جاءت نسبة المشاركة في انتخابات الهيئة الإدارية لاتحاد طلبة الجامعة هذا العام منخفضة عن العام الماضي، إذ بلغ عدد المقترعين هذا العام 14063 مقترعاً من أصل 35 ألف مقيد في الجامعة، في حين كان عددهم العام الماضي 14710 مصوتين، وفي عام 2015 وصل إلى 15846، ونتيجة لذلك انخفضت أعداد أصوات جميع القوائم الطلابية.

وأفصحت نتائج الانتخابات عن تقليص القائمة المستقلة الفارق بينها وبين "الائتلافية" الى 3039 صوتا، حيث حصلت الأخيرة على 8241 صوتا مقابل 5202 صوت للأولى، في حين حصلت القائمة الاسلامية، التي حلت ثالثة، على 395 صوتاً، وأخيرا جاءت قائمة الوسط الديمقراطي بـ225 صوتاً.

Ad

وبمراجعة نتائج الانتخابات في الأعوام السابقة، يلاحظ أن انخفاض أصوات القوائم الطلابية نتيجة عزوف الكثير من الطلبة عن التصويت في انتخابات الاتحاد وتفضيلهم المشاركة في انتخابات الجمعيات، ففي آخر ثلاثة أعوام حصل تحالف القائمة الائتلافية والاتحاد الاسلامي في عام 2015 على 8359 صوتا، وارتفع عدد الأصوات في عام 2016 الى 8628 صوتا وانخفض هذا العام 387 صوتاً، في حين يلاحظ انخفاض ملحوظ للقائمة المستقلة خلال الأعوام الثلاثة الاخيرة، ففي عام 2015 حصلت على 5961 صوتا، وفي عام 2016 حازت 5360 صوتا، لكن أصواتها انخفضت في الانتخابات الاخيرة 158 صوتا.

ولم تكن الحال مثالية للقائمة الاسلامية، إذ حصلت في عام 2015 على 534 صوتا، وفي عام 2016 حصلت على 480، وانخفضت أصواتها هذا العام إلى 395 صوتا، وأخيرا حلت قائمة الوسط الديمقراطي، التي تعد اكثر القوائم انهيارا خلال الاعوام السابقة، حيث حصلت في عام 2015 على 215 صوتا، وفي عام 2016 ارتفعت أصواتها إلى 242 وانخفضت هذا العام إلى 225 صوتا.

تكتيك انتخابي

وأكد مراقبو الانتخابات أن انخفاض أرقام القوائم الطلابية وخاصة المستقلة والائتلافية في انتخابات الاتحاد تكتيك انتخابي لعدم كشف اوراقها في انتخابات الجمعيات الطلابية، فالكثير من القوائم ومنها المستقلة تسعى إلى السيطرة على أكبر عدد من الجمعيات الطلابية، فبعد فوزها العام الماضي في أربع كليات، هي العلوم والإدارية والهندسة والبترول والتربية والحقوق، لوحظ أن أرقام هذه الكليات في انتخابات الاتحاد تشكل فارقاً كبيراً عما هو على أرض الواقع في انتخابات جمعيات تلك الكليات، وقد تكون هناك مفاجآت كبيرة في الانتخابات التي ستبدأ الخميس المقبل.

عزوف قوائم

كما لوحظ اختفاء بعض القوائم الطلابية عن المشهد الانتخابي خلال العامين الماضيين، بعد أن حققت مكاسب وأرقاما في أول ظهور لها، ولعل من أهم تلك القوائم القائمة المدنية، التي أحدثت تغييرا في العملية الانتخابية في اول ظهورها عام 2013، واقتصرت مشاركتها على ثلاث سنوات فقط، إذ بررت ابتعادها عن المشهد بتقييم تجربتها الانتخابية وترتيب صفوفها.

ولم يكن ابتعاد القائمة الحرة عن المشاركة الانتخابية منذ 5 سنوات تقريبا مستغربا، فهي الوجه الآخر للقائمة الاسلامية، بنفس الافكار والتوجه، إذ فضلت الاندماج على حساب مصلحة الطلبة على حد تعبيرهم.

أكد المتحدث الرسمي باسم الجامعة الأمين العام بالإنابة د. آدم الملا ان جامعة الكويت حريصة على تقديم كل التسهيلات، من خلال الاشراف على العملية التنظيمية والتنسيقية للاحتفال بهذا العرس للطلبة، مشيرا الى أنها نسقت مع الهيئة التنفيذية المشرفة على عملية الانتخابات من خلال تحديد أماكن الاقتراع والفرز.

