البارزاني يشترط الاتفاق على موعد جديد للاستفتاء قبل تأجيله
• توتر في كركوك بعد اشتباك كردي - تركماني
• أنقرة تحذر من نزاع دولي
• جنتي: الهدف إقامة إسرائيل جديدة
فتح الزعيم الكردي مسعود البارزاني باباً لتأجيل الاستفتاء حول انفصال إقليم كردستان عن العراق، مشترطاً أن يجري الاتفاق بين بغداد وأربيل على سقف زمني لإجراء الاستفتاء، مقابل تأجيل التصويت المقرر في 25 الجاري.
فيما وصل وفد كردي إلى العاصمة العراقية بغداد، أمس، لإجراء محادثات بشأن التصويت المثير للجدل، قال رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني، إن الإقليم مستعد لتأجيل الاستفتاء شريطة أن توافق بغداد على مفاوضات بشأن الاستقلال تحت سقف زمني محدد، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنه بخلاف ذلك، فإن الأكراد ماضون لإعلان دولتهم.وقال البارزاني، خلال لقاء جمعه مع وزير الدفاع البريطاني فايكل فالون في أربيل أمس الأول، إن «البدائل التي تم طرحها لا تضمن البدء بحوارات ثنائية مع بغداد من شأنها تحقيق الاستقلال لكردستان».وتابع: «أكدنا دوما ولا نزال نؤكد بأنه إذا كانت الغاية من المطالبة بتأجيل الاستفتاء هي فقط من أجل التفاوض مع بغداد بدون أن تكون هذه المفاوضات معروفة النتائج وبدون أن تتضمن ضمانات دولية، فلا يمكن أن نقبل بذلك ولن تتأجل عملية الاستفتاء».
ومضى بارزاني يقول: «لكن إذا أبدت الحكومة العراقية استعدادها للتفاوض معنا بشأن استقلال كردستان خلال فترة زمنية محددة وبوجود ضمانات دولية لتنفيذ ما تتعهد به أمام الإقليم، فستجتمع القيادة الكردية وتتخذ القرار المناسب».
كركوك
في غضون ذلك، صوت مجلس محافظة كركوك، أمس، على رفض قرار مجلس النواب العراقي بإقالة المحافظ نجم الدين كريم، معتبراً أن الإقالة تجاوز لصلاحيات البرلمان والحكومة المركزية، لأن كركوك غير مشمولة بقانون رقم 21 للمحافظات، كما وصف قرار إقالة كريم بالـ«سياسي».وتظاهر المئات من المواطنين في كركوك، أمس، للمطالبة بابقاء كريم في منصبه، وتجمعوا في ساحة قلعة كركوك، فيما طالب النائب كاظم الصيادي عن ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي، بـ«اعتقال» كريم.جاء ذلك، فيما انتشرت القوات الأمنية الكردية، أمس، بكثافة في شوارع كركوك المدينة المتنازع عليها بين الأكراد والعرب والتركمان، غداة إطلاق مسلحين تابعين لـ«الجبهة التركمانية» النار على مجموعة من المؤيدين لاستفتاء استقلال إقليم كردستان، مما أودى بحياة مقاتل من البيشمركة وإصابة آخرين.وقالت وكالة «رويترز»، إن الاشتباك اندلع عندما مرّ أكراد في سيارات أمام مكتب الحزب التركماني احتفالاً بالاستفتاء وهم يحملون الأعلام الكردية. وأمس الأول، زار وفد من «الحشد الشعبي» بزعامة القيادي أبو مهدي المهندس، كركوك. وأعلن مجلس محافظة كركوك، أمس، رفع حظر التجوال في المدينة.التحالف
