حددت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي اليوم خططها لفترة انتقالية من سنتين بعد خروج بلادها من الاتحاد الاوروبي تواصل خلالها لندن دفع مستحقاتها في موازنة الاتحاد الاوروبي.

Ad

وقالت ماي في خطاب القته في فلورنسا بايطاليا وكان موضع ترقب شديد انه خلال هذه الفترة ستكون هناك استمرارية لقوانين الاتحاد الاوروبي حول حرية التنقل رغم انه سيطلب من رعايا الاتحاد الاوروبي ان يسجلوا اسماءهم.

واوضحت ماي ان التحضيرات اللازمة لبريطانيا لكي تتكيف مع علاقة جديدة مع الاتحاد الاوروبي بعد بريكست "تشير الى فترة تطبيق تمتد على سنتين".

وقالت ان العلاقات بين بروكسل ولندن ستبقى على حالها خلال الفترة الانتقالية التي تقترحها، وذلك بغية تأمين خروج "سلس ومنظم" للمملكة المتحدة من الاتحاد الاوروبي.

واكدت ان بريطانيا ستحترم تعهداتها التي قطعتها خلال فترة عضويتها في الاتحاد الاوروبي بالنسبة للموازنة.

وكانت بريطانيا فاجأت العالم بتصويتها السنة الماضية في استفتاء لصالح الخروج من الاتحاد الاوروبي ومن المرتقب ان يتم ذلك في مارس 2019.

وتمتد موازنة الاتحاد الاوروبي الحالية حتى العام 2020 وتساهم بريطانيا بحوالى عشرة مليارات يورو كل سنة.

ويبدو ان ماي قدمت تنازلا ايضا بخصوص وضع رعايا الاتحاد الاوروبي المقيمين في بريطانيا بعد بريكست، والذي اعتبر قادة الاتحاد انه يجب ان يخضع لقوانين محكمة العدل الاوروبية.

وقالت رئيسة الوزراء انها تريد من المحاكم البريطانية "الاخذ في الاعتبار" قرارات محكمة العدل الاوروبية لدى اصدار احكامها بشان الرعايا الاوروبيين المقيمين في بريطانيا.

وكانت بروكسل تشدد على ضرورة تحقيق تقدم في هذا الملف الذي يطال مستقبل ثلاثة ملايين مواطن من الاتحاد الأوروبي يعيشون حاليا في بريطانيا بعدما وصل الطرفان إلى طريق مسدود بشأن دور محكمة العدل الأوروبية.

واعلنت رئيسة الوزراء البريطانية ان نجاح مفاوضات بريكست بين بلادها والاتحاد الاوروبي "يصب في مصلحتنا".

واضافت "المستفيد الوحيد من اخفاقنا او انقسامنا هو من يعارض مبادئنا".

وتنطلق جولة رابعة من المفاوضات مع المفوضية الأوروبية الأسبوع المقبل، حيث تبدو لندن متحمسة لإحراز تقدم بشأن شروط الخروج من التكتل لتنتقل المحادثات إلى مسألة التجارة.

وكان كبير مفاوضي الاتحاد الاوروبي في ملف بريكست ميشال بارنييه حذر الخميس من استمرار وجود "ضبابية كبيرة" في موقف بريطانيا حيال ثلاثة أولويات -- حقوق المواطنين، والمسألة المالية، والحدود مع ايرلندا.

وبعد 15 شهرا على الاستفتاء الذي أفضى إلى بريكست وستة أشهر على إطلاق ماي آلية الخروج من الاتحاد الأوروبي، لا يزال شكل الطلاق مع التكتل غير واضح.

وكانت التوترات داخل الحكومة البريطانية بشأن هذه المسألة خرجت إلى العلن الأسبوع الماضي عندما عرض وزير الخارجية بوريس جونسون -- وهو بين الأصوات الرائدة في تأييدها لبريكست -- رؤيته للوضع خارج الاتحاد الأوروبي.

ودعا إلى انشقاق كلي عن التكتل، في موقف لا يؤيده المعتدلون الذين يخشون من أن توجها من هذا النوع سيدمر علاقات بريطانيا بأكبر تكتل تجاري في العالم.

وستلتقي ماي بالعديد من القادة الاوروبيين في استونيا الاسبوع المقبل فيما ستجتمع برئيس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك في لندن الأربعاء.