مدينة بوغوتا، هي عاصمة جمهورية كولومبيا بأميركا الجنوبية، مدينة جميلة، وطقسها طوال العام شتوي، ويشتد البرد بها في أغسطس، إذ تبلغ درجة الحرارة ليلاً 6 درجات مئوية فقط. كولومبيا بلد كان يعاني في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي مشكلة عصابات زراعة وتجارة المخدرات والفساد، حتى تمكنت الدولة في بداية الألفية الحالية، ومن خلال دعم دولي وحكومات إصلاحية جادة، من محاربة الفساد في الأجهزة الأمنية ومؤسسات الدولة المختلفة، والتصدي لعصابات المخدرات، وحالياً تحقق كولومبيا نسباً تنموية عالية سنوياً، وتدفقاً استثمارياً ملحوظاً إليها.
بوغوتا مدينة كانت تعاني ازدحامات مرورية خانقة، وخاصة أن السنة الدراسية تمتد طوال العام، ولا تعرف كولومبيا، مثل عدة دول أخرى، شيئاً اسمه العطلة الصيفية لمدة ثلاثة أشهر، والعام الدراسي لديها ينتهي بعطلة عيد الميلاد (الكريسماس) لمدة ثلاثة أو أربعة أسابيع فقط! ثم يبدأ الموسم الدراسي التالي على مدى 12 شهراً.مشكلة المرور في بوغوتا لم تحلها الطرق السريعة والجسور والكباري الطويلة إلا بشكل جزئي، لكنهم تمكنوا من التصدي للمشكلة عبر نظام نقل جماعي بالحافلات (الباصات)، لعدم تمكن الدولة من توفير التمويل لمترو الأنفاق، بسبب المساحة الشاسعة لمدينة بوغوتا، وأمور فنية أخرى، لكنهم قرروا إعادة رسم مسارات محددة للحافلات في الطرق والشوارع، ولا تتداخل فيها مع المركبات الخاصة، وعملوا محطات مغطاة لتلك الحافلات أشبه بمحطات المترو، بشكل أنيق ومعزول عن الطقس البارد والممطر طوال العام.إعادة رسم مسارات المركبات في الطرق، وإجراءات أخرى بتلك المدينة في أميركا الجنوبية، فكَّت التشابكات والعُقد المرورية، وحلَّت المشكلة بنسب قدَّرتها الحكومة هناك بأكثر من 40 في المئة. لذا، نرى أن بعض حلول الدول النامية، المشابهة ظروفها وثقافة سكانها والوعي المروري لديها معنا، لمشاكل المرور والنقل أقرب لنا من الدول المتقدمة، وخاصة أن الدولة عجزت عن تنفيذ مشروع مترو الأنفاق في الكويت على مدى 30 عاماً، والطرق والجسور الجديدة لم تفعل شيئاً، وها نحن نشهد مع بداية كل موسم دراسي وعودة من إجازات الصيف مشاكل مرورية وازدحامات لا حصر ولا حلول مجدية لها.
أخر كلام
«المرور»... اذهبوا إلى بوغوتا!
24-09-2017