زياد يحاضر عن «المباخر الآثارية» في «طارق رجب»
في استهلال موسم دار الآثار الإسلامية الثقافي الـ 23
دشن د. زياد طارق رجب انطلاقة موسم دار الآثار الإسلامية الـ23، بأولى محاضراته في مركز اليرموك الثقافي تحت عنوان «المباخر الآثارية في متحف طارق رجب»، والتي تعد بمثابة احتفالية سنوية لتكريم خاص للمغفور له، بإذن الله، طارق رجب، وإبراز جهوده الحثيثة في نشر الوعي الثقافي والآثاري في الكويت، وذلك بحضور المشرفة العامة لدار الآثار الإسلامية الشيخة حصة صباح السالم، إضافة إلى جمع من المهتمين.
تجارة البخور
وتحدث د. زياد عن المباخر في تاريخ حضارات الشرق الأوسط، لا سيما منطقة الجزيرة العربية، وبين أن متحف طارق رجب يضم عدة مباخر يعود تاريخها إلى أقدم الأسر الحاكمة، مستعرضا مباخر من مختلف العصور في المتحف. واستهل المحاضرة قائلا: «في التحضير لهذا الحديث قرأت الكثير عن تاريخ تجارة البخور ودوره في العالم القديم، وأيضا فيما يختص بطرق التجارة حول الممالك، والولايات، والمدن، بالإضافة إلى الدور الاستراتيجي الذي لعبه البخور في هذه المنطقة، وكيف تنافست القوى العالمية في ذلك الوقت مع بعضها للسيطرة على الطرق التجارية رغم أنها لم تكن قادرة على السيطرة على الإنتاج الفعلي من البخور». وأضاف أن منطقتي الشرق الأوسط، وشبه الجزيرة العربية، كانتا محور تجارة البخور منذ آلاف السنين، وبالتحديد منذ منتصف الألف الأول قبل الميلاد حتى القرن السادس الميلادي، حيث اكتسبت مملكة جنوب الجزيرة ثروات كبيرة وجاءت قوتها من خلال سيطرتها على تجارة البخور بين الأراضي العربية، وأراضي البحر الأبيض المتوسط في بلاد ما بين النهرين، والبلاد حتى الهند. وأوضح أن البخور موطنه في الجنوب، وكان ذا قيمة على نطاق واسع في العالم القديم لاستخدامه في إعداد العطور ومستحضرات التجميل، والأدوية، وكذلك لاستخدامه في الاحتفالات الدينية والجنائزية.
مباخر «طارق رجب»
وقال «لدينا في المتحف عدة مباخر ومعظمها صنعت من معادن في العصر الإسلامي، وأقدم المباخر التي توجد في المتحف ترجع إلى الفترة ما بين القرن السابع حتى القرن الثاني عشر»، لافتا إلى أنه خلال الفترة الإسلامية الأولى، كانت مراكز عمل تصنيع المعادن الرئيسية في مصر والعراق وسورية وإيران، في حين استمرت مصر وسورية لتكون من مراكز المهمة عدة قرون. وبين أن الحرفيين في العالم الإٍسلامي استخدموا عدة معادن بما في ذلك النحاس، والقصدير، والنحاس، والفضة، والذهب، والزنك. وأشار د. زياد إلى أن صناعة المباخر دخلت عليها تأثيرات خارجية، وأخذ المسلمون أفكار تصميم أشكال المباخر من أكثر من بيئة وحضارة، ودمجت مع فنون الحضارة الإسلامية ليكون الشكل النهائي للمباخر كتحفة مميزة.