بعد تواصل التهديدات بين واشنطن وبيونغ يانغ، التي تخللتها وصلة من الشتائم والإهانات المتبادلة، قال وزير الخارجية الروسي إن واشنطن لن تنفذ أبداً ضربات ضد كوريا الشمالية لأنها متيقنة من أن بيونغ يانغ لديها قنابل نووية.

جاء ذلك، في وقت صعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب هجومه على كوريا الشمالية مرة أخرى في مطلع الأسبوع وحذر وزير خارجيتها وزعيمها كيم جونغ أون من أنهما لن يبقيا طويلا، بينما نظمت بيونغ يانغ مسيرة ضخمة مناهضة للولايات المتحدة.

Ad

وقال وزير الخارجية الكوري الشمالي ري يونغ هو، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس الأول، إن استهداف بلاده للبر الأميركي الرئيسي بالصواريخ أمر حتمي بعد أن وصف «السيد الرئيس الشرير» ترامب الزعيم كيم جونغ أون بأنه رجل صواريخ في مهمة انتحارية.

وقال الوزير إن ترامب «شخص مختل عقليا مصاب بجنون العظمة، وملك الكذب»، مضيفا أنه «رجل عصابات أطلق جملة كلمات عنيفة ومتهورة» ضد كوريا الشمالية.

ورد ترامب على «تويتر» في وقت متأخر أمس الأول: «سمعت للتو وزير خارجية كوريا الشمالية يتحدث في الأمم المتحدة... إذا كان يردد أفكار رجل الصواريخ الصغير فإنهما لن يبقيا طويلا!»، في تهديد بقتلهما.

وبث تلفزيون كوريا الشمالية تسجيلا مصورا أمس يظهر عشرات الألوف يشاركون في مسيرة مناهضة للولايات المتحدة في ميدان كيم إيل سونغ في بيونغ يانغ.

ونقلت الوكالة عن ري إيل-باي القائد بالحرس الأحمر قوله: «نحن ننتظر الوقت المناسب لخوض المعركة النهائية مع الولايات المتحدة، إمبراطورية الشر، ومحوها من العالم».

وقال كيم إن كوريا الشمالية تدرس «أعلى مستوى من الإجراءات المضادة الصارمة في التاريخ» ضد الولايات المتحدة، مبينا أن تصريحات ترامب أكدت أن برنامجه النووي على «المسار الصحيح».

وجاءت تصريحات كيم بعد أن هدد ترامب في كلمته أمام الأمم المتحدة بأن «يدمر تماما» الدولة التي يقطنها 26 مليون نسمة.

وأجرت كوريا الشمالية سادس وأقوى تجاربها النووية في الثالث من سبتمبر الجاري، مما دفع الأمم المتحدة لفرض مجموعة جديدة من العقوبات. وقالت بيونغ يانغ الجمعة إنها قد تختبر قنبلة هيدروجينية فوق المحيط الهادي.

وذكر ري أمام الجمعية العامة أمس الاول أن «انتظار أن تتزحزح جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية قيد أنملة أو تغير موقفها بسبب فرض القوى المعادية عقوبات أشد ليس سوى أمل بائس».

وقال وزير الخارجية الروسي إنه يمكن حل الازمة الحالية بمقاربة أكثر مرونة. ولدى سؤاله عن وسائل انهاء تهديدات كوريا الشمالية أجاب: «هي فقط التعاطف والاقتراح والاقناع. وإذا لم تعتمد واشنطن هذه المقاربة يمكن ان نكون ازاء كارثة لا تعرف نتائجها ومعاناة عشرات اذا لم يكن مئات آلاف الابرياء في كوريا الجنوبية والشمالية طبعا واليابان. وروسيا كما الصين قريبتان من الساحة».

ميدانيا، دخلت طائرات قاذفة تابعة لسلاح الجو الأميركي من طراز بي-1بي لانسر ترافقها طائرات مقاتلة المجال الجوي الدولي فوق المياه الواقعة شرقي كوريا الشمالية أمس الأول في عملية استعراض للقوة قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إنها أظهرت مدى الخيارات العسكرية المتاحة لترامب.

وقال البنتاغون إن مهمة الطيران التي جرى الكشف عنها قبل وقت قصير من بدء كلمة لوزير خارجية كوريا الشمالية أمام الأمم المتحدة هي أبعد مدى وصلت إليه طائرة مقاتلة أو قاذفة أميركية في القرن الحادي والعشرين شمالي المنطقة المنزوعة السلاح الفاصلة بين الكوريتين.