شهدت أسعار النفط صباح أمس عمليات جني أرباح، بعد أن ارتفعت بنحو 4 في المئة، ليصل خام برنت لأعلى مستوى في أكثر من عامين، بعد أن قال منتجون رئيسيون، إن السوق العالمي في طريقه إلى التوازن.

وتأثر السوق بتهديد تركيا بوقف تدفقات النفط من كردستان العراق باتجاه موانئها، تزامناً مع الاستفتاء على انفصال الإقليم، الذي جرى أمس الأول، علماً أن صادرات النفط من إقليم كردستان والتي تمر عبر تركيا تصل إلى 550 ألف برميل يومياً.

Ad

وقفز سعر برنت بنحو 4 في المئة إلى أعلى مستوى منذ يوليو من عام 2015، لتصل مكاسبه منذ يونيو الماضي إلى نحو 30 في المئة.

وفي التداولات السابقة ارتفع خام القياس العالمي مزيج برنت في العقود الآجلة تسليم نوفمبر سنتاً واحداً إلى 59.03 دولاراً للبرميل، بعد أن أغلق مرتفعاً 3.8 في المئة أمس الأول.

هذه القفزة في أسعار برنت لا بد أن يواجهها تصحيح في الأسعار والعودة إلى مستويات تتراوح بين 55 و56 دولاراً، بحسب ما أكد الخبير النفطي محمد الشطي في مقابلة مع "العربية"، لأن هذا الصعود في الأسعار يرتبط بالعوامل الفنية ولا علاقة له بأساسيات السوق، معتبراً أن المستفيد الوحيد هي شركات النفط الأميركية لتطوير النفط الصخري، لضمان استمرارية الإنتاج.

وبرأيه، إن السوق النفطي مهيأ لارتفاع الأسعار في ظل تعافي الطلب وقلة المعروض، مما يساعد السوق على التوازن، ومن أبرز هذه العوامل التصعيد السياسي في مناطق الإنتاج بين فنزويلا والولايات المتحدة الأميركية، كما بين إيران والولايات المتحدة، فضلاً عن أن الصراع حول إقليم كردستان والتهديد بوقف تدفق الصادرات النفطية نحو تركيا سيساهم بوقف ما بين 400 و600 ألف برميل يومياً، وهذا بالطبع سيسهم في تعافي الأسعار.

لكن الشطي يعود ليذكر بأن السوق النفطي لا يزال يعاني فائضاً بـ170 مليون برميل، لذا فإن هذه الارتفاعات هي مؤقتة وسرعان ما ستعود الأسعار إلى معدلاتها الطبيعية التي تحكمها أساسيات السوق، دون أن ينكر تحسن أساسيات السوق، حيث أظهر اجتماع اللجنة الوزارية في "أوبك" تراجع الفائض بالمخزون النفطي التجاري من 340 مليون برميل إلى 170 مليوناً، كما هبوط هوامش أرباح المصافي وكذلك بالنسبة للإنتاج النفطي الصخري.

وفي وقت سابق، ارتفع برنت إلى 59.49 دولاراً، وهو أعلى مستوى منذ العاشر من يوليو 2015. ونزل الخام الأميركي تسليم نوفمبر عشر سنتات إلى 52.12 دولاراً للبرميل بعدما سجل أعلى مستوى في خمسة أشهر عند 52.43 دولاراً.

وقفز برنت فوق 55 دولاراً للبرميل قبل أسبوع بعد تأكيد المنتجين من أوبك وخارجها أن السوق في سبيله لاستعادة التوازن مع تراجع مخزونات النفط.