رد أكراد العراق، أمس، على التهديد الثلاثي من جانب العراق وتركيا وإيران باتخاذ إجراءات ضدهم، إذا مضوا قدماً في إجراء الاستفتاء حول الاستقلال المقرر تنظيمه الاثنين، بالتمسك بموعد الاقتراع.

وعلى الرغم من التهديد الأميركي الأقوى، الذي وصل إلى حد التلويح بقطع العلاقات التجارية ووقف المساعدات المقدمة لإقليم كردستان، قرر المجلس الأعلى للاستفتاء في الإقليم إجراء الاقتراع، في وقت أعربت الأحزاب الشيعية العراقية، أمس، عن رفضها للمبادرة الأممية، ومبادرة الرئيس العراقي فؤاد معصوم لتجاوز الأزمة.

Ad

وبينما أكدت حركة «عصائب أهل الحق» الشيعية المتشددة المسلحة أنها «لن تتوانى لحظة واحدة في التصدي لمشاريع تقسيم العراق وإضعافه»، حذر نائب قائد الجيش الإيراني العميد أحمد بوردستان قائد منطقة كردستان العراق مسعود البارزاني من مغبة الاستمرار في مشروع الاستفتاء، مهدداً إياه بأن «أقل ما سنفعله هو إقفال الحدود، وسيكون لدينا ردود فعل أشد من ذلك بكثير».

وأكد بوردستان، في حوار تلفزيوني، أن «إيران مستعدة لاستعمال القوة العسكرية إذا شعرت أن الأميركيين وإسرائيل يريدون تنفيذ خططهم لتقسيم المنطقة، من خلال مشروع استفتاء كردستان العراق»، مضيفاً أنه «في حال قررت الحكومة المركزية ببغداد القيام بعملية عسكرية ضد أربيل فإن طهران ستدعمها».

وفي سورية، أعلن الرئيس المشترك لحزب «الاتحاد الديمقراطي» صالح مسلم أن أكراد سورية سيجرون انتخابات على ثلاث مراحل تبدأ باختيار لجان محلية اليوم، وتنتهي في يناير 2018 بانتخاب مجلس تشريعي لمنطقة «روج أفا»، أي غرب كردستان، معتبراً أنها «الخطوة الأولى لترسيخ النظام الفدرالي والديمقراطية الفدرالية».

وقال مسلم، رئيس أكبر الأحزاب الكردية في سورية وأكثرها نفوذاً، لوكالة «فرانس برس»، إن «هناك نظاماً جديداً يؤسس في روج أفا، نحن جزء من سورية، ومطلبنا الفدرالية».

وكان الأكراد أعلنوا في مارس 2016 النظام الفدرالي في مناطق سيطرتهم شمال سورية، التي قسموها إلى ثلاثة أقاليم هي: الجزيرة (محافظة الحسكة، شمال شرق) والفرات (شمال وسط، تضم أجزاء من محافظة حلب وأخرى من محافظة الرقة)، وعفرين (شمال غرب، وتقع في محافظة حلب).

جاء ذلك فيما هددت موسكو بضرب قوات قسد التي يقودها الأكراد في دير الزور، الأمر الذي يحد من توسعهم في تلك المنطقة.