لهذا أخاف «الاستفتاء» الأتراك والإيرانيين!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
لقد كانت الإشارة المرعبة للإيرانيين والأتراك أيضاً أن أكراد كرمنشاه وكردستان الإيرانية احتفلوا بـ"الاستفتاء" ربما أكثر من احتفال أشقائهم العراقيين به، وبالطبع فإن هذا قد أصاب أصحاب كراسي الحكم في طهران بأكثر من الرعب، خاصة أن هذه المنطقة شهدت قيام أول دولة كردية عام 1946، بقيادة القاضي محمد، الذي عين رئيساً لهذه الدولة، والذي أُعدم بعد ذلك بعد إسقاط تلك الدولة بمؤامرة دولية اشترك فيها الروس في عهد الاتحاد السوفياتي، كما اشتركت فيها الولايات المتحدة الأميركية، وباركتها العديد من الدول الغربية، ومن بينها بريطانيا العظمى.وهنا فإن ما تجدر الإشارة إليه هو أن كرمنشاه هذه شهدت أول انتفاضة كردية بعد انتصار الثورة في إيران في فبراير 1979، وكانت المفاجأة أن هذه الثورة، التي قبل انتصارها كانت تنادي بالحريات العامة، وحقوق الأقليات القومية، وإغلاق السجون والمعتقلات، وإقامة علاقات أخوية مع كل الدول المجاورة، علقت الذين قادوا تلك الانتفاضة المبكرة على أعمدة الكهرباء، لإفهام الأقليات الأخرى بأن هذه الأعمدة ستكون بانتظارهم إن فكروا في فعل ما فعله الأكراد في هذه المدينة الكردستانية الإيرانية التاريخية.وهكذا فإن هذا الاستنفار العسكري والسياسي والإعلامي الذي أعلنه الإيرانيون والأتراك رداً على هذا "الاستفتاء" الأخير لم يكن حرصاً على العراق ووحدته، وإنما خوفاً من انتقال "العدوى" الاستقلالية إلى كردستان الإيرانية، وأيضاً إلى كردستان التركية، لكن ما يجب أن يدركه الإيرانيون والأتراك هو أن القرن الماضي بمعطياته يختلف عن القرن الحالي ومعادلاته الكونية والإقليمية، وهو أن القنبلة الاستقلالية الكردية ستنفجر ذات يوم قريب، وهذا الشعب سينال حقوقه كما نالت باقي شعوب هذه المنطقة الشرق أوسطية حقوقها، ولذلك فإنه من الأفضل والأجدى أن يتم التعامل مع هذا "الاستفتاء" طالما أنه حصل بطول نفس وبالوسائل السلمية وبعيداً عن العنف والمواجهات العسكرية.