«الكوميكسات» الساخرة... هل تؤثر في نجاح الألبومات الغنائية أو فشلها؟
مع طرح الألبومات الغنائية تشتعل مواقع التواصل الاجتماعي، بما يعرف بالـ«كوميكسات» التي يسخر بعضها من هذه الأعمال، فيما يشيد بها البعض الآخر. «الجريدة» ترصد حركة التفاعل حول العمل الفني وانعكاسها على نجاحه أو فشله.
يوضح الملحن المصري حلمي بكر، في حديثه إلى «الجريدة»، أن «الكوميكسات» سواء كانت ساخرة أو تمتدح بعض الأغاني، تساهم في انتشار العمل عموماً، مشيراً إلى أن الظروف الاجتماعية التي اختلفت في الفترة الأخيرة، جعلت من مواقع التواصل الاجتماعي منصة لإبداء الآراء حول أي مشروع فني، سواء كان ألبوماً غنائياً أو فيلماً أو مسلسلاً.يضيف أن «الكوميكسات» هي أسلوب لـ«جس نبض» الجمهور حول حجم انتشار الألبوم «وفرقعته» عبر الإعلام، ولكنها ليست مقياساً لحجم المبيعات.يتابع: «كان الجمهور قديماً يردد الأغاني ويحفظها، وكان ذلك أحد الدلائل على نجاح الألبوم، بينما الـ «كوميكسات» التي تسخر من ألبوم معين يكون وراءها جمهور النجم المنافس، أو جمهور النجم نفسه أحياناً لمطالبته بمزيد من التجديد، خصوصاً في حال إصداره عملاً أقل من المتوقع».
ينصح بكر الفنانين باختيار أغان جديدة تضيف إلى تاريخهم الفني، ولا تكون مكررة ورتيبة، على حد تعبيره.
تفاعل وجدل
يرى الناقد الفني رامي عبد الرازق أن «الكوميكسات» جزء من التفاعل الذي تفيض به وسائل التواصل الاجتماعي، وهو غير قائم على الدعاية أو الهجوم، «إذا شنّ الجمهور هجوماً على عمل معين فليس بالضرورة أن يفشل الأخير، وإذا دشن المستخدمون دعاية لافتة لعمل ما لن يكون نجاحه أكيداً».يضيف: «يشكل الجدل على وسائل التواصل الاجتماعي انعكاساً أو مردوداً للعمل الفني، لا سيما الألبومات الغنائية، ومدى النجاح مرتبط بمعايير مختلفة كالنقد وحجم المبيعات». يستنكر عبد الرازق التغافل عن رأي الجمهور على أرض الواقع والاتجاه إلى التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي حيث «نجاح الألبومات يحتاج إلى قياس مختلف»، موضحاً أن المشكلة تكمن في أن الصحافة الفنية لم تعد تتناول العمل الفني، بل تكتفي بالآراء حوله على وسائل التواصل الاجتماعي. كذلك يلفت إلى أن تقييم العمل الفني يرتبط بزوايا عدة، من بينها طبيعة المحتوى، وتأثيره في مشوار صانعيه، وحجم ما أضافه إليهم، مؤكداً أن التفاعل على وسائل التواصل الاجتماعي جزء من المردود الذي يحققه العمل إضافة إلى الجدل حوله، ولكن ذلك لن يؤثر في النجاح بالشكل الذي يتمناه صانع العمل.ويرجع عبد الرازق ذلك إلى أن «مواقع التواصل الاجتماعي تحتاج إلى الجديد يومياً أو ما يعرف بـ«التريند» لإشغال الناس بها، فيما لا يمكن أن يُختصر نجاح عمل فني في عدم تناوله عبر هذه المنصات، محذراً من هذا الاتجاه لأنه سيقضي على النقد الفني والتغطية الإخبارية».استطلاع رأي الجمهور مباشرة هو الطريق الصحيح للتعرّف إلى رأي الجمهور في عمل ما، بحسب عبد الرازق، من ثم الخروج بنتيجة أقرب إلى الواقع، «فيما لو اعتمدنا على الـ «فيسبوك» سيكون مثلاً «لن أعيش في جلباب أبي» أفضل مسلسل راهناً، لانتشاره خلال الأيام الأخيرة عبر الكوميكسات».تعصب وحزبية
«انتشار تلك النوعية من الـ «كوميكسات» سواء الساخرة من الألبومات الغنائية أو المشيدة بها، يأتي ضمن طبيعة المجتمع الراهنة المائلة إلى التعصب»، يقول أستاذ علم النفس والاجتماع جمال فرويز، موضحاً: «للأسف يتحزّب الناس اليوم لأتفه الأسباب حتى لو لألبوم غنائي، فبمجرد صدور أي عمل فني ينقسمون حوله فريقين، إما مع أو ضد ولا مجال لتصنيفات أخرى».يضيف: «لم يعد الاختلاف واحترام الآخر ثقافة سائدة للأسف، فنجد أن «ألتراس» عمرو دياب يهاجمون ألبوم تامر حسني أو محمد حماقي، وبمجرد صدور ألبوم لدياب يهاجمه جمهور تامر منتصراً لمطربه المفضل، ويقاس ذلك على غالبية الأعمال من جمهور المنافسين».يتابع: «أحياناً، لا يستمع الجمهور المشارك في جدل على مواقع التواصل الاجتماعي إلى العمل الفني أو يشاهده، بل يسير ضمن الموجة السائدة، أو لتحزبه، فيسخر من العمل لأنه ينتمي إلى جمهور فنان آخر، لذلك يميل إلى التقليل من الأعمال الأخرى، أو الانحياز التام إلى عمل الفنان الذي يحبه حتى إن لم يكن على مستوى النجم المعتاد.يرى فرويز أن الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي أحد أنواع الانتشار، لكنه ليس مقياساً للنجاح، معتبراً أن تلك الحالة كانت موجودة قديماً بين فنانين من أمثال أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ ومحمد رشدي في ما يعرف بالدعاية المضادة، ولكن بوسائل العصر.
«الكوميكسات» التي تسخر من ألبوم معين يكون وراءها جمهور النجم المنافس