لم تهدأ بعد عاصفة الردود السياسية على لقاء وزير الخارجية جبران باسيل بنظيره السوري وليد المعلم في نيويورك وتوجت، أمس، بذهاب عدد من السياسيين اللبنانيين إلى المملكة العربية السعودية للتشاور فيما آلت إليه الأمور لبنانياً، في ضوء التصعيد، الذي بات يهدد مصير "التسوية الرئاسية".

وتوجه رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع يرافقه وزير الشؤون الاجتماعية بيار بوعاصي، صباح أمس، في جولة خارجية أفيد بأن أولى محطاتها تبدأ بزيارة المملكة، وما لبث أن حطّ فيها رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجميل يرافقه مستشاره ألبير كوستانيان تلبية لدعوة رسمية.

Ad

وربطت مصادر رسمية زيارة جعجع والجميل بالكباش "المحتدم الذي بلغ أوجه بين الأطراف السياسية أخيراً على خلفية محاولات جرّ لبنان إلى التطبيع مع سورية".

وأضافت المصادر أن "قرار تعيين المملكة سفير لها في بيروت هو وليد اليعقوبي الذي أرسلت أوراق اعتماده إلى وزارة الخارجية، يعني عودة الملف اللبناني إلى دائرة الإهتمام السعودي بعدما استشعرت المملكة جنوح السياسة فيها نحو المحور الإيراني".

ولم تكد تمضي دقائق على مغادرة "الثنائي" المسيحي حتى غرّد رئيس حزب "التوحيد العربي" وئام وهاب على "تويتر"، قائلاً: "نتمنى ألا تكون الدعوات السعودية المفاجئة لبعض اللبنانيين محاولة لإعادة تسخين الساحة اللبنانية".

إلى ذلك، رأى عضو المجلس المركزي في "حزب الله" نبيل قاووق، أمس، أن "ملف النازحين في لبنان يتصل باستمرار لبنان اجتماعياً وسياسياً واقتصادياً وأمنياً".

وأضاف قاووق: "ليس هناك من حل إلا بالحوار المباشر بين الحكومتين اللبنانية والسورية"، معتبراً أن "هناك فريقاً في البلد لا يريد أن يغلب المصلحة الوطنية على الالتزامات الخارجية".

في سياق منفصل، اختتم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، أمس، زيارة الدولة إلى فرنسا، بزيارة "أوتيل دو لاساي"، مقرّ الجمعية الوطنية الفرنسية، حيث التقى رئيسها فرنسوا دو روجي، بحضور أعضاء الوفد اللّبناني.

ورحب دو روجي بعون في فرنسا، وأكّد "أهمية العلاقات اللبنانية - الفرنسية والدور الذي يمكن أن يلعبه النواب الفرنسيون بالتعاون مع النواب اللبنانيين". واعتبر أن "زيارة رئيس الجمهورية اللبنانية لفرنسا محطة أساسية لإطلاق توجه جديد في العلاقات اللبنانية - الفرنسية وزخم يعود بالفائدة إلى البلدين".

وشكر عون من جهته رئيس الجمعية الوطنية على حفاوة الإستقبال، مركّزاً على "أهمية الزيارة ونتائج المحادثات التي أجراها مع الرئيس الفرنسي والمسؤولين الفرنسيين".

وشدد عون على أن "العلاقات اللبنانية - الفرنسية وطيدة وتوطدت أكثر نتيجة زيارة الدولة"، معرباً عن سعادته لما تلمسه من توجهات لدى مختلف القيادات الفرنسية التي التقاها، معتبرا أن "هذه الزيارة ستكون لها نتائج عملية تنعكس إيجاباً على العلاقات اللبنانية - الفرنسية".

وكانت هناك جولة أفق تناولت التطورات السياسية المحلية اللبنانية والأوضاع الإقليمية، وكان هناك تركيز على الوضع في المنطقة لا سيما في الجوار، خصوصاً في ما يخص موضوع النازحين السوريين الذي عرض عون وجهة نظر لبنان حيالها.