92% من الأكراد اختاروا الانفصال... وبغداد تصعِّد المواجهة

• كردستان ترفض تسليم «المطارين»... وشركات طيران عربية ودولية تعلن وقف رحلاتها غداً
• العبادي يتعهد بفرض السيادة على الإقليم ويستبعد اقتتالاً... والبرلمان يطلب نشر الجيش في كركوك

نشر في 27-09-2017
آخر تحديث 27-09-2017 | 21:15
مسافرون أكراد مع أمتعتهم داخل صالة المغادرة في مطار أربيل أمس (رويترز)
مسافرون أكراد مع أمتعتهم داخل صالة المغادرة في مطار أربيل أمس (رويترز)
بينما أظهرت النتائج الرسمية لاستفتاء كردستان العراق أن أكثر من 92% من الأكراد اختاروا الانفصال عن العراق، صعّدت بغداد إجراءاتها العقابية، متعهدة بإخضاع الإقليم وسلطاته لها، بعدما تجاوبت عدة شركات طيران مع حظر الرحلات الى الإقليم.
صوّت أكثر من 92 في المئة من الناخبين الأكراد بـ"نعم" في الاستفتاء على استقلال إقليم كردستان، بحسب النتائج الرسمية التي أعلنتها المفوضية العليا للاستفتاء، بعد يومين من عملية التصويت المثيرة للجدل.

وقال مسؤولون من المفوضية العليا للانتخابات والاستفتاء في مؤتمر صحافي بأربيل، عاصمة الإقليم، أمس، إن 92.73 في المئة من 3305925 شخصاً، صوتوا بـ"نعم" في الاستفتاء الذي بلغت نسبة المشاركة فيه 72.16 في المئة.

رفض المطارات

إلى ذلك، رفضت حكومة إقليم كردستان العراق، أمس، تسليم مطارات الإقليم إلى الحكومة العراقية الاتحادية في بغداد، التي أمهلتها لذلك حتى غد، تحت طائلة فرض حظر جوي على الإقليم.

وقال وزير النقل والمواصلات في الإقليم مولود باومراد، في مؤتمر صحافي، إن "مطاري أربيل والسليمانية ملك لكردستان والعمل فيهما يستمر"، مضيفاً أن "قرار الحكومة العراقية القاضي بتسليم المطارات غير مناسب وغير صائب".

وشدد على أن المطارين لم يرتكبا أي مخالفات للقوانين والقرارات الصادرة عن سلطة الطيران المدني الاتحادي، مضيفاً أن إبقاء السيطرة على المطارين واستمرار الرحلات المباشرة إلى أربيل ضروري بالنسبة للسلطات الكردية وقوات الأمن في سياق قتالها ضد "داعش".

وعبر عن أمله في حل المشكلة بحلول الغد مشيراً إلى أنها ستؤثر على اقتصاد كردستان.

هيئة الطيران

وذكرت هيئة الطيران المدني العراقية أنها أبلغت شركات الطيران الأجنبية بوقف الرحلات الدولية إلى كردستان. وكان رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي قال، أمس الأول، إن الرحلات ستتوقف ابتداء من الساعة الثالثة مساء غد (12:00 بتوقيت غرينتش).

شركات تلتزم

وأعلنت إيران قبل أيام وقفها للرحلات إلى كردستان، بناء على طلب من الحكومة العراقية. كما أعلنت شركة طيران الشرق الأوسط اللبنانية تعليق رحلاتها اليومية إلى أربيل بدءاً من الغد رغم وجود جالية لبنانية كبيرة في المدينة.

كما قررت شركة مصر للطيران أمس، تعليق رحلاتها بين مطاري القاهرة وأربيل شمال العراق بدءاً من الغد حتى إشعار آخر، بعد تلقيها قرار سلطة الطيران المدني العراقية.

من جانبها، قالت الخطوط الجوية التركية، في بيان أمس، إن رحلاتها إلى مطاري أربيل والسليمانية بشمال العراق مستمرة، وإنها لم تتلق إخطاراً رسمياً بإغلاق المطارين أمام حركة الطيران الدولية.

واعلنت شركات طيران إماراتية وأردنية وقف رحلاتها.

إلى ذلك، قال الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية القطرية أكبر الباكر، أمس، إن الشركة ستواصل رحلاتها إلى أربيل عاصمة كردستان العراق ما دام المجال الجوي مفتوحاً.

وقالت القنصلية التركية في أربيل، إن رحلات الطيران التركية ستتوقف الجمعة عن التحليق إلى أربيل.

واشنطن

ووصفت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر ناورت، أمس، قرار بغداد إغلاق الأجواء بأنه "ليس نموذجاً للشراكة البناءة، نحن نريد أن يتحاور الجانبان بعضهما مع بعض لتحقيق تقدم في حل هذه الملفات، لكن ينبغي المضي باتخاذ خطوات بطريقة بناءة".

العبادي يمهل

وجدد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أمس، تحذير إقليم كردستان من مغبة عدم تسليم المطارين غداً.

وقال العبادي، خلال جلسة عقدها البرلمان العراقي أمس، كرست لمناقشة تداعيات استفتاء كردستان، إن "موقف الحكومة ثابت بعدم التحاور بشأن نتائج الاستفتاء في كردستان مطلقاً".

وأضاف: "نطالب إقليم كردستان بإلغاء كل ما يترتب على الاستفتاء والدخول بحوار تحت سقف الدستور وليس حول نتائج الاستفتاء".

