العالم يقول: الحل في الكويت
مهما اشتدت الأزمة ومهما تعمق الخلاف فلا بد من الحفاظ على الأمل والحرص على بذل المزيد من الجهد، وبالرغم من قسوة الخلافات القائمة فإنه وبالمقارنة مع الأزمات الدولية المختلفة التي مرت بها دول العالم فستكون هذه الأزمة أقرب للحل وأسهل في الوصول إلى وفاق.
منذ بداية النشاط الدبلوماسي الكويتي لحلحلة الأزمة الخليجية والعالم أجمع يقف خلف المبادرة الكويتية المباركة لإعادة الصف الخليجي إلى ما قبل أحداث 5 يونيو 2017 ، الدول العربية والأجنبية والمؤسسات الدولية والأممية كلها تقول بصوت واحد: نعم للوساطة الكويتية.الوساطة الكويتية ليست موقفاً محايداً، إن المحايد من يقف بلا حراك، والمحايد من يمتنع عن إبداء الرأي، والمحايد من يجهل الناس موقفه، أما الكويت فحراكها الدبلوماسي واضح للعالم وبيّن المعالم، ورأيها بضرورة التوصل لاتفاق يحمي الخليج معلن على الملأ، وموقف القيادة السياسية والشعب الكويتي معروف عند جميع الأطراف، وجوهره عدم التفريط في وحدة الخليج.لقد تجلى موقف الكويت في أوضح صوره في خطاب صاحب السمو في أميركا مؤخراً، صراحة سمو الأمير عند حديثه عن الأزمة الخليجية، حيث ذكر مواقع الخلل فيها ووضوح الكويت في مبادئ الحفاظ على الوحدة الخليجية، شأن يشرف كل مواطن، ولا عجب أن تحرص الكويت على الوحدة الخليجية وتقاتل لاستمرارها، فالكويت ساهمت في بناء دول الخليج وتطورها منذ تدفق النفط فيها، وكانت سباقة لدعم جيرانها في كل محفل، وستظل بحول الله تعالى صمام أمان للخليج العربي، والكويت صاحبة فكرة إنشاء وتأسيس مجلس التعاون الخليجي في نظرة استراتيجية بعيدة المدى سعى إليها الشيخ جابر الأحمد، رحمه الله، سنة 1976 منذ كان ولياً للعهد، والكويت لن تنسى جهود وعطاء وتضحيات دول الخليج وقادتها وأبناءها عندما وقعت جريمة الغزو العراقي الغادر للكويت 1990 .
مهما اشتدت الأزمة ومهما تعمق الخلاف فلا بد من الحفاظ على الأمل والحرص على بذل المزيد من الجهد، وبالرغم من قسوة الخلافات القائمة فإنه وبالمقارنة مع الأزمات الدولية المختلفة التي مرت بها دول العالم فستكون هذه الأزمة أقرب للحل وأسهل في الوصول إلى وفاق ولو بعد حين، وهو أمر يجب أن تحرص عليه الشعوب الخليجية قبل الأنظمة الحاكمة، فنحن جميعاً في مركب واحد لا يجوز التفريط في مساره واستقراره. والله الموفق.إضاءة تاريخية: في عام 1953 أنشئت لجنة كويتية باسم «لجنة مساعدات الخليج» اتخذت دوراً رائداً في تقديم المساعدات العمرانية والتعليمية والثقافية والصحية لدول المنطقة.