نعم... أخطأ البارزاني!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
وهنا فإنه لابد من التأكيد مجدداً ومرة ثانية وثالثة وعاشرة وألف أنه يحق لهذا الشعب "الشقيق" بالفعل أن يحصل ولو على الحد الأدنى مما حصلت عليه شعوب المنطقة، وأن يقرر ولو شيئاً من مصيره، وتصبح له دولته المستقلة أسوة بالآخرين، لكن عليه أن يختار اللحظة التاريخية بدقة متناهية، وأن يتجنب استفزاز أي من هذه الدول التي ستقاتل، بالتأكيد، أي نزعة استقلالية للشعب الكردي الذي إذا أردنا قول الحقيقة فإن من حقه أن يحصل على ما حصل عليه الآخرون!وكان على الرئيس البارزاني أيضاً أن يتجنب، ما دام أنه كان قد عقد العزم على إجراء هذا الاستفتاء، إثارة القضايا المختلف بشأنها كقضية كركوك، فالمعروف أن إثارة هذه القضية ستثير غضب العراقيين كلهم، وتوحد السنة والشيعة، وتجعلهم يؤجلون الكثير من خلافاتهم، إضافة إلى أنها ستؤجل هذا الصدام المتعاظم بين العرب كلهم والإيرانيين الذين بات هؤلاء ينظرون إليهم على أنهم محتلون، وأن إيران دولة محتلة إن في بلاد الرافدين وإن في سورية، وأيضاً إن في لبنان واليمن.والآن وقد حصل كل هذا الذي حصل فإن المفترض أن تتم "لملمة" هذا الموضوع بدون ترك أي أحقادٍ كردية عربية، إذ إنه قد اتضح وبصورة جلية أن هذا الوقت ليس وقته مادام أنه قد ثبت أن الولايات المتحدة والأمم المتحدة وكل دول العالم الفاعلة والمؤثرة ستسكت إن تحرك الأتراك والإيرانيون بقواتهم في اتجاه كردستان العراقية، ومع الإشارة في هذا المجال إلى أن تركيا وإيران رغم كل ما بينهما من خلافات فعلية وحقيقية إلا أنهما تلتقيان عند منع إقامة أي شكل من أشكال "الاستقلالية" الكردية وفي أي دولة من دول هذه المنطقة.