مع تكثيف سلاح الجو الروسي عملياته الانتقامية رداً على استهداف عناصر الشرطة العسكرية في 18 سبتمبر بمحافظة حماة المجاورة، أعلنت موسكو أمس مقتل 37 من عناصر "هيئة تحرير الشام"، المؤلفة من فصائل إسلامية على رأسها "جبهة النصرة" سابقاً، في غارة على محافظة إدلب.وأفادت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، "على إثر ضربة، تمت تصفية خمسة قياديين في تحرير الشام، بينهم قائد القطاع الجنوبي، وقتل معهم 32 عنصراً آخرون"، مشيرة إلى أن الغارة وقعت فيما كان القادة يعقدون اجتماعاً في جنوب إدلب.
ولم تحدد وزارة الدفاع تاريخ الضربة، التي أدت كذلك إلى تدمير 6 آليات مدرعة وذخائر ومتفجرات، لكن الجيش الروسي أعلن أن قاذفات "توبوليف-95" الاستراتيجية أقلعت من مطار إنغلز وقصفت في وقت سابق، أمس الأول، أهدافاً لتنظيم "داعش"، و"جبهة النصرة" في دير الزور وإدلب بصواريخ موجهة.وأوضح البيان أن الغارة نفذت بعد هجوم استهدف عناصر من الشرطة العسكرية الروسية في 18 سبتمبر في محافظة حماة المجاورة لإدلب، والذي حملت موسكو القوات الأميركية مسؤولية الوقوف وراءه.وتتعرض محافظة إدلب منذ أسبوعين لغارات روسية وسورية مكثفة، رداً على هجوم بدأته فصائل المعارضة بالتعاون مع "الهيئة" في ريف حماة، الذي يشكل مع إدلب جزءاً رئيسياً من منطقة خفض التوتر.في المقابل، أسقط فصيل "جيش العزة" التابع للجيش الحر طائرة مروحية روسية من نوع "صياد الليل" في ريف حماة، موضحاً أنه استهدفها بصاروخ "تاو" جنوب رحبة خطاب في الريف الشمالي.
دير الزور
ورغم تأكيده جدوى التعاون والنتائج الإيجابية لاستمرار الاتصالات بين الطرفين، استغرب نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أمس عدم تقديم الولايات المتحدة توضيحات مقنعة بشأن وجود عسكرييها وآلياتهم في مناطق سيطرة "داعش" في دير الزور، معتبراً أن ذلك يدفع موسكو إلى استنتاجات معينة.وفي السياق، أشار وزير خارجية النظام وليد المعلم إلى وجود خيانةٍ تسببت في قتل قائد القوات الروسية في سورية الجنرال الروسي فاليري أسابوف قبل يومين، موضحاً أن "داعش" تلقى معلومات عن مكان وجوده في مدينة دير الزور وقصف موقعه.وعلى جبهة أخرى، عقدت لجنة التفاوض من الفصائل المسلحة العاملة بالقلمون الشرقي بريف دمشق أمس جولة مفاوضات مع الجانب الروسي في المحطة الحرارية التابعة لمدينة جيرود، بحضور وفد عن النظام، للتفاوض على وقف الاقتتال في المنطقة.ووفق لجنة التفاوض، فإن جلسة المفاوضات تخللتها مناقشة الوضع الراهن، وتضييق الحواجز على تحرك المدنيين والمواد الأساسية ضمن مدن القلمون الشرقي، مؤكدة أن تاريخ الذهاب إلى دمشق للتفاوض مرتبط بفك الحصار كشرط أساسي والإفراج عن النساء المعتقلات من مدن القلمون الشرقي كبادرة حسن نية.ووضعت اللجنة المفاوضة تصوراً حول اجتماع دمشق يتضمن عدة بنود، منها عقده في مكان محايد أو في السفارة الروسية، ومعرفة الشخصيات المدعوة من كل الأطراف، وأن يكون التمثيل الروسي على أعلى مستوى، إضافة إلى نشر شرطة عسكرية روسية على الحواجز. وللمرة الأولى منذ إعلانها منطقة خفض توتر في يوليو الماضي بموجب اتفاق رعته روسيا وإيران وتركيا، قتل 4 أربعة مدنيين وعدد من الجرحى بعضهم في حال خطيرة، في قصف جوي استهدفت غوطة دمشق، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.