وفي بغداد، أبدى التحالف الوطني، الذي يضم أبرز الأحزاب الشيعية، رفضه استفتاء كردستان ونتائجه، ودعا الحكومة العراقية إلى «اتخاذ كل الوسائل الداعمة لترسيخ وحدة العراق أرضاً وشعباً»، وفي الوقت نفسه إلى «إجراء حوار وطني جدي عميق ومتوازن» لحل المشاكل العالقة بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم.إردوغان والعبادي
في السياق، تلقى رئيس مجلس الوزراء العراقي حيدر العبادي اتصالاً هاتفياً من الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أكد فيه الأخير «موقف تركيا الرافض للاستفتاء في كردستان»، مشدداً على «دعم بلاده الكامل للحكومة العراقية وجميع خطواتها الرامية لحفظ وحدة العراق».وأشار إردوغان إلى «حرص تركيا على التنسيق مع العراق من أجل أمن واستقرار المنطقة»، مشيداً بـ«الدور القيادي المتميز للعبادي وأهمية بدء مرحلة جديدة لتلاحم ووحدة العراقيين جميعاً».من جانبه، أكد العبادي أن على «الموقف الواضح للحكومة العراقية باتخاذ كل الخطوات اللازمة لحفظ وحدة البلد ومنع كل ما يهدد السلم الأهلي».عقلية مريضة
وقال نائب رئيس الوزراء التركي بكر بوزداغ، أمس، إن بلاده لن تسمح بفرض «سياسة الأمر الواقع» في شمال العراق. وتعهد بوزداغ في كلمة بجامعة بوزوك بمدينة يوزغات وسط تركيا باتخاذ كل الإجراءات اللازمة ضد استفتاء كردستان.وقال إن «العالم وتركيا وقفا ضد الاستفتاء حتى العرب والتركمان والأكراد في المنطقة رفضوا أيضاً العملية» مضيفاً أنه «رغم المعارضة الكبيرة يبدو أن العقلية المريضة في شمال العراق مصممة على إجراء الاستفتاء».من ناحيته، قال وزير الدفاع التركي إن «المساس بوحدة الأراضي العراقية والسورية قد يؤدي إلى نزاع دولي»، مؤكداً أن «أنقرة لا يمكن أن تسمح بإقامة دولة على أساس عرقي جنوبي البلاد».جنتي
إلى ذلك، حذر رئيس مجلس خبراء القيادة بإيران أحمد جنتي، أمس، من أن «القوى المعادية تخطط لإقامة إسرائيل جديدة»، عبر إجراء الاستفتاء على انفصال إقليم كردستان، معتبراً ذلك «مؤامرة لن تتحقق» ويجب دعم الشعب العراقي لعدم السماح بها، ومكرراً بذلك تصريحاً لرئيس الحكومة العراقية السابق نوري المالكي الذي قال قبل أيام خلال استقباله السفير الأميركي :»لن نسمح بإنشاء إسرائيل ثانية شمال العراق». وقال جنتي، في كلمة ألقاها في افتتاح الاجتماع الثالث لمجلس خبراء القيادة في دورته الخامسة، إن «الأعداء يريدون إيجاد إسرائيل ثانية في المنطقة، وهذا الأمر هو ما تريده أميركا وإسرائيل ودول في المنطقة لإضعاف المسلمين». وأضاف، أن «هذه المؤامرة لن تتحقق، ويجب دعم الشعب العراقي حتى لا يسمح بتنفيذ هذه المؤامرة».السعودية
وفي خطوة ذات دلالة، دعا وزير الدولة السعودي ثامر السهبان، أمس، رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني إلى قبول «الوساطات الدولية لتجنيب العراق أزمات هو في غنى عنها». وقال السهبان، في تغريدة، «أتطلع إلى حكمة وشجاعة الرئيس مسعود البارزاني بقبول الوساطات الدولية الحالية ضمن مقترحات الأمم المتحدة». وكان السبهان التقى الأحد الماضي البارزاني وأبدى استعداد الرياض للوساطة وتهيئة الأجواء لإجراء حوار بين بغداد وأربيل.
تنسيق بين العبادي وإردوغان والسعودية تدعو البارزاني إلى الاستجابة للوساطات