لم تهدأ ارتدادات "هزّة" "لقاء نيويورك" بين وزير الخارجية جبران بسيل ونظيره السوري وليد المعلم بعد على الساحة المحلية، وتكاد تكون الأخطر التي يتعرّض لها تفاهم "التيار الوطني الحر" و"تيار المستقبل"، الذي أوصل العماد ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية. وقالت مصادر متابعة، إن "الخلاف بين الحزبين أخذ طابعاً طائفياً، إذ أشار وزير الداخلية نهاد المشنوق، أمس الأول، من على منبر دار الفتوى، إلى أن اللقاء يشكّل اعتداءً سياسياً على موقع رئاسة الحكومة". وتوقعت المصادر، أن "ينشط خلال الأيام المقبلة التواصل بين بعبدا والسراي الحكومي لوضع الأمور في نصابها مجدداً وصيانة التسوية الرئاسية وإنعاشها".
ولفتت المصادر إلى أن "تيار المستقبل وحزب القوات اللبنانية لن يقبلا بالتطبيع مع النظام السوري، وأن وزراءهما عازمون على التصدي لهذا التوجه حتى النهاية"، مشيرةً إلى أنه "مهما احتدمت المواجهة بين الأطراف، لن تصل الى حدّ إسقاط الحكومة أو استقالة رئيسها".في موازاة ذلك، واصل رئيس رئيس الجمهورية العماد ميشال عون زيارته الرسمية إلى فرنسا لليوم الثاني على التوالي وعقد أمس سلسلة لقاءات في مقر إقامته في فندق "بلازا اتينيه". واستهل عون لقاءاته مع وزير المالية والاقتصاد الفرنسي برونو لو مير الذي أكد خلال اللقاء أن بلاده ستعمل على توفير الأجواء الملائمة لنجاح المؤتمرات، التي ستعقد لمساعدة لبنان في مجالات دعم الجيش والاستثمارات وتأمين المساعدة في حل قضية النازحين السوريين. وتداول الوزير الفرنسي مع رئيس الجمهورية في السبل الآيلة إلى إنجاح هذه المؤتمرات.وتحدث عون عن المشاريع الجاهزة للتنفيذ وتلك التي تحتاج الى المزيد من التحضير وأبرزها تطوير البنى التحتية والطرق والمياه وقطاع الكهرباء، إضافة إلى موضوع الاستثمارات التي يعتبر لبنان أرضاً خصبة لها، كذلك المشاريع السياحية خصوصاً أن الموسم هذا الصيف كان ناجحاً وشكل نموذجاً لاعتماده وتطويره في السنوات المقبلة.وتطرق البحث أيضاً الى موضوع الشراكة الأوروبية ودور الاتحاد الأوروبي في مساعدة لبنان، بالإضافة إلى موضوع النازحين والحلول المقترحة لقضيتهم والتي بحثها الرئيس عون مع نظيره الفرنسي.كما استقبل عون وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان حيث تم استكمال النقاش في المواضيع، التي أثيرت بين الرئيسين عون والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال محادثات قصر "الإليزيه" أمس الأول.وقال لو دريان، إن الرئيس ماكرون طلب منه "العمل مع الحكومة اللبنانية لتأمين نجاح المؤتمرات، التي ستعقد من أجل لبنان". ولفت إلى أنه سيزور لبنان قبل نهاية العام الحالي لتحضير زيارة الرئيس الفرنسي، التي ستتم في الربيع المقبل، ولدرس كل الترتيبات المتعلقة بالمؤتمرات الثلاثة: مؤتمر تسليح الجيش، مؤتمر الاستثمارات ومؤتمر النازحين.وشكر عون الحرص الذي أبداه ماكرون لمساعدة لبنان، وأكد أن "توفير الأجواء الملائمة لإنجاح المؤتمرات الثلاثة هو عامل أساسي لضمان نجاحها، ولا شك أن الدور الفرنسي محوريّ في هذا السياق".ولفت لو دريان إلى أن "باريس ستبحث مع شركائها الأوروبيين وأصدقائها الدوليين توفير المناخات المناسبة لنجاح مثل هذه المؤتمرات التي تشكل دعامة مهمة للبنان في هذه المرحلة وتتجاوب مع تطلعات الرئيس عون إلى دعم الاقتصاد الوطني اللبناني والمؤسسات الأمنية لاسيما مؤسسة الجيش، وإيجاد حل لموضوع النازحين الذي يترك انعكاسات سلبية على الوضع في لبنان".في سياق منفصل، ترأس رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ظهر أمس في السراي الحكومي جلسة استثنائية لمجلس الوزراء، خصصت لمناقشة موضوع إبطال المجلس الدستوري لقانون الضرائب والاقتراحات المطروحة لمعالجة نتائجه. وقال وزير الإعلام ملحم الرياشي بعد الجلسة: "بحث مجلس الوزراء في جلسته الاستثنائية الثانية في قرار المجلس الدستوري، وكان البحث معمقاً في قانون الإيرادات المنوي ضمه إلى الموازنة لتأمين مصادر دخل لسلسلة الرتب والرواتب، والبحث لم ينته وسيستكمل يوم الخميس المقبل في جلسة تعقد في القصر الجمهوري في بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية ميشال عون، على أمل أن يبت مبدئياً مشروع القانون ويحول إلى المجلس النيابي".
دوليات
لبنان: «التطبيع» مع الأسد لن يسقط الحكومة
26-09-2017