وتدور
ليدخل جميع من نختلف معهم إلى الكويت وليعبروا عما يريدون مادام خطابهم غير محرض على العنف أو زعزعة الأمن، فالكويت بلد احتضن في سنوات مجده كل الآراء فكانت سنوات المجد، والإبعاد والمنع في زمن الإنترنت ما هما إلا وسيلة تكسب سياسي قد تخدع الناس بعض الوقت لكنها لن تخدعهم طوال الوقت.
![علي محمود خاجه](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1587579369153174500/1587579386000/1280x960.jpg)
لن يحتاج المتفحص بهذا المنع المستمر أكثر من 10 ثوان ليستوعب أن ما يحدث تهريج، فالخطيب الشيعي المبعد يستطيع أن يصل إلى الملايين من خلال الإنترنت ولن يضره عدم وجود جسده في الكويت، بل بإمكانه إلقاء الخطب والمحاضرات نفسها في أي حسينية يريد بشكل مسجل أو مباشر في ظل وجود الواي فاي، وبالطبع فإن أفكاره لن تتأثر بالإبعاد أو الحضور، والأمر نفسه ينطبق على أي شخصية سنية منعت أو ستمنع مستقبلا من الحضور إلى الكويت.هذا من جانب، أما من جانب آخر فإنه من الطبيعي جدا أن يحمل صاحب المنهج الشيعي أفكارا واعتقادات تخالف المنهج السنّي، وإلا فما سبب وجود المنهجين أو المذهبين أصلا لولا اختلافهما، وهو الاختلاف المتعلق بالشكل العام للمذهب، وكذلك بالتفاصيل المتضمنة لشخصيات في صدر الإسلام، فهل المطلوب من خطيب أحد المذهبين أن يعتنق المذهب الآخر كي ينال فرصة الوجود في البلاد؟! ولن أستغرب في ظل هذا الوضع الهزلي القائم أن يطالب البعض مستقبلا بإبعاد رجل دين مسيحي لمخالفته الإسلام، وسترضخ الدولة لهذا المطلب، فقط عليكم أن تنتظروا لتروا ذلك فهو ليس ببعيد أبدا.ما يحزن فعلا هو أن التيار المدني وممثليه لا يحركون ساكنا في ظل هذا الوضع (عدا بعض الكلمات هنا وهناك)، وأعتقد أن السبب في ذلك هو الخشية من أن يوصم أحدهم بمحاباة مذهب على حساب آخر، وهو أمر مرفوض وسيئ طبعا.ليدخل جميع من نختلف معهم إلى الكويت وليعبروا عما يريدون طالما كان خطابهم غير محرض على العنف أو زعزعة الأمن، فالكويت بلد احتضن في سنوات مجده كل الآراء فكانت سنوات المجد، والإبعاد والمنع في زمن الإنترنت ما هما إلا وسيلة تكسب سياسي قد تخدع الناس بعض الوقت لكنها لن تخدعهم طوال الوقت.ضمن نطاق التغطية:إلى كل شيعي انتخب مرشحه على أساس طائفي بحجة حماية المذهب من جور الآخر، أين من انتخبتموهم من هذا الإبعاد لخطبائكم؟ هل فعلا استحقوا أصواتكم المسببة؟