«مهرجان بيروت الدولي للسينما» في دورته السابعة عشرة...
عروض عالمية وحضور لافت للسينما الخليجية
جملة من القضايا السياسية والاجتماعية تفرض نفسها في الدورة السابعة عشرة لـ «مهرجان بيروت الدولي للسينما» (4 اكتوبر- 17 منه)، من بينها الإرهاب والتطرف الديني واللاجئون وحقوق الفئات المهمشة... سواء في مسابقتيها للأفلام الوثائقية والقصيرة، أو في فئاتها الأخرى، وذلك بمشاركة وجوه سينمائية بارزة، من مخرجين عالميين ومنتجين ومديري مهرجانات.
يحتفل «مهرجان بيروت الدولي للسينما» هذا العام بمرور 20 سنة على انطلاقه، ويتميز بمشاركة أفلام فازت بجوائز دولية أو عُرضت في مسابقات عالمية، فضلا عن أفلام من الشرق الأوسط، تتناول قضايا سياسية واجتماعية في المنطقة.من خارج المسابقات والفئات، يسلط المهرجان الضوء، كما في الدورة السابقة، على ستة أفلام قصيرة قدمتها وزارة السياحة، تتناول الحياة في لبنان ما قبل اندلاع الحرب في العام 1975، وستعرض قبل عروض الأفلام الروائية..يفتتح المهرجان في سينما «متروبوليس أمبير صوفيل» في الأشرفيّة، بعرض فيلم La Cordillera للأرجنتيني سانتياغو ميتري، بحضور المخرج وزوجته الممثلة في الفيلم دولوريس فونزي، ويتمحور حول تداخل الشؤون الشخصية للرئيس الأرجنتيني هرنان بلانكو (ريكاردو دارين) مع قراراته السياسية.
أما اختتام المهرجان في 12 أكتوبر فسيكون مع الفيلم التحريكي Loving Vincent للبريطاني هيو ويلتشمان والبولونيّة دوروتا كوبييلا، ويتمحور حول الأيام الأخيرة من حياة الرسّام فينسنت فان غوغ قبل انتحاره، وقد استغرق العمل عليه سبعة أعوام ويشارك فيه 125 رساماً من أنحاء العالم. تتوزع الأفلام المشاركة في المهرجان على الفئات التالية:
مسابقة الأفلام الوثائقية
تضم مسابقة الأفلام الوثائقية خمسة أفلام، بينها اثنان لمخرجين لبنانيين، أحدهما «فن مش فن» للبناني بيتر موسى، وهو وثائقي قصير عن الفنّ المعاصر صُوّر في معارض فنية في الإمارات العربية المتحدة، والثاني Water on Sand للبنانية الكنديّة نتالي عطالله، عن اللبنانيين في بلاد المهجر. وفي المسابقة أيضاً: «لا مكان للدموع» للتركي ريان توفي عن الحرب في كوباني ورغبة سكانها في العودة إليها، «بس صوتي» للفرنسيّة ميريام راي عن أربع نساء مهاجرات يروين قصصهنّ من دون الكشف عن هوياتهنّ، ويتحدّثن عن اقتلاعهنّ من أوطانهنّ، ويكتشفن نقاطاً مشتركة في تجاربهنّ. «في ظلال البلّوط» للإيراني مهدي نورمحمدي، يعرّف بالسنجاب الإيراني ومدى تعلقه بشجرة البلوط والمخاطر التي تهدده.مسابقة الأفلام القصيرة
يشارك في مسابقة الأفلام القصيرة 18 فيلماً من بينها خمسة لمخرجين لبنانيين: Andrea للبناني إدوين حرب قادري، يتمحور حول رجل يفقد زوجته في حادث سير أثناء تحدثه بالهاتف معها، وهو مستوحى من خسارة المخرج صديقته في حادث سير في بيروت عام ٢٠٠٨.«ونمضي» للبنانيّة غنى ضو، يتمحور حول شاب يخطط وحبيبته للزواج، لكن الفتاة غير متأكدة من أنها تريد الاستثمار في هذه الحياة في لبنان. «شحن» للبناني كريم رحباني يتمحور حول معاناة شاب ينزح مع جدّه من سورية إلى لبنان هرباً من الحرب السورية. Appel en Absence للبنانيّة كريستي وهيبة يتناول قصة تغيّر حياة ارملة عجوز، بفضل هاتف خليوي تلقته من ابنتها. «لأيمتى؟» للبناني مجد فيّاض، يتناول إشكالية النظام التعليمي اللبناني، المكثّف بمواد غير مفيدة.وتتميز المسابقة بحضور لافت للأفلام الخليجية، من بينها: «فضيلة أن تكون لا أحد» للمخرج السعودي بدر الحمود الذي فاز بجائزة أفضل فيلم خليجي قصير في مهرجان دبي الدولي للسينما 2016، وبجوائز عدة أخرى، يتمحور حول لقاء غير متوقع يجمع شاباً فقد عائلته مع رجل عجوز وأعور. ومن قطر، «كشته» للمخرجة الجوهرة آل ثاني، «غرفة الانتظار» للمخرجة هند فخرو. ومن البحرين، يشارك الفيلم القصير «متخَزبُق» للمخرج جعفر المدهون، «الاختيار» لإيمان السيّد من الإمارات العربية المتحدة. ومن الأفلام التي تتنافس في المسابقة «وميض» للسوري عبد الرحمن دقماق، «5 أولاد وعجلة» للفلسطيني سعيد زاغة، الذي نال جائزة السعفة الفضيّة في مهرجان مكسيكو الدولي للسينما عام 2017.جبهة الرفض
