أقام ملتقى أمسيات الثقافي أمسية بعنوان "الموسيقى والإنسان فيصل شاه"، ومعرضاً للتشكيليتين خديجة البهاويد وإيمان المسلم،في "ميوز لاونج" بمجمع سيمفوني، وقدم الأمسية الموسيقية الإعلامي يوسف كاظم.
في البداية، قال عازف الكمان فيصل شاه إنه درس البكالوريوس والماجستير في بريطانيا، وعاش 7 سنوات خارج الكويت، وإن تخصصه بالصيدلة أفاده كثيرا في الموسيقى. وعن سبب توجهه للفن، كونه صيدلياً، قال شاه: "عندما تدرس علما جامدا، مثل الصيدلة، تحتاج إلى تعزيز الجانب الروحي، ففي تخصص الصيدلة تقرأ معلومات وكتبا جامدة. فوجود الموسيقى مهم جدا، حيث وفر توازنا بين هذه الأمور. بدايتي لم تكن أن يكون لدي اهتمام عالٍ بالموسيقى، وأن أظهر كموسيقي، لكن كنت أحتاج للموسيقى".ويرى شاه أن "الإنسان يجب ألا ينحصر تحت حزب أو إطار معيَّن، لأنه لا يوجد "صح" مطلق. لذا، فالاستقلالية في الرأي هي الأفضل".
يوسف المطرف
وقال شاه إنه كأي شاب كويتي كان يحب يوسف المطرف، فهو يرى أن "المطرف أثبت أن كل إنسان يستطيع أن يكون عازفا، وأنه ليس بالضرورة أن تكون فنانا أو نجما حتى تصبح عازف عود محترفا". ووجَّه شاه كلمة للجمهور: "لن تعرف أنك موهوب موسيقيا إلا عندما تقوم بالتجربة، وعندما كان عمري 13 عاما كان من المستحيل أن أفهم عمق الموسيقى، لكن مع مرور الوقت والتجربة بدأ ذلك يتشكل".وتابع: "الفن والموسيقى والشعر وسائل للتعبير، كما أنها حالة وجدانية بالدرجة الأولى تليها حالة ثقافية، فإذا لم تكن وجدانيا تلامس الناس، فلن يستمع لك أحد، ولن يفهمك أحد".وأضاف شاه: "نعيش في عصر توجد به سيولة في المعلومات وتداخل في الثقافات؛ تركي، وغربي، وهندي". وعن رأيه في التراث الكويتي، قال: "جميل جدا، لكن مشكلتنا أن ثقافتنا رادعة لأي تطور، رغم أن التراث له أساس جميل بُني عليه"، وأعطى شاه مثلا مقارنا، وهو الفرق بين الربابة الخليجية والصعيدية، "فالربابة الصعيدية تعزف الآن بدار الأوبرا، والموسيقي محمد سرور يوظفها في حفلات موسيقية كبيرة. أما الربابة الخليجية، فإلى الآن وتر واحد وثلاث أو أربع نغمات".وبعد انتهاء شاه من الجلسة الحوارية، غمر الهدوء القاعة، وكان الجمهور في انتظار ما سيعزفه بشغف، بمصاحبة العازفين بدر الخريف (الناي)، وبدر الوهيب (الكيبورد). وأضفت الإضاءة الخافتة جوا ساحرا تناغم مع عذوبة القطع المعزوفة، حيث حملت المقطوعات الكثير من المشاعر، وكان أداء شاه كأنه يروي حكاية من "ألف ليلة وليلة"، فكانت الموسيقى وإحساسهم أبلغ ما يمكن أن يصلنا من كلمات، فبدأت المقطوعات التي عزفها وكأنها قصيدة تتوالى أبيات شعرها باتساق موسيقي، وكأن شاعرا متمكنا يلقيها. ومن المقطوعات التي عزفها شاه لشيرين عبدالوهاب "مشاعر"، ومقطوعة لعازف الكلارينت التركي حسنو، و"ميدلي" سامري لعبدالله الفضالة وصالح الكويتي ونوال الكويتية، ومن ثم عزف ألحانا لعبدالوهاب. وبناءً على طلب الجمهور عزف وغنى مع الجمهور "ليلة لو باقي الليلة" للفنان د. عبدالرب إدريس.معرض «صخب»
كما تضمنت الأمسية معرضا فنيا بعنوان "صخب" شاركت فيه الفنانتان التشكيليتان إيمان المسلم وخديجة البهاويد بمجموعة من الأعمال تميزت بالتنوع في الأساليب والتكنيك واستخدام الألوان. وصرَّحت المسلم بأنها تحاول من خلال أعمالها أن توضح جانبا آخر من وسائل التواصل الاجتماعي، "التي اكتسحت أيامنا، ولا ننكر أنها أصبحت جزءا مهما في حياتنا اليومية، ووسيلة رئيسة في عملية التواصل بين الناس، لكنها بالمقابل تسبب في مشكلات، وساهمت في قطع علاقات البعض". وعن الألوان التي استخدمتها في أعمالها، قالت إنها استخدمت الإكريلك والمعاجين، إضافة إلى البراويز الصغيرة، كرمز لانعزال الأشخاص وابتعادهم عن بعضهم وهم في صخب هذا التواصل. من جانبها، قالت البهاويد إن لوحاتها تعبِّر عن الحروب الحاصلة الآن وفي السابق، لافتة إلى أن الحروب مدمرة للإبداع وللإنسان، واختارت في لوحاتها ألوانا تعبِّر عن الحزن.