ميركل تفوز بولاية رابعة... واختراق تاريخي لـ «القوميين»
توجه ملايين الناخبين الألمان أمس الى صناديق الاقتراع وأدلوا بأصواتهم في انتخابات تشريعية.وأظهرت نتائج الاستطلاع الذي أجرته القناة الأولى بالتلفزيون الألماني (ايه آر دي) والقناة الثانية (زد دي إف) فوز ميركل بولاية رابعة، وأن الحزب الاشتراكي الديمقراطي حصل على أسوأ نتيجة له.كما أظهرت التوقعات حصول حزب "البديل من أجل ألمانيا" القومي المتطرف على 13 في المئة من الأصوات، ليصبح ثالث أقوى حزب في ألمانيا، كما أوضحت النتائج أن الحزب الديمقراطي الحر تمكن من العودة مرة أخرى إلى البرلمان.
وأدلت ميركل وزوجها يوأخيم زاور، بصوتيهما في جامعة هومبولت وسط برلين، وكانت ترتدي سترة برتقالية وعُقْداً فضيا. والتزمت ميركل الصمت ورفضت الإدلاء بتصريحات، لكنها تحدثت قليلا، بعد التصويت، مع المعاونين في اللجنة الانتخابية.وكان زاور يرتدي سترة سوداء بأزرار ذهبية مع رابطة عنق خضراء. ودعي حوالي 61.5 مليون ناخب مسجل لاختيار نوابهم وفق نظام يمزج بين الأغلبية والنسبية. وصوت زعيم الاشتراكيين الديمقراطيين الرئيس السابق للبرلمان الأوروبي مارتن شولتز في فيرسيلين لكن وما لم تحصل مفاجأة هائلة تكذب ما أجمعت عليه كل استطلاعات الرأي حتى الآن، من المتوقع أن يفوز المحافظون بزعامة ميركل بنسبة تتراوح بين 34 و36 في المئة، متقدمين على الاشتراكيين الديمقراطيين (21 إلى 22 في المئة).من جهته، دعا الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير أمس الناخبين الألمان إلى الإقبال على صناديق الاقتراع للمشاركة في الانتخابات، معتبرا الدورة الـ19 من الاستحقاق استفتاء على مستقبل الديمقراطية ليس في ألمانيا فقط، بل في أوروبا بأسرها. وقال شتاينماير، الذي ينتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي، في تصريح صحافي: "من لا ينتخب اليوم يترك للآخرين مهمة تحديد مستقبل ألمانيا" في إشارة منه إلى الحزب اليميني المتطرف (البديل) الذي يسعى لأول مرة في تاريخ ألمانيا الحديث إلى دخول البرلمان (بوندستاغ).ويتوقع أن يمنى الاشتراكيون الديمقراطيون بهزيمة رابعة على التوالي بعد فشل الحزب في طرح نفسه ممثلا للتغيير في وقت يشارك حزبه في حكومة ميركل منذ 2013. كما أن دعوته إلى المزيد من العدالة الاجتماعية لم تلق استجابة من الناخبين في بلد يشهد نموا قويا وبطالة في أدنى مستوياتها.من جهتها، ركزت المستشارة حملتها الانتخابية على موضوع الاستمرارية لبلد مزدهر، في رسالة تهدف إلى الطمأنة في وجه الأزمات التي تهز العالم، ولاسيما مع وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.أما الراديكاليون من الطرفين، فقد يفوزون في نهاية المطاف بربع الناخبين بين دي لينكي اليساري والبديل لألمانيا اليميني.ويستعد قوميو "البديل من أجل ألمانيا" بصورة خاصة لـ"معجزة زرقاء" بلون الحزب، مترقبين دخولهم بقوة إلى مجلس النواب مع تحقيق نتيجة غير مسبوقة لمثل هذا التشكيل اليميني المتطرف منذ نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945.واستمر "البديل لألمانيا" المعادي للإسلام والنخب والهجرة وأوروبا طوال الحملة الانتخابية في تشديد خطابه، معلنا على سبيل المثال أن "ألمانيا تحولت إلى ملاذ للمجرمين والإرهابيين من العالم بأسره" أو مدافعا عن الحق في الاعتزاز بالجنود الألمان في الحربين العالميتين.ويتهم القوميون ميركل بالخيانة لفتحها أبواب البلاد عام 2015 أمام مئات الآلاف من طالبي اللجوء وأغلبيتهم من المسلمين، وتواجه المستشارة البالغة من العمر 62 عاما بانتظام بلبلة من هؤلاء خلال تجمعاتها الانتخابية.وهذا الاختراق المتوقع لليمين المتطرف، الذي يحظى بشعبية كبيرة خصوصا في ألمانيا الشرقية سابقا، سيكون له وقع زلزال في بلد تقوم هويته ما بعد الحرب العالمية الثانية إلى حد بعيد على التوبة عن النازية ونبذ التطرف.