بالعربي المشرمح: الليبرالية وتخلف المجتمع!
![محمد الرويحل](https://www.aljarida.com/uploads/authors/706_1689527706.jpg)
وبمعنى آخر فإن دعوة الليبرالية للحرية والمساواة والعدالة للجميع هي دعوة لا تقبلها الدكتاتوريات العربية، لذلك كفروها حتى لا يتبناها المجتمع فيطالب بحريته وكرامته وحقوقه المهدرة، والمسلم يعرف أن تلك المبادئ تبناها الإسلام في بداية ظهوره ودعا لها العلماء، لذلك انتشر الإسلام، وها نحن نرى الغرب عندما وظف تلك الأفكار لخدمته كيف تقدم وكيف أصبح الإنسان الغربي ذا قيمة وكرامة بعد سيطرة الكهنة والكنيسة عليهم قروناً؟ والغريب أن الفكرة الراسخة في ذهن الكثير منا أن الليبرالية كفر وإلحاد وتغريب وانحلال أخلاقي ودعوة للرذيلة والمجون دون أن نعطي أي مجال لفسحة من العقل والتفكير والتدبير لنعرف حقيقتها وفلسفتها وإمكانية تطبيقها في ظل واقع نعيشه يتمثل في انحراف كبير نحو الرجعية والتخلف وتشويه العقيدة والدين، متمثلاً في مجاميع نصّبت نفسها أولياء في الأرض، جعلوا من المستحيل تحقيق العدالة والمساواة والحريّة في ظل الإسلام السياسي الذي شوه كل جميل في عقيدتنا السمحاء، فألصق بها صفة الإرهاب والرعب والخوف، لا دين الرحمة للعالمين، كما نزل على نبينا محمد، صلى الله عليه وسلم.يعني بالعربي المشرمح:لست داعياً لليبرالية، وإنما أرى في ظل ما وصلت إليه مجتمعاتنا من رجعية وتشويه للعقيدة والدين أن ما تنادي به هذه الفلسفة من حرية وعدل ومساواة هو الأقرب في وقتنا الحالي إلى التطبيق، وحتى لا يستمر مسلسل تدمير الدين وتشويه الإسلام واستغلاله لأمور دنيوية علينا إبعاده عن السياسة وقذارتها حتى يستعيد عافيته ويُنقى من شوائب وتفسيرات بعض من لبس عباءته.