القاهرة تدمر أسلحة غرباً... والكشف عن «ذابحي الأقباط»
• المؤبد لمرشد «الإخوان» • وفد مصري يصل إلى غزة • السيسي يدعو البرلمان إلى الانعقاد الاثنين
أعلنت قوات الجيش المصري تدمير 10 سيارات تحمل أسلحة من ليبيا فور دخولها الحدود المصرية أمس، وكشفت النيابة الليبية عن هوية «الدواعش» الذين ذبحوا 21 قبطياً مصرياً في فبراير 2015، وأنها توصلت إلى مكان دفنهم، بينما قضت محكمة جنايات بني سويف بمعاقبة المرشد العام لجماعة «الإخوان» محمد بديع بالسجن المؤبد.
نجحت القوات المسلحة المصرية أمس في تدمير 10 سيارات دفع رباعي محملة بكميات ضخمة من الأسلحة والذخائر والمواد المهربة على الحدود الغربية الملاصقة لدولة ليبيا، إذ قالت القوات المسلحة في بيان لها إنه «بناء على معلومات تفيد بتجمع عدد من العناصر الإجرامية تستعد للتسلل إلى داخل الحدود المصرية، أقلعت تشكيلات من القوات الجوية التي تعاملت مع السيارات وتمكنت من ضربها، ما أسفر عن تدمير جميع السيارات العشر، وملاحقة وضبط العناصر الإجرامية، واتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم».مصدر رفيع المستوى قال لـ«الجريدة»، إن السيارات كانت محملة بكميات كبيرة من الأسلحة والمتفجرات والقنابل، وان هذه العناصر كانت تستعد لتسليم هذه الشحنة من الأسلحة إلى جماعات إرهابية في الداخل المصري، وذلك بالتخطيط مع عناصر إرهابية في ليبيا، بهدف الإضرار بأمن مصر القومي، مضيفا: «يقظة القوات الجوية تمكنت من إحباط هذا المخطط في مهده»، كاشفا عن زيادة قوات حرس الحدود المكلفة بتأمين الحدود الصحراوية بين مصر وليبيا.عضو المجلس الوطني لمكافحة الإرهاب، الخبير الأمني خالد عكاشة، أشاد بالضربة الأمنية للعناصر الإرهابية على الحدود مع ليبيا، قائلا لـ«الجريدة»: «الحدود الغربية تمثل تهديداً خطيراً للأمن القومي المصري، بسبب حالة السيولة الشديدة في الداخل الليبي منذ الإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي عام 2011، إذ ظهرت معسكرات لتجنيد وتدريب الإرهابيين هناك»، وأشار إلى أن هناك تنسيقا أمنيا بين الجيشين المصري والليبي بقيادة خليفة حفتر سيؤدي إلى تجفيف منابع الإرهاب في البلدين.
مقبرة الأقباط
وفي سياق قريب، أعلن رئيس التحقيقات بمكتب النائب العام الليبي، الصديق الصور، أمس، عن نتيجة تحقيقات النيابة الليبية مع عناصر تنظيم «داعش»، الذين جرى القبض عليهم خلال تحرير مدينة سرت، كاشفا الستار عن واقعة ذبح الأقباط المصريين في ليبيا، والتي جرت في سرت، مؤكداً أنه تم تحديد أماكن دفنهم، وسيجري استخراج الرفات قريباً.وأكد الصور، في مؤتمر صحافي أمس، أن سلطات طرابلس كشفت موقع الجريمة الإرهابية التي نفذها تنظيم «داعش» بحق 21 مصريا قبطيا، في فبراير 2015، بقتلهم ذبحا، إذ أثبتت التحريات الليبية أن الجريمة البشعة وقعت خلف فندق «المهاري» بمدينة سرت، وعلمت السلطات الليبية هوية منفذي الجريمة، ومكان دفن الجثث، كاشفاً أن المؤسس الأول لـ«داعش» في بنغازي هو محمود البرعصي، الذي استفاد من دعم عبدالله السيناوي، المسؤول عن «داعش» في سيناء المصرية.مصدر أمني مصري قال لـ«الجريدة»، إن مصر شاركت في تحقيقات الخلية الداعشية في ليبيا، بوجود ممثلين من جهات أمنية مصرية، فيما فتحت جهات سيادية خط اتصال مباشر مع الجانب الليبي لتسليم العناصر الإرهابية التي شاركت في ذبح الأقباط، تمهيداً لمحاكمتهم في القاهرة، متوقعا أن تصل هذه العناصر خلال الأسابيع القليلة المقبلة.المؤبد للمرشد
