الأسد يعيّن مسيحياً لرئاسة برلمانه ويتلقى ضربة بريف دمشق

• «الخوذ»: روسيا تقتل مدنيي إدلب
• أسابوف كان قائد «الفيلق الخامس»
• «جنيف 8» خلال شهر

نشر في 28-09-2017
آخر تحديث 28-09-2017 | 21:40
عناصر من قوات سورية الديمقراطية في مواجهة مع «داعش» بمحيط مستشفى الرقة المركزي أمس (أ ف ب)
عناصر من قوات سورية الديمقراطية في مواجهة مع «داعش» بمحيط مستشفى الرقة المركزي أمس (أ ف ب)
مع تحديد مبعوث الأمم المتحدة مطلع نوفمبر المقبل موعداً للجولة الثامنة من محادثات جنيف، زكى نظام الرئيس السوري بشار الأسد، الذي يقدم نفسه على أنه حامٍ للأقليات والضمانة ضد التطرف الديني، النائب المسيحي حمودة الصباغ لرئاسة مجلس الشعب، خلفاً للمقالة هدية عباس أول امرأة تتولى هذه المنصب.
في سابقة هي الأولى بتاريخ سورية، انتخب مجلس الشعب النائب المسيحي حمودة الصباغ ليتولى مهام رئاسته، خلفاً لهدية عباس، التي احتفى النظام بتعيينها بالتزكية أول امرأة تتولى هذا المنصب في يونيو 2016، قبل أن يصوت النواب على إقالتها بصورة مفاجئة في 20 يوليو الماضي.

وغداة تزكية القيادة القطْرية لحزب الرئيس السوري بشار الأسد الحاكم له، حصل الصباغ، الذي دخل إلى البرلمان أول مرة في انتخابات عام 2012، على 193 صوتاً من أصل 216، متفوقاً على منافسه أحمد مرعي (10 أصوات) ونضال حميدي ووضاح مراد، بحسب صحيفة «الوطن» المقربة من النظام.

والصباغ من مواليد 1959 ويتحدر من مدينة الحسكة، وحاصل على إجازة جامعية في الحقوق، ويشغل منصب رئيس مكتب الفلاحين القطري في القيادة القطرية لحزب «البعث».

ويعتبر البرلمان، مؤسسة شكلية في سورية، وأطلق عليه اسم مجلس الشعب عام 1971 بعد تولي الرئيس الراحل حافظ الأسد السلطة، ويبلغ عدد أعضائه 250، يستحوذ حزب «البعث» و«الجبهة الوطنية التقدمية» على نحو 180 منهم.

مفاوضات جنيف

دولياً، أبلغ مبعوث الأمم المتحدة ستيفان ديمستورا مجلس الأمن، أمس الأول، عزمه على عقد الجولة الثامنة من مفاوضات جنيف «في موعد أقصاه نهاية أكتوبر أو بداية نوفمبر».

وقال ديميستورا، خلال جلسة عقدها المجلس بشأن سورية، إن «الوقت حان للتركيز على العودة إلى جنيف. هذا هو المحفل الوحيد الذي يمكن فيه تطوير العملية السياسية الانتقالية التي يتوخاها هذا المجلس في القرار 2254 مع السوريين أنفسهم، بشرعية المجتمع الدولي ودعمه الكاملين».

وأضاف: «أدعو الجانبين إلى تقييم الحالة بواقعية ومسؤولية تجاه شعب سورية والإعداد بجدية للمشاركة في المحادثات بدون شروط مسبقة».

وخلال المناقشات، شدد السفير الروسي في الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا على أن موسكو تعتبر «مفاوضات أستانة تعطي زخماً لجنيف»، مؤكداً أن «الوضع تمت تهدئته» و»مستوى العنف آخذ في الانخفاض».