وأوضح: "سنفرض سلطتنا على جميع المنافذ، وقد بدأنا الآن بخطوات مع الجانب السوري والإيراني والتركي لتسلّم المنافذ الحدودية".

وأضاف: "أبلغنا قادة الإقليم بأننا سنتخذ إجراءات في حال الاستفتاء، وأطالب بإعادة كل المناطق التي استحوذ عليها الإقليم بناءً على قرار البرلمان".

وأشار إلى أن "أي طيران من مطار السليمانية وأربيل سوف يكون غير موجود اعتباراً من الغد، الذي سيكون آخر يوم لتسليم المطارات".

وقال: "سنعمل على تقوية مبدأ أن كردستان هي جزء من العراق، وسنفرض الدستور على كل المناطق التي تمت السيطرة عليها بعد 2003، وبعد دخول داعش في 2014، وسنفعل ذلك دون إراقة الدماء".

وتوجه إلى القيادات الكردية بالسؤال: "هل تنوون القتال أم ماذا؟ لا قتال بين أبناء الوطن الواحد، ولكن سنفرض القانون، وسترون".

وأضاف:"سندافع عن المواطن الكردي في داخل الإقليم وخارجه، كما ندافع عن التركماني والمسيحي والعربي، وأن الاعتداء على أي مواطن كردي هو اعتداء علينا جميعاً"، مبيناً أن "الخطاب العنصري والقومي والشوفيني هو جريمة بحق المواطنين".

وشدد العبادي على أن "الانتخابات ستجري في موعدها"، داعياً البرلمان الى "التصويت على قانون الانتخاب".

قرارات البرلمان

وأقر البرلمان العراقي، أمس، بغياب النواب الأكراد، وثيقة من 12 نقطة متعلقة بالاستفتاء. ويعتبر البند الاول أن إجراء الاستفتاء غير دستوري، ويعد باطلاً كما تبطل كل الإجراءات المترتبة عليه.

ويلزم البند الثاني، القائد العام للقوات المسلحة باتخاذ كل الإجراءات الدستورية والقانونية للحفاظ على وحدة العراق وحماية مواطنيه لإصدار أوامره للقوات الأمنية بالعودة للانتشار في جميع المناطق المتنازع عليها ومن ضمنها كركوك.

ويطالب البند الثالث بمحاكمة المسؤولين عن تنفيذ الاستفتاء ومن بينهم رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني.

ينص البند الرابع على غلق المنافذ ومناشدة دول الجوار باتخاذ التدابير اللازمة لمساعدة الحكومة العراقية على تنفيذ هذا القرار. ويقول البند الخامس، إنه على الحكومة إعادة الحقول الشمالية في كركوك والمناطق المتنازع عليها لإشراف وسيطرة وزارة النفط الاتحادية ومنع التدخل لأي من الأحزاب النافذة في تلك المناطق.

ويدعو البند السابع إلى الطلب من دول العالم إغلاق نحو 25 قنصلية في إقليم كردستان، بينما يذكر البند الثامن رئيس الجمهورية فؤاد معصوم وهو كردي "بواجباته باعتباره رمز وحدة الوطن والممثل لسيادة البلاد والساهر على ضمان الالتزام بالدستور والمحافظ على استقلال العراق وسيادته ووحدة وسلامة أراضيه".

إيران

إلى ذلك، قال أمين المجلس الأعلى للامن القومي الإيراني علي شمخاني أمس، إن بلاده ستتخذ تدابير لـ"إرغام" إقليم كردستان العراق على التراجع عن خيار الانفصال عن العراق.

وقال نائب في البرلمان الإيراني جبار نجاد لوكالة أنباء "مهر" الإيرانية إن شمخاني أبلغ البرلمان في جلسة مغلقة بالإجراءات التي اتخذتها طهران للحؤول دون إجراء الاستفتاء في الإقليم واستراتيجيتها لمواجهة الاستقلال.

ونقل نجاد عن شمخاني قوله إن "الحكومة العراقية بإمكانها اتخاذ أي إجراء حتى لو كان عسكرياً" مؤكداً دعم بلاده لإجراءات الحكومة العراقية.

رئيس الأركان العراقي

في غضون ذلك، توجه رئيس أركان الجيش العراقي الفريق الركن عثمان الغانمي أمس، إلى إيران في زيارة لتنسيق الجهود والتعاون العسكري.

وكان الغانمي زار تركيا قبل أيام في زيارة أثمرت انطلاق مناورات عسكرية بين قوات عراقية وتركية قرب الحدود بينهما.

آلاف القوميين الأتراك مستعدون للقتال من أجل تركمان العراق

قال زعيم المعارضة القومية التركية دولت بهجلي أمس، إن الآلاف من المتطوعين الأتراك مستعدون للقتال في كركوك ومدن عراقية أخرى دفاعا عن التركمان العراقيين.

وأضاف بهجلي رئيس حزب الحركة القومية، في بيان على الموقع الالكتروني للحزب: "خمسة آلاف متطوع قومي على الأقل مستعدون وينتظرون الانضمام للقتال من أجل الوجود والوحدة والسلام في المدن التركية التي يقطنها التركمان خاصة كركوك".

وأوضح أن "التركمان ليسوا متروكين لحالهم بلا حماية. لن يُتركوا قط لعملية تطهير عرقي مؤلمة وفقد للدولة. قرارنا محسوم، وموقفنا واضح وكلمتنا هي التزامنا".

طهران تتوعد بتدابير ترغم أربيل على التراجع وتستقبل رئيس الأركان العراقي
back to top