عبد الرحيم كمال: «الكنز» هو مصر المحروسة بقوتها وضعفها
أكد أنّ فيلمه سيعيش في ذاكرة السينما
يخوض السيناريست المصري عبدالرحيم كمال تجربة سينمائية مختلفة مع المخرج شريف عرفة من خلال فيلم «الكنز»، الذي أثار حالة من الجدل منذ طرحه في دور العرض بموسم عيد الأضحى الأخير.
عن هذا العمل، وقضايا فنية عدة كان لنا معه هذا الحوار.
عن هذا العمل، وقضايا فنية عدة كان لنا معه هذا الحوار.
كيف جاءت فكرة فيلم «الكنز»؟
كنت أبحث عن عمل فني يتحدّث عن تاريخ مصر المحروسة والفترات المضيئة فيها والسيئة. لم أجد فترة مضيئة في تاريخنا سوى الفرعونية عندما كنا أقوياء يحكمنا العلم والإيمان بقوتنا، ثم جاء الاحتلال المملوكي ومقاومته بالآلاعيب والحيل، يليه الحكم الملكي ومحاولة عودة الروح التي سبقت ثورة 1952. كتبت الفكرة، وعرضتها على المخرج شريف عرفة الذي رحب بها.
هل تدخّل المخرج شريف عرفة في السيناريو؟
كتبت سيناريو الفيلم والحوار، ولكن خلال التحضيرات وتبادل وجهات النظر أجرينا تعديلات عدة، لذا جاء في الشارة «رؤية سينمائية وإخراج شريف عرفة.هل كان لك رأي في ترشيحات الأبطال؟
كانت لي اقتراحات، وتأتي الترشيحات عادة بناء على اتفاق وتشاور بين المخرج والمؤلف. تحمست لترشيح كل من محمد رمضان وهند صبري في البداية، ثم محمد سعد بعد اعتذار السقا، وكلهم نجوم كبار أضافوا إلى العمل تميزاً، وظهور رمضان وسعد في شكل جديد ومختلف كان أمراً جيداً للعمل ولهما.لماذا كتبت «الكنز» مباشرة للسينما ولم يكن عملاً أدبياً أولاً، على عكس أعمالك في الدراما التلفزيونية؟
لم أقتبس أي عمل عن رواية إلا مسلسل «دهشة» عن الملك لير، وفي «ونوس» لم ألتزم بـ«فاوست» كثيراً. أما «الكنز» فكان الهدف منه الحديث عن مصر المحروسة في أكثر من عصر، تحديداً الكنز الذي نحمله داخلنا الذي جعل منها دولة حضارة، ولكن عندما غاب غابت مصر أو تراجعت والآن نبحث عنه. والعمل شديد المصرية، من ثم لست بحاجة إلى أية رواية، فالمصدر تاريخنا الطويل وهو يكفي.نقد وأخطاء
كيف استقبلت النقد الذي تم توجيهه إلى السيناريو والحوار تحديداً؟
أحترم كل صاحب رأي، سواء كان إيجابياً أو سلبياً، وحالة الجدل التي أثارها الفيلم منذ نزوله تؤكد تميزه وجودته حتى وإن رأى البعض ملاحظات فيه. الحوار يعود إلى فترات تاريخية لم نعاصرها، وهو أمر صعب، لأننا نجهل المفردات المستخدمة آنذاك، أو طريقة الكلام. لذا فكرنا في البداية في أن يكون الحوار في الجزء الفرعوني باللغة العربية، وفعلاً كتبته، وانتهيت منه ثم غيرنا القرار لأن ترجمة البرديات والجداريات إلى اللغة العربية لا تعني أن الفراعنة كانوا يتحدثون بها، حتى أنهم أقدم من اللغة العربية ذاتها. وفي الجزء المملوكي، حيث اعتمدنا السجع، لأننا سمعنا وعرفنا قصصاً وسيراً في شكل أغانٍ شعبية وحكايات الربابة التي نعرفها منذ الطفولة. عموماً، الاختلاف على لفظ أو كلمة أمر جيد، ويعني أن الفيلم جعل المتفرج في حالة تركيز شديدة في كل كلمة. ويبقى العمل أكبر من لفظ يعتبره البعض غير مناسب زمنياً.ماذا عن أخطاء الماكياج؟
هذه أمور فنية تخصّ المخرج وفناني الماكياج. ولكن ما أستطيع أن أقوله إننا اجتهدنا في تقديم عمل جيد يلقى قبول البعض فيما يهاجمه البعض الآخر.ما ردك حول وجود خلافات بين أبطال العمل؟
إشاعة لا أساس لها من الصحة. يتضمّن العمل نجوماً كباراً، وكل منهم يعرف قدر الآخر، وكل تصريحاتهم كانت إشادة ببعضهم البعض. كل ما في الأمر أن شركة الإنتاج وشريف عرفة قررا إلغاء العرض الخاص وطرح الفيلم مباشرة، ثم ارتأى محمد رمضان مشاهدة العمل مع الجمهور كـأحد الأبطال، وهذا من حقه، في حين انشغل بقية النجوم أو سافروا، ولم يحضروا أي عرض جماهيري، وهو قرارهم وليس معناه وجود خلافات أو أزمات.كيف ترى استقبال الجمهور للفيلم؟
أسعدني تفاعل الجمهور مع الفيلم وتحقيق الأخير إيرادات جيدة، ما يعني أن المشاهد يبحث عن العمل الجيد والمتميز، وليس فقط الأفلام الكوميدية أو الحركة. «الكنز» فيلم للتاريخ ظهر ليبقى، وكان الرهان على وعي الجهور وإدراكه أهمية العمل وتميزه، وهو ما تحقق فعلاً.سينما وتلفزيون
حول الفارق بين الكتابة للسينما والكتابة للتلفزيون يقول عبد الرحيم كمال: «في السينما الصورة هي البطل لا الكلمة، المشاهد مُكثفة والإيقاع سريع، بينما في الدراما الحوار هو البطل، والإيقاع سريع نوعاً ما. الدراما التلفزيونية هي الوسط بين المسرح والسينما، والكتابة لأي من هذه المجالات تحددها الفكرة، فالسينما تُعرض بتكثيف من دون إخلال، والتلفزيون حيث السرد من دون إطالة».
أسعدني تحقيق الفيلم إيرادات جيدة