وأشار الملا، في تصريح صحافي امس الاول، الى اغلاق جميع بوابات موقع جامعة الكويت في كيفان خلال عملية الفرز، تفاديا لأي مشاجرات أو مشادات كلامية، والسماح فقط للطلبة بالدخول بعد إبراز البطاقة الجامعية.

ووجه نصيحة للطلبة بوضع هذه الانتخابات خلف ظهورهم، وتكاتفهم لخدمة الجموع الطلابية، وتوجه بالشكر إلى الطلبة وعمادة الشؤون وإدارة الأمن والسلامة، وكل الإدارات المعنية، على تعاونهم، وكذلك الجهات الخارجية التي ساهمت بشكل او بآخر في تخفيف الازدحام المروري خلال دخول وخروج الطلبة.

واكد ان الأسبوع القادم أسبوع الكليات، وجار التنسيق مع عمادة شؤون الطلبة لتجهيز الموقع والفريق الخاص بها للانتخابات الطلابية التي تجرى في الكليات للجمعيات العلمية والأدبية.

من جانبه، قال رئيس جمعية الشفافية الكويتية صلاح الغزالي «إننا نعد سنويا فرز انتخابات جامعة الكويت، ونحن مجرد مراقبين على الوضع العام، ونستمع لانطباع القوائم الطلابية خلال الانتخابات».

بدوره، ذكر رئيس الاتحاد الوطني لطلبة الكويت فرع الجامعة راشد الابراهيم أن «ثقة الجموع الطلابية غالية علينا»، مؤكدا استمرار الاتحاد في مسيرة الانجازات، فهو يمثل جميع الطلبة، مبينا انه سيسعى الى تطبيق الرؤى والبرنامج الانتخابي الذي يرتكز على تقليل معاناة الطلبة عبر إيجاد حلول فعالة للكثير من المشاكل التي يعانيها الطالب الجامعي، ما يؤدي إلى الارتقاء بهذا الصرح الأكاديمي.

واشار الإبراهيم الى ان ثقة 8241 طالبا وطالبة في جامعة الكويت تحملهم المسؤولية الكاملة، وتضع على عاتقهم حملا كبيرا، وهو إيصال رسالتهم وصوتهم للمسؤولين بكل امانة، متمنيا «تعاون الادارة الجامعية معهم خلال العام الجامعي الحالي لخدمة اخواننا الطلبة».

من جانبه، قال رئيس القائمة المستقلة عايش الميموني إنه يثمن تصويت 5202 طالب، الذين منحوهم الثقة، «والشكر موصول ايضا لكل من اشفق علينا من حمل المسؤولية»، متمنيا التوفيق للفائرين في ادارة الاتحاد.

واكد الميموني أنه على الرغم من انخفاض رقم القائمة المستقلة فإنها استطاعت ان تقلل الفارق بينها وبين القائمة الائتلافية الى 3039 صوتا، مؤكدا استمرار «المستقلة» في خدمة الجموع الطلابية.

هل تحالف قائمتي «المستقلة» و«الوسط» يغير النتائج؟!

رغم تغيير المؤشرات الرقمية في انتخابات الاتحاد الوطني لطلبة جامعة الكويت فإن هناك الكثير من الأعوام السابقة تلوح في التحالف بين قائمتي "المستقلة" و"الوسط الديمقراطي" للمشاركة في العرس الطلابي، لكن دون جدوى! فالكثير يتساءل هل تتغير النتائج في حال تحالفت القائمتان؟

واشار المراقبون للعملية الانتخابية الى ان عزوف الكثير من الطلبة المؤيدين لتلك القائمتين نتيجة حسم النتائج العامة، وفي المقابل تجد هناك نسبة عالية بالتصويت والتزاما في انتخابات الجمعيات العلمية.

وذكر المراقبون انه في حال تحالف القائمتين فإن الكثير من الذين عزفوا عن التصويت في انتخابات اتحاد الطلبة سيشاركون في عملية التصويت، ما يرفع نسبة المشاركة، وبالتالي يقلص الفارق عن القائمة الائتلافية، ليتشجع الطلبة في العام الذي يليه على تحقيق نتائج ايجابية.

وبينوا انه "عندما يطرح موضوع التحالف بين القائمتين تجد أصواتا تحارب هذا التوجه بحجة المبادئ والاهداف التي تختلف فيما بينهما، أو توزيع المناصب الادارية في الانتخابات، متناسين مصلحة الطلبة المشتركة، علما انه في حال تطبيقه فإن هناك نتائج ايجابية مغايرة"، علما ان "الائتلافية" متحالفة مع قائمة الاتحاد الاسلامي.