السيسي: فرصة قد لا تتكرَّر للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين
إشادة نيابية بخطاب الرئيس ووفد مصري إلى غزة للإشراف على تسليم «حماس» إدارة القطاع للحكومة
حثَّ الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الفلسطينيين، على إنهاء خلافاتهم وقبول التعايش مع الإسرائيليين، عبر تكرار تجربة مصر «الرائعة» في السلام مع إسرائيل، داعياً المجتمع الدولي لتبني تسوية عادلة تنتهي إلى إقامة الدولة الفلسطينية، على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
عادت القاهرة للاحتشاد خلف ملف القضية الفلسطينية بكل قوتها، فبعد أيام من حلحلة الأزمة بين فتح وحماس، أكبر حركتين فلسطينيتين، دعا الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، مساء أمس الأول الثلاثاء، الفلسطينيين والإسرائيليين للانخراط معاً في عملية سلام تنهي الأزمة، مُحذراً من أن هذه الفرصة قد لا تتكرر.وتوجه السيسي بحديثه وندائه إلى الفلسطينيين بضرورة "الاتحاد خلف الهدف، وعدم الاختلاف وإضاعة الفرصة، والاستعداد لقبول التعايش مع الآخر، مع الإسرائيليين، في أمن وسلام، وتحقيق الاستقرار والأمن للجميع"، ثم وجه خطابه إلى الإسرائيليين قائلاً: "لدينا في مصر تجربة رائعة وعظيمة معكم منذ أربعين سنة (معاهدة السلام 1979)، ويمكن أن نكرر هذه التجربة وهذه الخطوة الرائعة، أمن وسلامة المواطن الإسرائيلي، جنباً إلى جنب مع أمن وسلامة المواطن الفلسطيني".وطالب الرئيس المصري الرأي العام الإسرائيلي بالوقوف خلف قيادته السياسية ودعمها، و"لا تتردد واطمئن، نحن معكم من أجل إنجاح هذه الفرصة التي قد لا تتكرر مرة أخرى". ووجه نداء لجميع الدول المحبة للسلام والدول العربية الشقيقة لمساندة هذه الخطوة الرائعة، وأن تقف بقية دول العالم خلف هذه الخطوة التي إذا نجحت فستغير وجه التاريخ. كما وجه حديثه للرئيس الأميركي: "لدينا فرصة لكتابة صفحة جديدة في تاريخ الإنسانية، من أجل تحقيق السلام في هذه المنطقة".
وأضاف: "الوقت حان لمعالجة شاملة ونهائية لأقدم الجروح الغائرة في منطقتنا العربية، وهي القضية الفلسطينية، التي باتت الشاهد الأكبر على قصور النظام العالمي عن تطبيق سلسلة طويلة من قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن، إن إغلاق هذا الملف، من خلال تسوية عادلة تقوم على الأسس والمرجعيات الدولية، وتنشئ الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، هو الشرط الضروري للانتقال بالمنطقة كلها إلى مرحلة الاستقرار والتنمية".وتابع: "لا شك في أن تحقيق السلام من شأنه أن ينزع عن الإرهاب إحدى الذرائع الرئيسية التي طالما استغلها كي يبرر تفشيه في المنطقة... ويهمني أن أؤكد هنا أن يدَ العرب ما زالت ممدودة بالسلام، وأن تجربة مصر تثبت أن هذا السلام ممكن، وأنه يعد هدفاً واقعياً يجب علينا جميعاً مواصلة السعي بجدية لتحقيقه".والتقى في مقر إقامته بنيويورك، كلاً من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ثم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لمناقشة مستقبل السلام بين الطرفين، وفي هذا الإطار قادت القاهرة مباحثات منفصلة مع قادة فتح وحماس في القاهرة الأسبوع الماضي، انتهت بقرار حماس حل اللجنة الإدارية المشرفة على قطاع غزة، إذ أكدت مصادر صحة ما نشرته "الجريدة" الأربعاء الماضي، بشأن زيارة وفد أمني مصري إلى قطاع غزة، خلال أيام لحضور مراسم تسليم حماس، إدارة القطاع إلى حكومة الوفاق الوطني.
الوضع العربي
ولم يقصر السيسي كلمته على الملف الفلسطيني، إذ تطرق إلى عدد من الأزمات التي تعصف بدول المنطقة، إذ قال إن "مصر تقع على حافة أخطر بؤر الأزمات في العالم"، مشدداً على أن "المخرج الوحيد الممكن من الأزمات التي تعانيها المنطقة العربية هو التمسك بإصرار بمشروع الدولة الوطنية الحديثة، التي تقوم على مبادئ المواطنة والمساواة وسيادة القانون، وحقوق الإنسان"، داعياً إلى حل سياسي يتوافق عليه الجميع لإنهاء الأزمة في سورية، يكون جوهره "الحفاظ على وحدة الدولة السورية"، كما شن هجوماً حادا على الدول الداعمة للإرهاب، قائلاً: "لا مجال لأي حديث جدي عن مصداقية نظام دولي يكيل بمكيالين، ويحارب الإرهاب في الوقت الذي يتسامح فيه مع داعميه، بل ويُشركهم في نقاشات حول سبل مواجهة خطرٍ هم صُناعه في الأساس".إعجاب بالخطاب
وفيما التقى السيسي نظيره الأميركي دونالد ترامب في ساعة متأخرة من مساء أمس، أعلن عدد من أعضاء البرلمان المصري تأييدهم طرح السيسي، إذ وصفت النائبة البرلمانية، مارغريت عازر، الخطاب بـ "العالمي"، لأنه "اتسم بالصراحة القوية"، خاصة فيما يتعلق بضرورة تضافر الجهود لمكافحة الإرهاب، فيما أكد النائب علاء والي، أن كلمة الرئيس في نيويورك اتسمت بالقوة والإيجاز والمصارحة، وأضاف: "وجه خلالها عددا من النداءات للتحرك الدولي من أجل السلام وتحقيق الاستقرار للشعوب".ووصف الخبير في العلاقات الدولية، سعيد اللاوندي، خطاب السيسي بالمتوازن الذي عالج العديد من الأزمات في المنطقة، عبر طرح حلول عملية لها، فيما ذهب رئيس حزب الكرامة الناصري، محمد سامي، إلى أن الخطاب في مجمله جيد، لكن "كلمة الرئيس عن القضية الفلسطينية، تضمنت بعض العبارات العامة، فلم يتم طرح رؤية متكاملة عن كيفية حل الأزمة الفلسطينية، خصوصا الأمور العالقة مثل حق العودة للفلسطينيين".في سياق منفصل، وفي حين شهد رئيس أركان القوات المسلحة، محمود حجازي، أمس، مشروع الرماية بالذخيرة الحية، ضمن فعاليات أنشطة التدريب العسكري المشترك بين القوات المصرية والأميركية (النجم الساطع 2017)، جدَّد وزير الدفاع، صدقي صبحي، العهد بمضي رجال القوات المسلحة في الحفاظ على أمن مصر، مشدداً خلال لقائه أعضاء هيئة التدريس والطلبة بكلية الضباط الاحتياط، أمس الأول، على استمرار عزيمة القوات المسلحة في معاونة جهود الدولة لاستكمال ما بدأته من مسيرة الإنجازات والمشروعات التنموية الكبرى.
حجازي يشارك في رماية بالذخيرة الحية خلال مناورات مصرية - أميركية