في وقت تسعى الولايات المتحدة بدعم من دول إقليمية إلى إعادة إحياء مفاوضات السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل، فتح فلسطيني النار على قوات الأمن الإسرائيلية عند مدخل مستوطنة في الضفة الغربية المحتلة، أمس، مما أدى إلى مقتل 3 عناصر منهم وإصابة آخر قبل أن يقتل بدوره برصاص قوات الأمن.

وأعلنت الشرطة الإسرائيلية أن «إرهابياً وصل إلى المدخل الخلفي لمستوطنة هار أدار مع عمال فلسطينيين كانوا يدخلون إليها. وفتح النار من مسدس على قوات الأمن في المكان». وأضافت أن «ثلاثة إسرائيليين قتلوا في الهجوم، وأصيب رابع بجروح خطيرة»، وقد تمت «السيطرة» على المهاجم. وأفادت لاحقا أن الفلسطيني توفي متاثراً بجروحه.

Ad

وكشفت الشرطة هوية عنصري حرس الحدود اللذين قتلا، وهما الإثيوبي سلمون غبرية (20 عاما) والعربي الإسرائيلي يوسف سليمان (25 عاما) من قرية أبوغوش شمال القدس. ولم تعلن الشرطة عن القتيل الثالث وهو حارس أمني.

وكثفت قوات الأمن من وجودها في محيط المستوطنة الواقعة شمال غرب القدس والقريبة من الخط الأخضر الفاصل بين إسرائيل والضفة الغربية المحتلة. من جهته، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه سيتم هدم منزل المنفذ، واتهم السلطة الفلسطينية بـ «التحريض».

وقال: «العملية الإرهابية القاتلة تأتي نتيجة التحريض الممنهج الذي تمارسه السلطة وجهات فلسطينية أخرى، وأتوقع من الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن يدينها، وألا يحاول أن يبررها».

وأشار إلى أن الجيش فرض طوقا أمنيا على قرية منفذ العملية، قائلا إنه سيتم سحب تصاريح العمل التي أصدرت لأفراد من عائلته.

وأوضحت الشرطة أن المهاجم في الـ37 من عمره، ويتحدر من بيت سوريك القريبة من المستوطنة، وكان يحمل ترخيصا للعمل بها.

وأشار جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشين بيت) إلى أن المهاجم أب لأربعة أطفال، وليست له «سوابق أمنية»، ورجح أنه كان يستهدف إطلاق النار على السكان داخل المستوطنة قبل أن يشتبك مع قوات الأمن التي اشتبهت فيه.

وجاء الهجوم بالتزامن مع مباحثات يجريها المبعوث الأميركي الخاص جيسون غرينبلات في القدس حول استئناف عملية السلام المعطلة.

وندد مسؤولون إسرائيليون بالهجوم. وطالبت نائبة وزير الخارجية الإسرائيلي تسيبي هوتوفلي القيادة الفلسطينية باتخاذ تحركات لوقف مثل هذه الهجمات، وإلا لن يكون هناك معنى للمبادرة الأميركية الهادفة لاستئناف محادثات السلام.

وقالت: «الهجوم الرهيب هو الاستقبال الفلسطيني للمبعوث الأميركي جيسون غرينبلات». وأضافت «الجهود الأميركية يجب أن تركز بشكل أساسي على إنهاء الإرهاب الفلسطيني القاتل».

ترحيب فلسطيني

في المقابل، باركت حركتا «حماس» و»الجهاد الإسلامي» العملية، وقالت الأولى إن منفذها يدعى نمر محمود أحمد جمل.

إلى ذلك، أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمدالله، أمس، تشكيل عدد من اللجان الوزارية المختصة بتسلم المعابر والأمن والدوائر الحكومية في قطاع غزة الذي سيتوجه إليه الاثنين المقبل.

ولن تكتفي مصر بالوساطة الحوارية التي أقنعت «حماس» بحل لجنتها والتواصل مع حركة «فتح» من أجل بحث المصالحة، إذ أعلن مسؤولان فلسطينيان أمس الأول أن مندوبين مصريين سيوجدون في قطاع غزة لمراقبة ومواكبة آليات تسلم الحكومة الفلسطينية مسؤولياتها من الحركة الإسلامية.

وأكد رئيس المكتب السياسي لـ «حماس»، إسماعيل هنية، عقب اجتماعه مع منسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط الروسي نيكولاي ملادينوف في غزة أن الحركة «جادة في خطواتها نحو تحقيق المصالحة الفلسطينية».