ودعت الدورة الثانية لمهرجان ليالي مسرحية كوميدية، جماهيرها، على مسرح الدسمة، بعرض "فرحة ما تمت"، لفرقة باك ستيج غروب.وجاء العرض متعة بصرية، لاكتمال كل عناصر الإبهار من المؤثرات الصوتية والإضاءة والأغاني والاستعراضات، وجميعها تمتلك طابعها الذي يجذب الانتباه ويوقظ حواس المتلقي، جنبا إلى جنب مع مضمون المسرحية المشوق، الذي يثير الخيال، ويوقد الذهن، معتمدا على المواقف المثيرة، تحاكي الذهن شكلا ومضمونا، فحمل تألقا خاصا في ألوانه وأجوائه الساحرة، التي أضفت فرجة بصرية مبهرة من خلال "سينوغرافيا" مبتكرة، نال عنها مخرج العرض محمد الحملي تصفيقا طويلا من الحاضرين، وسجل حضورا طاغيا كمخرج تفوق به على نفسه، وكممثل من خلال التنويع والتجديد وتقديم فرجة بصرية، وخاصة في مشهد هروب المساجين من خلال الحفرة والنفق، من خلال استخدام ضوئي مبهر وظف بشكل جيد ومدروس ومن دون ابتذال.
جاءت أحداث العرض متناغمة مع كل الاستعراضات والاغاني والاضاءات والمؤثرات الصوتية، التي كانت كلها جزءاً لا يتجزأ من العرض الرائع الذي ترجم ما جال في خيال مؤلف المسرحية عبدالعزيز عطية، من خلال مجموعة من الفنانين الذين قدموا أدوارهم باقتدار واحترافية، وهم محمد الحملي، عبدالله الخضر، عبدالله الرميان، سامي مهاوش، علي الحسيني، نورة العميري، مارتينا، إيمان الحسيني، بيهانا ودانة حسين، إذ نجح المخرج في توظيف الممثل المناسب في المكان المناسب، لذا ظهروا بصورة جيدة نالت استحسان الجمهور الذي صفق لهم طويلا مثلما صفق للحملي المخرج والممثل.ودارت احداث المسرحية في مواقف طريفة رغم قساوة المكان والزمان، ما بين سجن للرجال وآخر للنساء، حيث حاول كل من الخضر "عزيز" ونورة "عبير" الهرب من سجنيهما عن طريق حفرة، لكن يقودهما حظهما العاثر إلى أن تجد "عبير" نفسها في سجن الرجال و"عزيز" وقد وصل الى سجن النساء، ومع مرور الأحداث يصل السجناء الرجال الى سجن النساء، وينتحلون شخصياتهن، ويتمكنون من الحصول على الافراج، في حين يتم إلقاء القبض على السجينات خلال محاولتهن الهرب عن طريق الحفرة.وكان المهرجان انطلق باستذكار الراحل الكبير الفنان عبدالحسين عبدالرضا، حيث وقف الحاضرون دقيقة حداداً، ترحما على روحه، واستعرض أعمال الرشود في عمل مسرحي حمل اسم "جاري العرض"، ثم كرم الفنان طارق العلي كشخصية للمهرجان.
توابل - مسك و عنبر
«فرحة ما تمت»... إبهار في العرض واستعراض في الأداء
20-09-2017