينا بمساعداتها ودعمها للبلدة التي تشكل معقل الكويتيين في لبنان". واكد المستشار العقاري ومدير عام شركة (سنتشري 21) احمد الخطيب ان الحضور الكويتي عقاريا في مناطق جبل لبنان وما يسمى بقرى الاصطياف هو الطاغي مقارنة بالحضور العربي الاخر ويمتاز بوجوده الدائم بخلاف سواه من المتملكين العرب والاجانب. وأفاد الخطيب بأن قطاع العقارات لا يشهد عروضا للبيع والدليل على ذلك الجمود الذي يصيب حركة العقارات في الجبل لافتا الى "ان الكويتي يعرف عنه شراؤه للعقارات" كاشفا عن تنفيذه عددا من البيوعات لصالح كويتيين خلال الفترة الأخيرة. يذكر ان العقار في لبنان يشكل الملاذ الآمن للاستثمار وعلى الرغم من ازمة الركود التي تصيب هذا القطاع منذ عام 2010 الا ان اسعار العقارات حافظت على مستوياتها المرتفعة ولم تتراجع.