في 14 سبتمبر 1998م قام وزير التربية الأسبق الدكتور عبدالعزيز الغانم بجولة على المدارس الابتدائية في أول يوم دراسي، خلال جولته دار حوار غريب وظريف بين المعلم وتلاميذه في أحد فصول الصف الأول الابتدائي في مدرسة ملا راشد السيف الابتدائية بنين، وكان الحوار كالتالي:المعلم: هل تحبون الكويت؟
التلاميذ: نعم نحب الكويت.المعلم: هل تحبون المدرسة؟التلاميذ: لا، لا، لا.الوزير الغانم: "هذي الصجية".إجابة صريحة صادقة صادرة من قلوب أطفال أبرياء في عمر الزهور، أطفال لا يعرفون فن المجاملات والنفاق والرياء ومسح الجوخ مثل "بعض الكبار"، ما نحب المدرسة استوقفتني وجعلتني أفكر ملياً في معرفة أسباب عدم محبة هؤلاء التلاميذ للمدرسة؟ وما الخبرات المؤلمة التي اكتسبوها في مرحلة رياض الأطفال التي أدت إلى عدم محبتهم للمدرسة.هذا الحوار الغريب الظريف ذكرني بموقف حصل مع أولاد وزير تربية في فترة التسعينيات والذي يروي الموقف هو الأخ الكبير للوزير، وإليكم الموقف: أولاد وزير التربية يدرسون في مدرسة أجنبية نموذجية، في يوم من الأيام عمل هؤلاء الأولاد فوضى وإزعاج وشجار في بيتهم، فقالت لهم أمهم عقابكم هو الحرمان غداً من الذهاب إلى المدرسة، الأولاد عندما سمعوا تهديد أمهم لهم قاموا فوراً بتقبيل رأسها ويدها، وأخذوا يرجونها ألا تحرمهم في الغد من الذهاب إلى المدرسة!تصور عزيزي القارئ لو أن أمّاً قالت لأولادها الذين يدرسون في مدرسة حكومية غداً سأحرمكم من الذهاب إلى المدرسة، كيف سيكون موقفهم؟ أكيد سيفرحون ويمرحون ويرقصون، يا ترى ما السر في ذلك؟ السر يكمن في أن المدارس الأجنبية تعرف كيف تكسب قلوب التلاميذ، وتعاملهم معاملة حسنة وراقية، مما جعلهم يحبون المدرسة، بعكس تلاميذ المدارس الحكومية الذين يفرحون ويمرحون لأي عطلة رسمية، ويغيبون قبلها وبعدها، وهذا دليل على عدم حبهم للمدرسة. وإذا أردنا أن يحب تلاميذ المدارس الحكومية مدرستهم فعليكم بكسب قلوبهم أولاً، ومعاملتهم معاملة حسنة راقية، و"الدين المعاملة" كما قال عليه الصلاة والسلام.
مقالات - اضافات
«ما نحب المدرسة»
29-09-2017