مع تصاعد الضغوط الأميركية على طهران، أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني، اليوم، أن الاتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية الست "جيد"، ولا مجال لإعادة التفاوض على بنوده، وذلك في رد على التقارير التي تقول إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يتجه الى تعديل الاتفاق.

والتقت الدول الموقعة على الاتفاق النووي في أجواء من التوتر أمس في الأمم المتحدة دون التمكن من الخروج من الطريق المسدود الذي أفضى اليه تشكيك ترامب في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في الاتفاق.

Ad

وفي أجواء تزداد حدة كل يوم نتيجة التصريحات النارية لترامب، التقى وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون نظيره الإيراني محمد جواد ظريف للمرة الأولى بمبادرة من الاتحاد الاوروبي على هامش أعمال الجمعية العامة.

وشارك في اللقاء الدول الأخرى الموقعة على الاتفاق التاريخي في فيينا، وهي روسيا والصين وبريطانيا وفرنسا والمانيا.

وقال مصدر أوروبي إن اللقاء الذي استمر أكثر من ساعة كان صعبا، مضيفا أن تيلرسون وظريف تحادثا بشكل مباشر ومطولا. وقال الوزير الأميركي "النبرة كانت عملية للغاية، لم يكن هناك صراخ ولم نتراشق بالأحذية"، مضيفا أنه من المفيد سماع وجهة نظر الأطراف الآخرين.

وقال ظريف للتلفزيون الإيراني العام من نيويورك إن كل شركاء إيران في الاتفاق النووي "باستثناء دولة واحدة (الولايات المتحدة)، شددوا على ضرورة الاحترام الكامل للنص، وعلى أنه غير قابل للتفاوض، وأن كل الأطراف على التزامهما بهذا النجاح الدولي".

من جانبه، قال وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل إن تخلي الولايات المتحدة عن الاتفاق النووي مع إيران سيثني قوى أخرى مثل كوريا الشمالية عن المشاركة في مفاوضات دولية لوقف برامجها النووية.

أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فقد رأى أن الاتفاق ليس كافيا في ضوء تنامي نفوذ طهران في المنطقة، ومواصلتها اختبار الصواريخ الباليستية، وعرض الوساطة بين الولايات المتحدة وإيران.

لكن ماكرون، الذي كانت بلاده أحد أصعب أطراف التفاوض بين إيران والقوى العالمية، جدد القول إن إلغاء الاتفاق سيكون خطأ.

وقال للصحافيين في نيويورك: "هل يكفي الاتفاق؟ لا ليس كافيا في ضوء تطور الوضع الإقليمي وتنامي الضغوط التي تمارسها إيران على المنطقة وفي ضوء زيادة النشاط الإيراني على المستوى الباليستي منذ الاتفاق".

وأضاف أنه يريد مناقشة عقوبات محتملة بشأن برنامج إيران للصواريخ الباليستية وبدء التفاوض فورا على ما سيحدث عندما يبدأ رفع القيود على الاتفاق في 2025 وإجراء نقاش حول دور إيران في المنطقة.