في خطوة تاريخية قد تؤدي إلى أزمة إقليمية تشمل 4 دول، وتضاف إلى لائحة طويلة من الأزمات التي تعيشها منطقة الشرق الأوسط، يتوجه الآلاف من أكراد العراق اليوم، بالإضافة إلى أقليات قومية وإثنية ودينية مذهبية، في إقليم كردستان العراق ومناطق متنازع عليها تسيطر عليها قوات البيشمركة الكردية، إلى صناديق الاقتراع، للإدلاء بأصواتهم في الاستفتاء بشأن انفصال هذه المناطق عن العراق. وعشية الاستفتاء المحسومة نتيجته لمصلحة الانفصال، خرج رئيس إقليم كردستان العراق، زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود البارزاني، الذي يعد «مهندس» هذه الخطوة الجدلية، بمؤتمر صحافي متلفز، برر خلاله هذا الإجراء، مكرراً وصف النظام العراقي الحالي بأنه طائفي، وأن الشراكة بين بغداد وأربيل قد فشلت إلى الأبد.
وشدد البارزاني على أن «الاستفتاء هو الخطوة الأولى ليعبر كردستان عن رأيه، ثم تبدأ عملية طويلة، ونتحاور مع بغداد لنكون جارين متفاهمين معاً»، موضحاً أن «الاستفتاء ليس لترسيم الحدود أو فرض الأمر الواقع. نريد التحاور مع بغداد لحل المشاكل، والحوار قد يستمر عاماً أو عامين».في المقابل، أطل رئيس الحكومة العراقية، في كلمة متلفزة وجهها إلى الشعب العراقي، ظهر فيها على غير عادته منفعلاً ومهدداً، واعتبر أن «خريطة العراق تتعرض لمحاولة تقسيم على أساس قومي وعرقي»، مهدداً باتخاذ «خطوات لاحقة لحفظ وحدة البلاد». وفي لهجة غير مسبوقة، اعتبر العبادي أن كل مشاكل إقليم كردستان داخلية، متهماً القيادات الكردية بالفساد.وفي وقت كررت تركيا رفضها للاستفتاء مهددة ومتوعدة، أعلنت إيران أنها أوقفت الرحلات الجوية إلى مطارات إقليم كردستان العراق تلبية لطلب من بغداد، وأنها ستغلق مجالها الجوي أمام رحلات الطيران المنطلقة من الإقليم.
جاء ذلك، بينما قصفت المدفعية الإيرانية بكثافة مناطق حدودية تابعة لإقليم كردستان ومتاخمة للحدود الإيرانية، كما أطلق الحرس الثوري الإيراني مناورات برية قرب الحدود مع الإقليم.