سقطت عدة صواريخ من نوع "غراد" أمس على معقل الرئيس السوري بشار الأسد في مدينة القرداحة بمحافظة اللاذقية، في وقت نشرت وزارة الدفاع الروسية صوراً اعتبرتها أدلة على تواطؤ القوات الأميركية مع "داعش" في دير الزور.

ووفق مصادر إعلامية، فإن القصف مصدره ريف اللاذقية الشمالي، حيث تتمركز فصائل المعارضة، مشيرة إلى أن أسفر سقوط جريحين وأدى إلى أضرار مادية بالممتلكات أيضاً، موضحة أن الهجوم طال أيضاً محيط منطقة جبلة الواقعة على بعد 18 كم من القرداحة.

Ad

وفي إدلب، تسبب القصف الروسي المستمر منذ يومين في خروج مراكز الدفاع المدني ومحطة تحويل الكهرباء بأضرار مادية كبيرة وخروج هذه المرافق عن الخدمة كاملة، وتدمير عدد كبير من الآليات وسيارات الإسعاف على وجه الخصوص.

وتعرض مركز الدفاع المدني في مدينة خان شيخون إلى القصف بـ 5 غارات جوية روسية شملت صواريخ موجهة شديدة الانفجار من أجل اختراق البناء المحصن الذي يتمركز فيه عناصر الدفاع.

وأظهرت لقطات نشرتها جماعة "الخوذ البيضاء" للدفاع المدني رجال إنقاذ ينتشلون مصابين من تحت أنقاض مبان جرى تدميرها، إضافة إلى إصابة أحد أعضائها بسبب ضربة جوية تالية. كما أظهرت تصاعد سحب الدخان فوق مبان في الريف الجنوبي لإدلب وحطام مبان أخرى في كفر سجنة في إدلب.

في ريف دمشق، أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان أمس، بوصول قافلة تضم 42 شاحنة تحمل مساعدات إنسانية وغذائية وأدوية ومواد لوجستية من الأمم المتحدة إلى بلدتي مسرابا ومدينة حرستا في الغوطة الشرقية.

غرفة دير الزور

وفي دير الزور، أعلنت فصائل الجيش الحر في المنطقة الشرقية اندماجها في كيان واحد يقود تحركاتها في دير الزور، موضحة أنه يضم

هيئة سياسية برئاسة طلاس السلامة ومنير السيال نائباً وغرفة عمليات عسكرية بقيادة العميد الركن أحمد جديع.

وأصدرت فصائل "جيش مغاوير الثورة، وجيش أسود الشرقية، وتجمع أحرار الشرقية، وجيش الشرقية ولواء تحرير دير الزور" بياناً مشتركاً قالت فيه إن اللجنة المؤقتة الممثلة لأهم فصائل المنطقة الشرقية اجتمعت يوم الجمعة لمواجهة التطورات و"إزالة معاناة أهلنا في محافظة دير الزور الذي يرزح عشرات الآلاف منهم تحت رحمة داعش وإجرامها وتحت وطأة القصف العشوائي الذي يطال الأبرياء".

في السياق، كشفت مصادر محلية في مدينة دير الزور أن "داعش" عين القيادي السابق في الجيش الحر أحمد الدحام "أميراً لمدينة الخير"، ضمن حملة تغييرات يجريها في قيادته المحلية، موضحة أنه كان يقود كتيبة "صقور علي" قبل منتصف 2014، حين سيطر التنظيم على جميع مناطق المعارضة في دير الزور واعتقله حينها ثم أفرج عنه لاحقاً.

«قسد» و«داعش»

في خطوة اعتبرتها دليلاً على التواطؤ، نشرت وزارة الدفاع الروسية ،أمس، صوراً تظهر تواجد آليات "همر" تابعة للقوات الأميركية الخاصة عند نقاط محصنة في المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم "داعش" في ريف دير الزور الشمالي، مشيرة إلى أن واشنطن تضمن لحلفائها في قوات سورية الديمقراطية (قسد) المرور دون أي عوائق عبر مواقع المتطرفين على طول الضفة اليسرى لنهر الفرات.

وأشارت الوزارة على حسابها الرسمي في "فيسبوك"، أن الصور التقطت من الجو في خلال فترة ما بين 8 و12 سبتمبر الجاري، مؤكدة غياب أي آثار لاقتحام القوات الأميركية هذه المواقع أو قصفها، وحتى اتخاذ عناصر الجيش الأميركي أي إجراءات وقائية لحماية مواقعهم، مضيفة أنه "لا يمكن لذلك أن يدل إلا على أن العسكريين الأميركيين يشعرون بالأمان في المناطق الخاضعة للإرهابيين"، حسب البيان.

ترسيم حمص

وفي حمص، أعلنت الهيئة العامة للتفاوض في الريف الشمالي أن لجنتها العسكرية عقدت اجتماعاً مع الجانب الروسي على معبر الدار الكبيرة لمناقشة اتفاق خفض التصعيد، ووقف إطلاق النار وآلية العمل بهما وترسيم الحدود مع قوات الرئيس بشار الأسد.

وفي الرقة، أفاد المرصد السوري عن "سيطرة ​النظام على قرية معدان وعدة قُرى أُخرى في ريف ​الرقة​ الشرقي"، مشيراً إلى أنه "أنهى وجود داعش في المنطقة".

إلى ذلك، كشفت الشبكة السورية لحقوق الإنسان عن أرقام جديدة للخسائر البشرية في الذكرى السنوية الثالثة لتدخل قوات التحالف الدولي، مستعرضة 38 حادثة استهدف فيها سلاح الجو مناطق مدنية ومراكز حيوية مدنية، تسبب 21 منها في سقوط مدنيين خلال العام الأخير فقط.

مجلس مدني

وفي الرقة، شكلت "قسد" مجلس محافظة دير الزور المدني لإدارة شؤون المناطق، التي سيطرت عليها شرق نهر الفرات في ريف دير الزور، في اجتماع ببلدة أبوخشب حضره وجهاء وشيوخ عشائر وفعاليات اجتماعية وسياسية وثقافية.

وفور إعلانه، قال المجلس، في بيان، إن "النظام الاستبدادي لا مستقبل له في سورية، وبالمثل التشكيلات التي أوغلت في دماء السوريين ستذهب إلى زوال، فالدكتاتورية والإرهاب وجهان لعملة واحدة".

وأضاف المجلس أن "بناء نظام ديمقراطي تعددي سياسي لا مركزي، والمعتمد على الفرد الواعي المنتج الذي يمتلك إرادته الحرة، والمشبع بالحرية، هو الضمانة الأساسية للوصول إلى المجتمع الأخلاقي السياسي، والذي يتخذ من مبدأ التوازن بين حرية الفرد وحرية المجتمع منطلقا له".