حمى الشباب الأجمل!
![طالب الرفاعي](/theme_aljarida/images/authorDefault.png)
أسماء كثيرة حفرت حضورها الإبداعي بموهبتها وتوقد ذهنها وعطائها في شتى أنواع الكتابة الإبداعية، وكذا في الأعمال المسرحية والفنية والتشكيلية. لكن سرعان ما دارت الحياة دورتها، وتجاوزت الكويت جراح الغزو الصدامي الأسود عام 1990. وولِدت أجيال من باطن فكر جديد، وتوجه جديد، وراحت بموهبتها وعزمها ترسم شيئاً من ملامح سيرها على طريق الكتابة والفن.ليس من أديب أو عمل فني مبدع يولد دون جهد وفكر وموهبة، وهذا هو حال جمع كبير ممن نرى اليوم من الشباب المبدع والمتحمس والمخلص لعمله. ما عاد الأمر حكراً على هيئة رسمية أو أهلية، ولا على أسماء بعينها، ولا على جنس أدبي بعينه، بل صارت الساحة الثقافية والفنية في الكويت تقدم أسماء جديدة ومتجددة، وصار على أي أديب أو فنان، مهما علت مكانته، أن يقف أمام هذه المواهب الجديدة باحترام وتقدير، وأن يقرأ ويقدّر نتاجها، ومن ثم صار عليه أن يجتهد أكثر، ليثبت وجوده، ويقدم جديداً مبدعاً، كي يستطيع أن يبقى إلى جانب هذه الأسماء الجميلة والجديدة واللامعة.في نوفمبر المقبل، ستحتضن الكويت الدورة الثانية والأربعين لمعرض الكويت الدولي للكتاب، وسيكون واضحاً لجميع زوار المعرض، التواجد الكبير واللافت لدور النشر الكويتية. وستظهر واضحة تلك التجمعات الشبابية الكبيرة أمام تلك الدور، سواء من قِبل الكُتّاب الشباب الجدد، أو من الراغبين بمقابلتهم وأخذ توقيعهم على كتبهم. صحيح أن هناك مَن يقول إن بعض نتاج الشباب الكويتي متسرع، وبعضه لا يتوافر به الشروط الأساسية للجنس الأدبي، لكن مع هذا هناك نتاج شبابي مبدع يستحق الرعاية والاهتمام والإشادة، ويستحق أن يُشار لصاحبه بوصفه صوت يُنتظر منه الكثير.إن قيام مجموعة من الشباب الكويتي الجريء بطرق باب العمل في مجال الثقافة والفنون والنشر والجاليريات، وأخيراً المكتبات الثقافية، أحدث ما يشبه الحمى الطيبة بين صفوف الشباب الكويتي، وهذه حمى كم كنا بحاجتها، وكم نتمنى أن تنتشر أكثر بين بقية الشباب!العمل ممارسة إنسانية مقدسة، أياً كان مجالها، وتكتسب هذه الممارسة تشريفاً أكبر حينما تتوجه للفكر والإبداع والثقافة. لذا، فشكراً للشباب العامل في مجال الثقافة والفنون، وكلنا اعتزاز بعملكم.