المهنة الطاردة
في عام 1992م كتبت مقالاً في صحيفة «الوطن» بعنوان «أفتوني في رؤياي» ومقالي عبارة عن حلم رأيته في نومي، إذ حلمت أن المعملين والمعلمات الوافدين قد غادروا بلدي الكويت بسبب الرواتب المتدنية وخصم بدل السكن وبدل الطريق ورسوم الإقامة ورسوم الخدمات الصحية إضافة إلى غلاء المعيشة الفاحش وارتفاع إيجارات الشقق، والاعتداءات المتكررة على المعلمين وممتلكاتهم من سيارات، كل هذه الأسباب جعلتهم يغادرون الكويت.الحلم الذي حلمته في عام 1992م تحقق الآن في عام 2017م ولكن بصورة معكوسة... كيف؟لقد أحزنني خبرٌ قرأته في صحيفة «القبس» يوم الخميس الموافق 7/ 9/ 2017م هذا نصه: «المعلمون الكويتيون يهربون إلى الوظائف الإدارية»، هذا الخبر استوقفني وجعلني أتساءل عن الأسباب التي دفعتهم للهروب إلى العمل الإداري؟
برأيي الشخصي أن الأعباء الإدارية الملقاة على كاهل المعلم هي التي جعلتهم يهربون إلى العمل الإداري، لذا أقترح على معالي وزير التربية الدكتور محمد الفارس أن يعامل المعلم في وزارة التربية مثل معاملة دكتور الجامعة في الحضور والانصراف إلى المدرسة، فمثلاً المعلم الذي لديه حصة ثانية أو ثالثة يحضر إلى المدرسة حسب جدوله المدرسي، ولا داعي أن يحضر قبل طابور الصباح للتوقيع في كشف الحضور والانتظار حتى الحصة الثالثة، وهذا الشيء مطبق في أغلب الدول ومنها أذربيجان وسورية وغيرها من الدول، واقتراحي سيساهم في التخفيف من الزحمة المرورية الخانقة قبل نهاية اليوم الدراسي وبعده.وأقترح أيضا على معالي الوزير عدم تكليف المعلم بأي عمل إداري، وأن يقتصر عمله على التدريس فقط... والأعمال الإدارية توكل إلى القسم الإداري في المدرسة، فهل يترجم وزير التربية اقتراحنا إلى واقع حي ملموس، قبل هجرة المعلمين الكويتيين إلى العمل الإداري؟ آمل ذلك.* آخر المقال: اقرأ واتعظ:في كوريا المعلم في المرتبة الأولى، ورئيس الدولة في المرتبة الثانية، والأب في المرتبة الثالثة!