وتضم فئة «جبهة الرفض» أفلام «الساحة العامة» وعددها 10، إضافة إلى فيلمين، أحدهما عن البيئة، والثاني عن الغذاء. والأفلام المدرجة في هذه الفئة هي خارج المسابقة لكنها تعبّر عن قضايا اجتماعية مهمّة، من بينها: «آلان» للعراقي محمد صالح جوري، يتمحور العائلات الكردية التي نزحت من سوريا الى كردستان العراق. والمفارقة أن برنامج العروض يتضمن فيلما آخر بالعنوان نفسه «آلان»، وهو ناطق بالكردية للمخرج الإيراني مصطفى كندمكار، نال جائزة أفضل فيلم كردي من مهرجان «دهوك» الدولي للأفلام. ويروي «آلان» يوماً من حياة زوجين وطفلهما آلان قبل معاناة النزوح.The Cedar and the Steel للفرنسية فاليري فنسان هو بمثابة رحلة في بلاد الأرز وقيمها المهددة بالانحطاط، ويستضيف المهرجان مخرجة الفيلم، Food evolution للأميركي سكوت هاميلتون كينيدي. Before the Flood للأميركي فيشر ستيفنز، الذي يواكب جولة للممثل الناشط بيئياً ليوناردو دي كابريو، يثير فيها مسألة التغير المناخي، وما يمكن أن يفعله الناس والمجتمع لتفاديه. وسيكون ستيفنز، الفائز بجائزة عن فيلمه The Cove، حاضراً خلال المهرجان.«البانوراما الدولية»
تضم فئة «البانوراما الدولية» 14 فيلماً، من بينها: A Prayer Before Dawn للفرنسي جان ستيفان سوفير الذي سيكون مع منتجة الفيلم ريتا داغر بين ضيوف المهرجان. ويروي الفيلم القصة الحقيقية للملاكم البريطاني بيلي مور وتجربته في أحد سجون تايلاند. كذلك تضم هذه الفئة: Becoming Cary Grant للبريطاني مارك كايدل حول سيرة النجم الهوليوودي كاري غرانت، وسيحضر المخرج كايدل إلى بيروت لمواكبة عرض فيلمه، Redoutable للفرنسي ميشال هازانافيسيوس، وهو عن التحوّل في النظرة إلى المخرج الكبير جان لوك غودار بعد فيلمه «الصينية» وبعد أحداث أيار 1968 في فرنسا. ومن المتوقع أن يكون المخرج ميشال هازانافيكوس، الفائز بالسعفة الذهبية في مهرجان كان وبجائزة أوسكار عن فيلمه The Artist، بين ضيوف المهرجان مع زوجته الممثلة بيرينيس بيجو، «يوم للستات» للمصريّة كاملة أبو ذكري يروي قصة عن النساء في المجتمع المصري، «سينما حائرة: تاريخ السينما اللبنانية» للإعلامية اللبنانيّة ديانا مقلّد، وهو عبارة عن رحلة بصرية عابرة للزمن ما بين السينما اللبنانية في بداياتها والسينما اليوم، من خلال شهادات مخرجين وفنّانين معاصرين للحقبات التي مرت بها السينما اللبنانية. ومن المحطات البارزة في البرنامح الفيلم الوثاقي الطويل «تحقيق في الجنة» للمخرج الجزائري مرزاق علواش، يتمحور حول تحقيق يجريه صحافيّون في مدن وولايات جزائريّة لمعرفة أسباب التطرف وما يدفع الشباب للالتحاق بالمجموعات الإرهابية وتنفيذ عمليّات انتحارية آملين في دخول الجنة.
لجنة التحكيم وتكريم كياروستامي
يتشارك المخرج الأميركي جوناثان نوسيتر والمخرج والسيناريست الأرجنتيني سانتياغو أميغورينا رئاسة لجنة التحكيم التي تضم أيضاً المخرج اللبناني زياد دويري والممثلة الفرنسية فاهينا جيوكانتي. يخصص المهرجان تحية للسينمائي الإيراني عباس كياروستامي لتخليد ذكراه وتكريمه كصديق ومخرج ماهر، من خلال عروض استعادية لستة من أهم أفلامه ووثائقي عنه، ويستضيف الممثل الإيراني هومايون إرشادي، الذي كان من أعز أصدقاء كياروستامي ومثّل في فيلمه «طعم الكرز»، إضافة إلى نجله و أصدقائه وأعضاء مجموعة كياروستامي. كذلك سيعرض الفيلم الوثائقي «76 دقيقة و15 ثانية مع عباس كياروستامي» للمخرج الإيراني سيف الله صمديان عن سيرة المخرج الكبير، علماً أن عنوان الفيلم يشير الى عمر كياروستامي لدى رحيله وهو 76 سنة و15 يوماً.
المعهد يركّز على التفاعلات في المجالين اللغوي والثقافي