الكويت: ملتزمون بوحدة اليمن.. وعلى ايران اتخاذ تدابير جادة لبناء الثقة

نشر في 21-09-2017 | 12:11
آخر تحديث 21-09-2017 | 12:11
جابر المبارك خلال كلمته أمام الدورة الـ 72 للجمعية العامة للأمم المتحدة
جابر المبارك خلال كلمته أمام الدورة الـ 72 للجمعية العامة للأمم المتحدة
أكد ممثل حضرة صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه سمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء تجديد الكويت التزامها بتعزيز دور مجلس الأمن في صيانة السلم والأمن الدوليين وفي منع نشوب الصراعات ودعم جهود الوساطة والمساعي المبذولة لحل النزاعات بالوسائل السلمية.

وقال سمو الشيخ جابر المبارك في كلمته أمام الدورة الـ 72 للجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم أن الكويت ستساهم بتفعيل دور مجلس الأمن ودعم الجهود الرامية لإضفاء المزيد من الشفافية على عمله وتعزيز مشاركة الدول الصغيرة في أعمال الأمم المتحدة وأجهزتها.

وتابع قائلاً سنسعى جاهدين لدعم وتفعيل الاستجابة الدولية لأزمات المهاجرين واللاجئين والنازحين وجميع الأزمات الإنسانية الناجمة عن الحروب والصراعات التي تفاقمت في السنوات الأخيرة آملين أن يعم الأمن والسلام في العالم أجمع.

وعبر سموه في كلمته امام الدول الأعضاء في الأمم المتحدة عن امتنان وشكر حكومة وشعب دولة الكويت للثقة التي منحتموها لبلادي بانتخابها عضواً غير دائم في مجلس الأمن لعام 2018-2019 وذلك خلال الانتخابات التي عقدت في شهر يونيو الماضي بعد قرابة الأربعين عاماً منذ تولي دولة الكويت لأول عضوية غير دائمة لها في مجلس الأمن عامي 1978-1979.

سوريا

وقال المبارك أنه من المؤسف ونحن نستعرض أرقاماً وحقائق مفزعة للصراع الدائر منذ بدء الأزمة في سوريا مما يؤكد أن الدمار هو العنوان الرئيسي لما يجري في سوريا.

وأضاف أن هذا الدمار والذي لا يمكن تقييم وحصر أثاره الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية لكنها وبكل أسف ستساهم في ضياع مستقبل جيل كامل من أبناء الشعب السوري الشقيق فأعداد القتلى تجاوزت الـ 400 ألف وما يقارب 12 مليون شخص ما بين نازح ولاجئ ودمار هائل في الممتلكات والبنى التحتية في أغلب المحافظات.

وتابع سموه قائلاً «قدمت بلادي مساهمات طوعية تقدر بمليار وستمائة مليون دولار وتم تسليم الجزء الأكبر منها لوكالات الأمم المتحدة المتخصصة والمنظمات الدولية الحكومية وغير الحكومية المعنية بالشأن الإنساني».

وأفاد سموه بأن المسارين السياسي والإنساني لمشهد الصراع في سوريا وعلى الرغم من الجهود المبذولة خلالهما إلا أنهما لم يغيرا كثيراً من الواقع وهو ما جعلنا على يقين أكثر من أي وقت مضى بأن قناعاتنا ومواقفنا منسجمة مع ما كنا ندعو إليه منذ البداية وهو عدم وجود أي حل عسكري لهذه الأزمة.

وأشار إلى أن وتيرة المسار السياسي ما زالت بطيئة فمنذ صدور بيان جنيف الأول في عام 2012 الذي شهد لاحقاً اختلافات حادة في تفسير ما جاء فيه شهدنا ست جولات للمحادثات السورية في جنيف على مدى خمس سنوات بين مختلف الأطراف دون تحقيق تقدم يذكر.

وأضاف سموه أن هذا الأمر يستوجب تكثيف العمل لجمع أطراف الصراع في حوار مباشر يهدف إلى إيجاد تسوية سلمية وفقاً لما نصت عليه قرارات مجلس الأمن وعلى وجه الخصوص القرار 2254 بما يؤدي إلى إيجاد واقع سياسي تتوافق عليه جميع مكونات الشعب السوري يحافظ على وحدة واستقلال سوريا وسيادتها ويحقق طموحات الشعب السوري المشروعة.

يذكر أن دولة الكويت قامت انطلاقاً من مسؤولياتها الأخلاقية والإنسانية باستضافة ثلاثة مؤتمرات دولية للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سوريا في الأعوام 2013 و2014 و2015 كما شاركت في رئاسة المؤتمر الدولي الرابع للمانحين الذي عقد في لندن في فبراير 2016 والمؤتمر الدولي الخامس للمانحين في بروكسل الذي عقد في أبريل 2017.

العراق

أكد سمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء أن العراق الشقيق يواجه تحديات أمنية وسياسية واقتصادية كبيرة أبرزها مواجهته ومكافحته للتنظيمات الإرهابية والجماعات المتطرفة.

وقال سمو الشيخ جابر المبارك في كلمته أمام الدورة الـ 72 للجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم الأربعاء أن هذه التنظيمات الإرهابية تحاول استغلال تعاليم الدين الإسلامي وتشويه العقيدة الإسلامية لتحقيق مآرب وأغراض غير مشروعة هدفها إشاعة الفوضى وإثارة الفتن والتحريض على الكراهية والتطرف.

