«إن الإناء بما فيه ينضح»
أعتذر للقارئ العزيز عن فترة انقطاعي عن الكتابة لأسباب عديدة خاصة بي، ليس المكان مناسبا لشرحها، وأحاول أن أتواصل معه ما استطعت إلى ذلك سبيلا، وكلما سنحت لي الظروف بذلك.استوقفني تصريح وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ محمد العبدالله عن ثقة المواطنين بعمل الحكومة، والعبدالله قبل منصبه الوزاري هو شخصية اجتماعية محببة وطاقة شبابية ينتظر منه الكثير من العمل الجاد والمخلص لرقي هذا المجتمع ورفعته، وله هوايات وأسلوب ونمط حياة خاص به، ولا يحق لأحد التدخل فيه رغم ما يمثله موقعه الاجتماعي ومنصبه الوزاري.
وله الكثير من التصريحات عبر مختلف المنصات الإعلامية وعبر وسائل التواصل الاجتماعي التي تحمل الكثير من اللغط أحيانا، وتستدعي التوقف أمامها ربما بنوع من النقد والتوجيه لا الانتقاد، وترصد الأخطاء، ولعل من هذه التصريحات ما نسب إليه من فقدان الشعب ثقته بالحكومة وعملها، وإن صح ذلك فهذه شجاعة أدبية منه وإقرار بفشل الحكومة أو فشله هو شخصيا، وليس أمام الفاشل إلا ترك المجال لغيره، وهذا هو المنطق في ظل ما يملكه من ثقافة ورؤية.يقول رغم أن الحكومة لديها أكثر من 60 متحدثاً فإنها فشلت في كسب ثقة الشعب، وبقسمة هذا العدد على الوزارات يصبح لكل وزارة 4 متحدثين، وهذا بكل تأكيد سبب رئيس لفقدان الثقة، فالشعب ليس جمهورا في مهرجان خطابي ولا مهرجان شعري، أو سوق ثقافي كالمربد أو عكاظ، وهو لا ينتظر من الحكومة تصريحات وأقوالا وأحلاما وردية يروج لها في عالم الأوهام، إنما يتطلع الشعب لأعمال وبرامج تطبق على أرض الواقع، يتلمس آثارها ويجني ثمارها ومزيدا من التقدم والرفاهية المجتمعية. فالثقة، وكما يقول البعض، هي الحالة التي يكون فيها الإنسان متأكداً من كفاءة أو دقة أمر ما يتعلق به أو بشخص أو بشيء آخر، ويجب على كل من يتقاعد أو من يتبوأ منصبا أن يثق بنفسه، ولكن دون أن يصل إلى حد الغرور، فالثقة بالنفس هي أن يعتقد في نفسه اعتقاداً راسخاً بإمكانية تحقيق الهدف بإذن الله، رغم ما يواجهه من صعوبات وتحديات. إن تصريح العبدالله كما أرى شخصيا هو انعكاس لما في داخله من يقين بفشل الحكومة بشكل عام أو بعض وزرائها أو هو شخصيا بأداء العمل الموكل إليهم، وقد قيل إن الإناء بما فيه ينضح، والحافظ الله يا كويت.