ترحيب واسع بقرار الملك سلمان السماح للمرأة بالقيادة
• «كبار العلماء» تؤكد الإباحة
• تعيين أول متحدثة دبلوماسية بالسفارة السعودية بواشنطن
وسّعت السعودية دائرة "تمكين المرأة" وفقاً لـ"رؤية 2030" وأعلنت تعيين أول متحدثة دبلوماسية باسم سفارتها في واشنطن عقب ساعات من سماحها للمرأة بقيادة السيارة داخل المملكة، في خطوة حظيت بإشادة دولية واسعة، وأثارت ردود فعل نسائية مرحبة، ووصفتها هيئة "كبار العلماء" بالمباحة.
توالت الإشادات السعودية المحلية والدولية بالقرار التاريخي للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز منح المرأة حق قيادة السيارة داخل المملكة. وأشاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بقرار المملكة واصفا إياه بـ"الخطوة الايجابية".وذكر البيت الأبيض في بيان أن ترامب أثنى على القرار، قائلا: "سنواصل دعم السعودية في جهودها الرامية إلى تعزيز المجتمع السعودي والاقتصاد من خلال إصلاحات كهذه وتنفيذ رؤية السعودية 2030".
وأعربت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر ناورت عن سعادة واشنطن، وقالت: "إنها خطوة عظيمة في الاتجاه الصحيح للمملكة، وهي إشارة إيجابية"، في حين هنأت إيفانكا ترامب، ابنة الرئيس الأميركي، وأحد أعضاء فريقه الرئاسي، السعوديات بـ"القرار التاريخي".وقالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي: "كصديق دائم للسعودية أرحب باتخاذ السعودية لهذه الخطوة المهمة باتجاه المساواة بين الجنسين. تمكين المرأة حول العالم ليس فقط قضية أنا مهتمة بها جداً، بل أيضاً المفتاح الرئيسي للنمو الاقتصادي للأمم. المملكة المتحدة ستستمر في العمل مع الرياض التي تسير في اتجاه انجاز برنامج التحديث الطموح وهو رؤية 2030". ورحبت دول أوروبية عدة في مقدمها فرنسا وألمانيا بالقرار.
إباحة وصمت
داخلياً، أكدت هيئة كبار العلماء السعودية، وهي أكبر هيئة دينية في المملكة، أن قيادة المرأة للسيارة من حيث الأصل "الإباحة شرعاً"، وذلك في ظل إيجاد الضمانات الشرعية والنظامية للحفاظ على صيانة المرأة واحترامها.ونوهت الأمانة العامة للهيئة، في بيان أصدرته، أمس، بـ"الأمر السامي الكريم باعتماد تطبيق أحكام نظام المرور ولائحته التنفيذية، بما فيها إصدار رخص القيادة، على الذكور والإناث على حد سواء".وقالت الهيئة في بيانها إن "الملك سلمان بما قلّده الله من مسؤوليات في رعاية مصالح بلاده وشعبه، وحراسة قيمه الإسلامية، ومصالحه الشرعية والوطنية، لا يتوانى في اتخاذ ما من شأنه تحقيق مصلحة بلاده وشعبه في أمر دينهم ودنياهم".وأضافت أن "فتاوى العلماء كافة، فيما يتعلق بقيادة المرأة للمركبة انصبت على المصالح والمفاسد، ولم تتعرض للقيادة ذاتها التي لا يحرمها أحدٌ لذات القيادة؛ ومن ثَم فإن ولي الأمر أشار إلى ما يترتب من سلبيات من عدم السماح للمرأة بقيادة المركبة، وعليه أن ينظر في المصالح والمفاسد في هذا الموضوع، بحكم ولايته العامة مع إيجاد الضمانات الشرعية والنظامية للحفاظ على صيانة المرأة واحترامها".توضيح واستفادة
