إيران ترفض إعادة التفاوض على «النووي»
خامنئي ينتقد روحاني... وماكرون يعتبر الاتفاق غير كافٍ
مع وصول الاتفاق النووي الموقع بين الدول الست الكبرى وإيران إلى طريق مسدود في الأمم المتحدة، بعد تشكيك الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الاتفاق، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس إنه «لا يمكن إعادة التفاوض على هذا الاتفاق»، في خطوة ستعقّد نوايا ترامب لتعديله، وقد تدفعه إلى الانسحاب منه.وأضاف روحاني، أثناء مؤتمر صحافي في طهران بعد عودته من الجمعية العامة للأمم المتحدة: «كانت هناك مناقشات من بعض الناس بأن الاتفاق النووي ليس سيئاً لكن ينبغي ألا يبقى على حاله، أو أنه اتفاق جيد لكن ينبغي أن نجلس مرة أخرى ونناقش كيفية تحسينه، وإذا كانت به عيوب فيمكننا معالجتها... وقد تم إبلاغهم بشكل واضح وقاطع أن هذا الاتفاق لا يمكن إعادة التفاوض عليه».وانتقد المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، وهو أعلى سلطة في إيران، ترامب أمس، واصفاً خطابه أمام الجمعية العامة بأنه خطاب «رعاة بقر ورجال عصابات».
لكن خامنئي انتقد أيضاً روحاني، في كلمة ألقاها لدى استقباله رئيس وأعضاء مجلس خبراء القيادة، إحدى هيئات الحكم في إيران، وقال: «يجب على الحكومة عدم تبديل رجلها السليمة بعصا غربية وتتوقع أن تستطيع السير». كما انتقد المفاوضين الإيرانيين بشكل غير مباشر، معتبراً أن خطأهم كان عدم إصرارهم على أن يشمل الاتفاق النووي بنوداً قوية للحيلولة دون تلاعب الموقعين عليه. والتقت الدول الموقعة للاتفاق في أجواء من التوتر أمس الأول في الأمم المتحدة، كما التقى وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون نظيره الإيراني محمد جواد ظريف للمرة الأولى، بمبادرة من الاتحاد الأوروبي على هامش أعمال الجمعية العامة.وقال مصدر أوروبي إن اللقاء الذي استمر أكثر من ساعة كان صعباً، مضيفاً أن تيلرسون وظريف تحادثا طويلاً بشكل مباشر، حيث قال الوزير الأميركي إن «النبرة كانت عملية جداً، لم يكن هناك صراخ ولم نتراشق بالأحذية»، مضيفاً أنه من المفيد سماع وجهة نظر الأطراف الأخرى.وبينما قال وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل إن تخلي الولايات المتحدة عن الاتفاق النووي مع إيران سيثني قوى أخرى مثل كوريا الشمالية عن المشاركة في مفاوضات دولية لوقف برامجها النووية، شدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على أن الاتفاق ليس كافياً في ضوء تنامي نفوذ طهران في المنطقة، ومواصلتها اختبار الصواريخ البالستية، عارضاً تقديمه الوساطة بين الولايات المتحدة وإيران.لكن ماكرون، الذي كانت بلاده أحد أصعب أطراف التفاوض بين إيران والقوى العالمية، جدد قوله بأن إلغاء الاتفاق سيكون خطأ، مقترحاً فرض عقوبات بشأن برنامج إيران للصواريخ البالستية وبدء التفاوض فوراً على ما سيحدث عندما يبدأ رفع قيود الاتفاق في 2025 وإجراء نقاش حول دور إيران في المنطقة.