في غضون ذلك، قضت محكمة جنايات بني سويف في جلستها المنعقدة أمس، بمعاقبة المرشد العام لجماعة «الإخوان» الإرهابية، محمد بديع، و15 متهما آخرين، بالسجن المؤبد مدة 25 عاما، لإدانتهم بالتحريض وارتكاب أحداث العنف التي وقعت بمحافظة بني سويف في أعقاب فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، أغسطس 2013، وتضمن الحكم معاقبة 77 متهما بالسجن المشدد مدة 15 عاما، وانقضاء الدعوى الجنائية لمتهم واحد، نظرا لوفاته قبل الفصل في الدعوى.وأحالت النيابة العامة المتهمين في القضية إلى محكمة الجنايات، بعدما أسندت إليهم ارتكابهم جرائم الشروع في القتل العمد، وحيازة وإحراز أسلحة نارية، واستعراض القوة، والتلويح بالعنف والبلطجة، وإضرام النيران عمداً في مبان ومنشآت عامة، ومصالح حكومية بعد سرقة محتوياتها (محكمة وديوان قسم شرطة ومكتب للشهر العقاري)، وإتلاف الممتلكات العامة والخاصة.ويعد حكم المؤبد لبديع ليس الأول، إذ يقضي الأخير حكما نهائيا وباتا بالسجن في قضية سابقة، فيما تنظر محكمة النقض أحكاما أخرى بسجنه تقدم بطعون عليها، كما تعاد محاكمته أمام عدة محاكم جنايات في قضايا ألغت محكمة النقض الأحكام الصادرة فيها، فضلا عن قضية أخرى يعاد محاكمته فيها بعد صدور حكم غيابي بالإعدام.عودة البرلمان
إلى ذلك، أصدر الرئيس عبدالفتاح السيسي، قراراً جمهورياً أمس الأول الأربعاء، بدعوة مجلس النواب للانعقاد، اعتبارا من الاثنين المقبل (2 أكتوبر)، لافتتاح دور الانعقاد العادي الثالث للفصل التشريعي الأول لمجلس النواب، ويستمر دور الانعقاد مدة تسعة أشهر على الأقل، ومن المقرر أن يبدأ النواب عملهم بإجراء انتخابات اللجان النوعية، كما يتوقع أن يبدأ المجلس مناقشة قانون الإجراءات الجنائية فور عودة البرلمان للانعقاد.من جهته، قال النائب البرلماني، هيثم الحريري، لـ«الجريدة»، إنه يتمنى أن يتجاوز البرلمان سلبيات دور الانعقاد الأول والثاني، والتي أساءت لصورة المجلس في الشارع. وأضاف: «البرلمان في الكثير من الأحيان لم يستجب لمطالب المواطن البسيط، ولم يقف معه في قضايا حيوية تمس العدالة الاجتماعية، مثل قوانين التأمينات والمعاشات والتأمين الصحي»، مشددا على أنه سيعمل على إعادة طرح هذه القضايا مرة أخرى تحت قبة البرلمان خلال دور الانعقاد الجديد.وفد أمني
وفي سياق منفصل، كشف مصدر مصري لـ«الجريدة»، أن وفداً مصرياً سافر إلى قطاع غزة أمس، لبدء التنسيق لتسليم حركة «حماس» السلطة في القطاع إلى حكومة الوفاق، وفقاً لما تم الاتفاق عليه خلال استقبال القاهرة لوفدي «حماس» و«فتح» في القاهرة مطلع الشهر الجاري. وشدد المصدر على أن الوفد الأمني سيعمل على التواصل مع جميع فرقاء المشهد الفلسطيني كي يتم الانتهاء من ملف المصالحة الفلسطينية الفلسطينية قريباً.