وأوضح سفير السعودية لدى واشنطن الأمير خالد بن سلمان أن المرأة لن تحتاج إلى إذن ولي أمرها لاستخراج رخصة القيادة، كما أنها لن تحتاج إلى وجود محرم معها في السيارة.وقال عقب الإعلان عن القرار، إنه "يوم عظيم وتاريخي في مملكتنا. وهو قرار صحيح في الوقت الصحيح". ويعفي نظام المرور السعودي الحاصل على رخصة قيادة أجنبية أو دولية (سارية المفعول) معترف بها من الإدارة المختصة في المملكة من شرط اختبار القيادة.وتحمل آلاف السعوديات رخص قيادة دولية، في وقت يصعب تحديد أعدادهن، إلا أن إدارة هيئة الطرق والمواصلات أكدت قبل خمسة أعوام إصدارها رخص قيادة لـ985 مواطنة وفقاً لـ"صحيفة عكاظ" السعودية.فرح واستعجال
واستيقظت نساء السعودية على الخبر السعيد، رغم أن رخص القيادة لن تصدر لهن قبل تسعة أشهر. وهللت السعوديات لقرار السماح، ولم تنتظر بعض النساء إصدار الرخص، وأظهرت تسجيلات مصورة ومنشورة على الانترنت نساء يقدن سيارات بعد إعلان المرسوم التاريخي للملك سلمان.وتعد الخطوة كسرا للأعراف والعادات التي تحكم سلوك المرأة في المجتمع المحافظ بالمملكة. وتخضع النساء قانونا لوصاية الرجال ويتعين عليهن الحصول على موافقة قريب من الذكور على قرارات أساسية تتعلق بالتعليم والعمل والزواج والسفر بل والعلاج.وكانت السعودية تتعرض لانتقادات على نطاق واسع باعتبارها الدولة الوحيدة في العالم التي تمنع النساء من قيادة السيارات.وفي خطوة أخرى تضاف الى سلسلة من الخطوات التي وصفت بـ"التاريخية" من أجل منح المرأة حقوقها كاملة وفقا لـ"رؤية 2030"، عينت الرياض فاطمة باعشن متحدثة باسم السفارة السعودية في واشنطن، لتكون بذلك أول سيدة يتم تعيينها في منصب متحدث باسم سفارة للمملكة على مستوى العالم.وكتبت باعشن الحاصلة على درجة الماجستير من جامعة شيكاغو الأميركية "تغريدة" باللغة الإنكليزية على "تويتر" قالت فيها: "فخورة بأن أخدم السفارة السعودية في الولايات المتحدة كمتحدثة باسمها. أشعر بالامتنان".توقعات بالاستغناء عن آلاف السائقين الأجانب
في وقت تباينت ردود الفعل داخل المجتمع السعودي تجاه منح المرأة حق قيادة السيارة، أفادت توقعات بأن القرار سيقلص أعداد السائقين الأجانب في المملكة، بعد اعتماد الكثير من النساء على القيادة الذاتية للسيارة.وما يعزز اتجاه النساء في المملكة إلى القيادة الذاتية لسيارتهن ارتفاع تكلفة استقدام السائقين، وتراوحت أعداد السائقين الأجانب في المملكة بين 800 ألف ومليون سائق العام الماضي.وتصل تكلفة استقدام سائق في السعودية إلى نحو 15 ألف ريال سنويا، إضافة إلى راتب لا يقل عن 2000 ريال شهريا، فضلا عن تكلفة السكن.وبمعنى آخر، فإن تكلفة السائق قد تصل إلى 1000 دولار شهريا، تدفعها الأسرة السعودية نظير الخدمة.وبحسب تقارير تجاوزت تكاليف السائقين الأجانب، التي تدفعها الأسر السعودية في 2016، ما يعادل 3.73 مليارات دولار، بما في ذلك تكاليف الإقامة والتأشيرة ورخصة القيادة والتأمين والسكن والغذاء والعلاج والراتب وتكاليف الاستقدام وتذاكر السفر.ومن المرتقب أن يزيد السماح للمرأة بقيادة السيارة من الإقبال على شراء السيارات في المملكة.وخلال العام الماضي، تم بيع نحو 676 ألف سيارة في السعودية، استحوذت شركة تويوتا على 32 في المئة من هذه المبيعات، وفي المرتبة الثانية جاءت شركة هيونداي التي استحوذت على 24 في المئة من مبيعات السيارات.
استخراج الرخصة بعد 10 أشهر دون إذن ولي الأمر والرخصة الدولية تعفي من الاختبار