فتنة جديدة بلباس قديم!
الحكومة الموقرة دائماً مطيعة ومنفذة للأجندات الطائفية فقط، فتستجيب للمطبلين لها بسرعة البرق، تماماً كما كانت الحال إبان إشغال الكويتيين بفتنة الحضر والبدو قبل فترة، ويتضح من خلالها الحرص على استمرار ظهور فتن جديدة بلباس قديم.
![د. حسن عبدالله جوهر](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1499151557547559900/1499151557000/1280x960.jpg)
نعلم وبشكل لا يحمل أي لبس قدسية الصحابة الأجلاء عند عموم المسلمين رغم خصوصية ومكانة بعض الصحابة عند كل مذهب، وهذه مسألة معقدة وخلافية في حدود السب والقذف أو النقد والتقييم عند الجميع دون استثناء، ورغم ذلك تقتضي المداراة والاحترام المتبادل ورعاية مشاعر الجميع ومقدساتهم النأي بأنفسنا عن الخوض في هذه المسألة الحساسة من باب المحافظة على أواصر التآخي والمصلحة العليا، لكن الانتقائية والاجتزاء من أجل التصيّد لا يقل خطورة في تبعاته، وهذا ما حصل مع خيرة المشايخ المستهدفين، فهم كانوا طوال مسيرتهم العلمية رأس حربة في المحافظة على الوحدة الإسلامية وإظهار المحبة الكبيرة للكويت وأهل الكويت.ورغم ذلك فإن عموم الشيعة أسوة بإخوانهم السنّة لا يقبلون بمن يتقصد إثارة أي نوع من الفتنة في مجتمعنا الصغير الذي لم يسلم من تجرّع هذا السم، لكن الشيعة والسنّة على حد سواء لا يقبلون أيضاً تطفّل كل من تسوّل نفسه أن ينفخ في هذه النار بين فترة وأخرى.الفتنة الطائفية الأخيرة مصدرها من أفلس سياسياً وانكشف أمام الرأي العام الكويتي بأنه لحس مبادئه ووعوده وانبطح للحكومة بكل التنازلات وتحول إلى نموذج مخز للمعارضة المزعومة، فلم ينل من الحكومة إلا الإذلال والإهمال، فوجد نفسه أمام التسلق على حبل الطائفية لعلها تكون مخرجاً لتحقيق نجومية قد أفلت، غير عابئ بنتائج هذا الاحتقان وتبعاته الخطيرة لأنها لا تهمه من الأساس.أما الحكومة الموقرة فنجدها دائماً مطيعة ومنفذة للأجندات الطائفية فقط، فتستجيب للمطبلين لها بسرعة البرق، تماماً كما كانت الحال إبان إشغال الكويتيين بفتنة الحضر والبدو قبل فترة، ويتضح من خلالها الحرص على استمرار ظهور فتن جديدة بلباس قديم، وإلا ما بال هذه الحكومة لا تستجيب بهذا الحماس نفسه والسرعة ذاتها لبقية مطالبات الإصلاح ووقف الحرامية الكبار ومعالجة الفساد وهي قضايا يطالب بها الجميع منذ نصف قرن؟!