تراشق اتهامات

وأعرب السفير الروسي عن سخط موسكو إزاء «مزاعم تقسيم سورية إلى مناطق نفوذ» عبر إقامة «مناطق خفض توتر»، معتبراً أن هذه الاتهامات تهدف إلى «النيل من مصداقية مفاوضات أستانة»، التي ترعاها روسيا وإيران وتركيا. وانتهت جلسة مجلس الأمن بتراشق اتهامات بين السفيرة الأميركية نيكي هايلي ونظيرها السوري بشار الجعفري. وقالت هايلي، في معرض تبريرها: لماذا تدفع واشنطن أموالاً لدول ثالثة تستضيف اللاجئين السوريين، مثل الأردن، لا يمكننا الوثوق بالحكومة السورية؟».

ورد الجعفري بأن الوثائق الدبلوماسية السرية، التي نشرها موقع «ويكليكس»، أظهرت أن «الحكومة الأميركية تسعى منذ 2006 للإطاحة بحكومة بلادي».

عين ترما

ميدانياً، تلقى النظام ضربة موجعة بخسارته نحو 45 جندياً في انفجار أبنية مفخخة في عين ترما بريف دمشق، التي تشهد منذ مواجهات ضارية مع فصائل المعارضة بقيادة «فيلق الرحمن».

ودفعت الفرقة الرابعة التابعة للنظام بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى جبهتي حي جوبر وعين ترما، وسيطرت على عدد من الأبنية قرب دوار المناشر، تحت وابل من القصف الجوي والمدفعي شمل استهداف حي جوبر بـ19 صاروخاً أرض- أرض.

انتقام من إدلب

وفي إدلب، اتهمت منظمة الدفاع المدني «الخوذ البيضاء» أمس الأول روسيا بقتل ما لا يقل عن 150 مدنياً وإصابة العشرات خلال أكثر من أسبوع من القصف الانتقامي للهجوم، الذي نفذته «هيئة تحرير الشام» بقيادة جبهة النصرة سابقاً على مناطق نشرت فيها شرطتها العسكرية في شمال حماة.

وأكد عامل الإنقاذ سالم أبوالعزم، لـ«رويترز»، انتشال 152 جثة وإنقاذ 279 مدنياً منذ حملة القصف الروسية والسورية، التي اتسع نطاقها لتشمل معظم بلدات محافظة إدلب. ونفى المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف هذه الاتهامات، وأكد توخي الحذر لعدم إصابة المدنيين أثناء عمليات القصف، متهماً «الوكالة البريطانية بمحاولة تقديم أصحاب الخوذ البيضاء المحتالين الحربيين تحت غطاء جديد كأنهم مصادر موضوعية للمعلومات تلاعب لأشخاص غير متخصصين».

«الفيلق الخامس»

إلى ذلك، أعلن رئيس أركان الجيش الروسي فاليري غيراسيموف، أمس الأول، أن الجنرال فاليري أسابوف (51 عاماً) الذي لقي حتفه السبت في قصف من مواقع تابعة لتنظيم داعش قرب دير الزور، كان رئيساً لأركان القوات الروسية في سورية ثم شغل بعد ذلك منصب قائد الفيلق السوري الخامس للمتطوعين على سبيل الإعارة.

و«الفيلق الخامس» للمتطوعين سلح بأسلحة روسية منذ تشكيله في أواخر 2016 ويعمل فيه مستشارون روس، بيد أن أياً من دمشق أو موسكو لم تعلن من قبل أن قيادة الفيلق روسية.

بدوره، أعلن مدير قسم الخارجية الروسية لشؤون التحديات والتهديدات الجديدة إيليا روغاتشوف أن «داعش» أصبح على وشك الانهيار كمشروع «دولة» تسيطر على مناطق واسعة، بفضل القوات السورية والروسية، وأن التنظيم يتحول إلى «شبكة» تشبه «القاعدة» قادرة على البقاء لكنها لا تزدهر.

تراشق اتهامات بين هايلي والجعفري في جلسة مجلس الأمن ونيبينزيا يدافع عن "أستانة"
back to top