بعد الإعلان عن وفاتها، نشر القيّمون على صفحة «جاكو» عبر فيسبوك صورة لها مرفقة برسالة صغيرة لكلّ من تابعها وأحبها، وجاء في الرسالة: «عملت مهمتي... زرعت الفرح بقلوبكن وفليّت من هالدني... وكل ما تبتسموا تبقوا تذكّروني!!».

معدة برنامج «عيش كتير» مي نصور، أكدت في أكثر من مناسبة أن جان دارك زرازير محترفة في عملها، وكانت دائماً تصل إلى التصوير في الموعد المحدد، ولم تتذمر مرة واحدة، وأشارت إلى أن فريق برنامج «عيش كتير» المؤلف من مجموعة من المسنين أصغرهم في عمر 75 سنة، يعطي كثيراً، ولم يوقف أحد التصوير بسبب التعب أو رغبة منه في المغادرة، مع العلم أن طاقة المسنين تختلف عن طاقة الشباب في العمل.

Ad

فكاهة جميلة

بابتسامتها الطريفة وروحها المرحة ومقالبها العفوية، أدهشت جان دارك زرازير المشاهدين، فتخطت شهرتها كل التوقعات، هي التي لم تقتحم الشاشة عن سابق تصوّر وتصميم بل بمحض الصدفة، وتروي في مقابلة معها أنها كانت موجودة في مكان يتم فيه تصوير أحد المشاهد، فلفتت انتباه فريق التصوير وصورها، هكذا كانت البداية...

تكمن مهارة جان دارك زرازير في انها تدفع من يراها إلى التعاطف معها وهي في هذا العمر المتقدم فيقع في شباكها. وقد بقيت لغاية لحظة مغادرتها الحياة تصر على أنها في الخامسة والعشرين من عمرها، وهي لا تقصد هنا عمرها بالسنوات بل بروحها المرحة الشابة التي لم تسمح للشيخوخة بأن تخترقها، فكانت عن حق شابة في تسعينياتها تتنقل وتضحك وتدبر المقالب من دون أن تعرف التعب أو الوهن، ولدى مرورها في الشارع كان الناس يستوقفونها ويلتقطون صوراً معها، كيف لا وهي التي نجحت في انتزاع ضحكة عريضة من القلوب في زمن قلّ فيه الضحك...

من أبرز المشاهد التي تمّ تداولها بكثافة على مواقع التواصل الاجتماعي مشهد «جاكو» وهي بفستان زفاف في وسط بيروت، وعندما سئلت عن شعورها في تلل اللحظة أجابت: «شعرت بأني صبية وقادرة على العطاء أكثر فأكثر»...

عاشت جان دارك زرازير في منزل عائلتها في منطقة فرن الشباك في ضاحية بيروت الشرقية، وكانت تعيل نفسها بتأجير بعض غرف منه للطالبات، اللواتي ربطتها بهن علاقة الجدة مع حفيداتها، وكن يتسارعن للفوز بغرفة في منزلها.

يُذكر أن الراحلة حازت - برعاية الهيئات النسائية الموحدة في الشمال بالتعاون مع مركز «الصفدي الثقافي» في مناسبة يوم المرأة العالمي - جائزة التميّز في مجال الإعلان للعام 2016، باعتبار أنها شاركت في إعلانات هادفة عدة...

ارتجال وعفوية

تشير معدة البرنامج مي نصور، أن جاكلين ترتجل 75 في المئة من حواراتها في مقالبها، فضلا عن أنها تخدم الفكرة بإتقان ، وحتى إذا تفوهت بما يشبه الإيحاءات فهي تبقى ضمن إطار الفكاهة الجميلة، لذا أحبها الكبار والصغار على حد سواء، وانتشرت المقالب على يوتيوب وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، ويتداولها الناس بكثرة حتى تخطت نسبة المشاهدة الملايين.

تضيف نصور أن فريق العمل يحرص على اختيار ملابس زاهية بالورود للمسنين المشاركين في البرنامج لأنها تعكس روحهم الجميلة وعقلهم الواعي، وتضفي على الاسكتشات طابعاً حيوياً خاصاً...