• كيف تقيم نتائج جلسة المفاوضات الأخيرة التي جرت في مدينة عطبرة السودانية؟
- نستشف منها أن الجانب الإثيوبي في حالة «عدم اتزان»، وبالتالي مساحات التفاوض والتفاهم في رصيد الجانب المصري أكثر من أي وقت مضى، والبعض يقول إن الأمور توترت بدليل أن الاجتماعات المقرر لها يومان امتدت إلى خمسة أيام، وهنا يتوجب علينا القول ان هذا التركيز الإعلامي يضر مسار التفاوض ويؤثر على نتيجة الاجتماعات وقد يهدمها.• هل توافق على فكرة أن الاجتماع تعثّر؟
- طول فترة الاجتماعات في مثل هذه الإشكالات ليس معياراً، ولدينا تجارب دولية سابقة في مسألة النزاع على الأنهار والسدود استغرقت 9 سنوات بين كندا والولايات المتحدة، ومشهد مماثل جمع إثيوبيا ومصر في مفاوضات خزان «أوين» على مخرج «بحيرة تانا»، والذي استغرق التفاوض حوله من عام 1929 وحتى 1935.•هل تستطيع مصر أن تكشف للعالم مدى المماطلة الإثيوبية في التفاوض مقابل الإسراع في تشييد السد؟
- جهات دولية عديدة بدأت تفطن إلى «أخطاء كبرى» وقع فيها الجانب الإثيوبي، وهناك تقرير صدر منذ أيام من أحد المراكز الأميركية الكبرى المتخصصة في مجال السدود والأنهار، ذكر أنه بخصوص تجاهل الجانب المصري اختار الإثيوبيون توقيتاً سيئاً، أثناء انشغال المصريين بحالة الارتباك التي صاحبت أحداث ثورة 25 يناير 2011، كما أن المكان الذي تم تخصيصه للسد في الفيلق الإفريقي العظيم مرصود من قبل الجيولوجيين، الذين حذروا مراراً من تعرضه للزلازل بشكل مستمر، كما أن التقرير انتقد السعة التخزينية المبالغ فيها للسد (74 مليار متر مكعب من المياه)، في حين أن المتاح من حصيلة النهر لا يزيد على 48 مليار متر مكعب، وأن هناك مشكلة في عدم القدرة على توليد الكهرباء بعد مجيء الفيضان بسبب المستوى المنخفض للمياه.• هناك مشكلات أخرى تواجه الجانب الإثيوبي بخلاف المشاكل الفنية؟
- نعم.. هناك قلاقل داخلية وصراع مسلح بين عدة فصائل، وبين هذه الفصائل المتناحرة والسلطة من ناحية أخرى، وبالطبع تلك النقاط تشغل بال المفاوضين الإثيوبيين أثناء الاجتماعات وتؤثر عليهم، وبشكل ما توجه دفة التفاوض ناحية معينة، إثيوبيا الآن مطالبة بإخماد تلك القلاقل، ومطالبة بتصحيح أخطائها المتعلقة ببناء السد، وفي الأخير إقناع رأيها العام الداخلي والمنظمات الدولية والمراكز البحثية بصحة ما أقدمت عليه من خطوات بالمخالفة لمبادئ القانون الدولي.• هل تؤيد الأصوات الداعية إلى الخشونة في التعامل مع الجانب الإثيوبي؟
- أتفهم أسباب كل مصري تنتابه الغيرة والقلق على وطنه ومستقبله ومصيره، وخاصة عندما يتعلق الأمر بالحقوق المائية وتأمينها، ولكني أرغب في أن تسود روح التفاهم إلى أقصى درجة، وعلى المتحمسين مراعاة عدة نقاط أهمها أنهم قبل المطالبة بالتدخل المسلح ضد إثيوبيا، أن يثقوا بالمفاوض المصري وقوته ووطنيته، وألا يستقوا معلوماتهم إلا من المصادر العلمية المصرية المباشرة.