وتقدم سموه بالتهنئة للحكومة العراقية وللشعب العراقي على الانتصارات التي تحققها قواتها على الأرض في محاربة ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وتحريرها العديد من المناطق التي كانت خاضعة لسيطرة التنظيم.

وأعرب سموه عن الأمل بأن تستمر هذه الانتصارات لتحرير كافة المناطق المتبقية وتسهم في تعزيز جهود المصالحة الوطنية بين مختلف مكونات الشعب العراقي بما يؤدي إلى استعادة الأمن والاستقرار والمحافظة على وحدة العراق واستقلاله وسيادته وتهيئة الظروف الملائمة للبدء بجهود إعادة البناء والإعمار وإعادة النازحين الى مناطقهم.

وفي هذا السياق واستجابة لدعوات تقديم المساعدة الإنسانية والتنموية قال سموه أن دولة الكويت تعتزم وبالتعاون والتنسيق مع العراق والمجتمع الدولي استضافة مؤتمر دولي للمانحين العام المقبل لإعادة إعمار المناطق المهددة التي كانت خاضعة لتنظيم «داعش» ونجدد هنا التزامنا بتقديم كافة أشكال الدعم لمساعدة العراق على إنهاء تنفيذ كافة الالتزامات المتبقية التي نصت عليها قرارات مجلس الأمن ذات الصلة وبما يساعد العراق على استعادة دوره ومكانته الإقليمية والدولية.

ايران

جددت دولة الكويت الدعوة إلى ايران لاتخاذ تدابير جادة لبناء الثقة وارساء علاقات قائمة على التعاون والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.

وقال سمو الشيخ جابر المبارك إننا نجدد الدعوة إلى عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول ونبذ الممارسات التي تهدد أمن واستقرار المنطقة وتتعارض مع مبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي والالتزام بقرارات الشرعية الدولية بما يوجه الجهود والإمكانات لمجالات البناء والتنمية لكي تنعم جميع شعوب المنطقة بالأمن والسلام والرفاه لافتاً إلى أن ذلك يأتي في إطار الجهود والمساعي التي تبذلها دولة الكويت لترسيخ قواعد حسن الجوار.

اليمن

جدد ممثل حضرة صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه سمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء التزام الكويت الكامل بوحدة اليمن واحترام سيادته واستقلاله ورفض أي تدخل في شؤونه الداخلية والتاكيد على دعم ومساندة الشرعية الدستورية في اليمن.

وأكد سموه على أن الحل السياسي في اليمن يستند إلى المرجعيات الثلاث المتفق عليها وهي مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة وعلى وجه الخصوص القرار 2216.

وأشار سموه إلى أن دولة الكويت بذلت جهوداً كبيرة من أجل تسوية النزاع سلمياً في اليمن حيث استضافت على مدى أكثر من ثلاثة أشهر العام الماضي المشاورات السياسية بين الأطراف اليمنية برعاية الأمم المتحدة انطلاقاً من حرصها على استقرار اليمن الشقيق.

وأكد سموه استعداد دولة الكويت مجدداً لاستضافة الأشقاء اليمنيين للتوقيع على اتفاق نهائي متى ما تم التوصل إليه بين الأطراف اليمنية ونجدد الدعم لجهود الأمم المتحدة والمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن الرامية إلى التوصل إلى حل سلمى لهذه الأزمة يحول دون استمرار معاناة شعبه الذي يواجه أوضاعاً إنسانية واقتصادية صعبة.

وتابع سموه قائلاً نحن نؤمن بأن الحل الأمثل لمعالجة هذه الأوضاع الإنسانية يتطلب إعادة الأمن والاستقرار في اليمن بما يصون سيادته ووحدة أراضيه.

القدس

وقال المبارك إن دولة الكويت تؤكد إدانتها للانتهاكات الإسرائيلية التي حدثت مؤخراً في الحرم القدسي الشريف في محاولة جديدة لتغيير الوضع التاريخي القائم.

وأكد سمو الشيخ جابر المبارك على أن الكويت ترفض رفضاً قاطعاً جميع السياسات والخطط والممارسات الإسرائيلية غير القانونية التي تستهدف تهويد المدينة المقدسة وطمس هويتها العربية والإخلال بتركيبتها السكانية وعزلها عن محيطها الفلسطيني.

وأشار إلى أن هذه الانتهاكات تعتبر تهديداً صارخاً للسلم والأمن الدوليين ومخالفاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة واتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949.

وذكر سموه أن العام الحالي يصادف مرور خمسين عاماً على احتلال الأراضي الفلسطينية منذ عام 1967 تلك القضية العربية التي تشبعت قرارات أممية ومبادرات دولية وإقليمية دون أن تجد طريقاً للتنفيذ بسبب تعنت سلطة الاحتلال الإسرائيلي ورفضها الصريح والسافر لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية وآخرها قرار مجلس الأمن 2334 الذي أكد بأن تلك الممارسات الاستيطانية الإسرائيلية غير قانونية وغير شرعية وطالب بوقفها كونها تقوض فرص التوصل إلى سلام دائم وعادل وشامل.

وناشد من هذا المنطلق المجتمع الدولي ومجلس الأمن ضرورة الالتزام بمسؤولياته ومواصلة الضغط على إسرائيل لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية بما يؤدي إلى حصول الشعب الفلسطيني على كامل حقوقه السياسية المشروعة والاعتراف بدولته المستقلة على أرضه وعاصمتها القدس الشرقية وفق ترسيم حدود الرابع من يونيو عام 1967 ووفق مبدأ الأرض مقابل السلام ومبادرة السلام العربية.

back to top